يمثل استمرار فراغ كرسي رئيس البرلمان نقصا فادحا في التشكيلة السياسية للبلاد ودليلا على عجز القوى السياسية عن الاتفاق في هذا الموضوع ليؤشر وجود خلافات بين قوى المكونات وداخل كل مكون أيضا.
ان بقاء البرلمان بلا رئيس يمثل أيضا خللا في تمثيل المكونات في عملية صنع القرار حيث يغيب المكون السني بين الرئاسات ولتظهر اصوات نشاز تحرض على ابقاء البرلمان بلا رئيس.
ان عدم توافق القوى السياسية على تسمية رئيس للبرلمان في هذا الظرف الحرج يعطل وحدة القرار العراقي في كثير من الملفات الحساسة التي تحتاج الى اجماع وطني.
يجب ان لا نتجاهل المشاكل بين قيادات المكون السني التي منعت تقديم مرشح متفق عليه وكذلك ادت الى ترشيح شخصيات خلافية مثيرة للجدل بينما ينبغي ان يكون رئيس البرلمان شخصية رصينة متفق عليها وذات سمعة رفيعة وخبرة سياسية مشهود لها.
ويذكرنا الخلاف داخل البيت السني بالخلاف داخل البيت الكردي الذي يعرقل الاتفاق على تقدم مرشح مقبول لمنصب محافظ كركوك، وهو ما يثير المخاوف بشأن الاستقرار في المحافظة ومصير العلاقة بين القوى الكردية.
الواجب الوطني والضرورات السياسية تستدعي ان تسارع القوى الوطنية المخلصة الى توحيد الصفوف لمواجهة التحديات الخطير وتقديم مزيد من الدعم للحكومة لتمكينها من تنفيذ مشاريعها وتحقيق أفضل المنجزات للشعب العراقي بعدما وضعت أسسا راسخة لنجاحها.