خلافا لعادته، بدا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مهموما ومحبطا في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت اليوم الثلاثاء 27 شباط، ومع ذلك فقد تعاطى مع جدول اعمال الجلسة بالشكل المعهود لكنه في النهاية صارح الوزراء بمشاعر الإحباط والألم التي يواجهها بسبب الوضع المأساوي لأهالي قطاع غزة والصمت الدولي تجاه الجرائم التي يرتكبها الصهاينة ضد المدنيين العزل والمعاناة التي وصلت حد المجاعة دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنا، وإستذكر الحديث الشريف "ليس بمؤمنٍ من بات شبعان وجارُه إلى جنبِه جائعٌ"، وقال إن سكان غزة ليسوا جيرانا لنا إنما أهل، ودعا السوداني جميع الوزراء لتقديم ما يتوفر في وزاراتهم من إمكانيات لدعم سكان غزة وخاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
وباشر الوزراء فورا في طرح أفكارهم، إذ أكد وزير الزراعة إمكانية توفير كميات جيدة من القمح لأهالي غزة من خزين وزارته بينما كشف وزير التخطيط عن وجود خزين ستراتيجي من الحبوب يصل الى مليوني طن كان مهيئا لمواجهة الجفاف المتوقع لكن نسبة الامطار العالية التي شهدتها البلاد تسمح بالتبرع لأهالي غزة من هذا الخزين فيما جدد وزير النفط استعداد وزارته لتزويد القطاع بكميات من زيت الغاز، وقال وزير الخارجية فؤاد حسين إن الفلسطينيين في قلوب كل العراقيين واقترح اطلاق حملة شعبية يشارك فيها الراغبين من المواطنين العراقيين وبرعاية ودعم حكومي لتزويد السكان باحتياجاتهم، وتم تحويل المقترحات الى قرارات فورا وأصدر رئيس الوزراء تكليفا لوزير الدفاع للمباشرة بالتنسيق مع الجانب الأردني لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل مرور المساعدات عبر الحدود.
شهدت جلسة اليوم وحدة إنسانية وتعاطفا كاملا من جميع الوزراء مع أهالي غزة، وعبروا عن عمق المشاعر التضامنية مع الفلسطينيين، وإستذكرت هنا الخطاب الواضح والقوي لرئيس الوزراء في القمة العربية التي عقدت في القاهرة مع بداية نشوب الحرب الصهيونية على قطاع غزة وإلتزامه اليوم بتحويل أقواله الى أفعال تعبر عن صدقية موقف الشعب العراقي تاريخيا من مظلومية الشعب الفلسطيني، وإن هذا الموقف كان موحدا دائما في مختلف الظروف.