آخبار عاجل

في ذكرى مأساة المعلم بقلم: د.عبدالله العلياوي

01 - 03 - 2024 8:43 223

لا يمكن ان ينكر احد تحسن الوضع الاقتصادي للمعلمين (من المدارس الابتدائية والى الجامعات) بعد العام ٢٠٠٣ فقد كانوا خلال ما سبق يعيشون ظروفا اقتصادية بائسة وكان جزءا كبيرا من تعسف نظام صدام يقع عليهم سواء في التعليمات المتشددة او المواد العلمية المزبفة او عسكرة المدارس وفرض الحزب عليها.
مع ذلك، فإن القيمة الاجتماعية والاعتبارية للمعلم في داخل الحرم المدرسي آخذة في التراجع لأسباب كثيرة، ففي العهود السابقة لم نعرف الاعتداءات على المعلمين والمدرسين والاساتذة، بينما نشهد اليوم الكثير من حالات الاعتداء والتجاوز على التربويين والمدارس، ويمكن العودة الى كتابنا (خلف ستائر القرار) للاطلاع على أمثلة عن ذلك.
التراجع الاعتباري والتدهور الاخلاقي في التعامل مع التربويين له أسباب كثيرة، منها انه انعكاس لزيادة مستوى العنف في المجتمع، اذ تنعكس اساليب التعامل خارج المدرسة على ما يحدث داخلها، وكذلك سيادة السلوكيات العشائرية التي تشعر الطالب بالطمأنينة الى عدم تلقي عقاب صارم في حال تجاوزه على استاذه، لكن الاخطر من كل ذلك هو توفر البديل الاسهل عن المدرسة او الجامعة التقليدية عبر التعليم الاهلي الضعيف فهذا هو سبب البلاء كما اعتقد.
تقول الاحصائيات ان في العراق ١١٨ جامعة وكلية اهلية بالاضافة الى ٣٠ في اقليم كردستان بينما يبلغ عدد المدارس بالآلاف، ورغم مرور سنوات على انطلاق التعليم الاهلي لكننا نلاحظ بسهولة انه لم يكتسب الرصانة المطلوبة.
في التعليم الاهلي يكون عامل الربح هو الاساس، ولذلك يتم جذب اكبر عدد من الطلاب عبر قبول المعدلات المتدنية والتساهل في الحضور للدوام وتسهيل الحصول على الشهادة الجامعية، في المقابل لا تهتم هذه المؤسسات التعليمية بالاساتذة وتقبل اي اداء يقدمونه وبالاخص مع تزايد حملة الشهادات العليا من الجامعات الاجنبية الضعيفة في المنطقة، وهؤلاء على استعداد للعمل باي أجر نظرا لقلة فرص التعيين الحكومي وكذلك لاسترداد ما انفقوه على دراستهم في الخارج.
اجتمعت ظروف عديدة لتهبط باوضاع المعلمين وصارت مقولات "من علمني حرفا ملكني عبدا" او "قف للمعلم وفه التبجيلا..." موضع تندر او حسرة في نفوس المعلمين الذين حرصوا لعقود طويلة ان يكونوا نماذج مثالية للسلوك الانساني القويم وللتفاني في سبيل تربية الاجيال الناشئة.
اننا هنا لا ندعو للتشاؤم وانما للمكاشفة بشأن اوضاع التعليم، وبما ان الحكومة الحالية قد خطت لنفسها منهج الاصلاح وتقديم الخدمات، ونجحت في كثير من الملفات، فإن الامال معلقة عليها بالنهوض بهذا القطاع الاساسي ومنح مزيد من الاهتمامات للكوادر التربوية سواء في تحسين ظروفها المعيشية او دعمها امام المصاعب والمضايقات او على صعيد الارتقاء بكفاءاتها.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved