اذا كانت غزة تمثل اليوم أرض المعاناة والآلام بسبب ما تمارسه آلة العدو الصهيوني من ابادة انسانية وتدمير شامل، فإن شقيقتها مدينة حلبجه التي يسكنها الكرد، أمة صلاح الدين الايوبي، قد سارت في نفس الطريق سابقا، وهي تقول لغزة: إصبري يا أختاه، فقد تعرضت للقصف الكيمياوي والتهجير ولظلم نظام صدام وسط صمت وتجاهل دولي لمأساتي وتغرب أهلي وصبروا حتى إستجاب الله لدعائهم ومحق الظالمين بعدما جلسوا في قفص الاتهام لينالوا جزاءهم العادل وليسجل التاريخ جريمتهم الى الابد، بينما صرت رمزا للنضال والتضحية، لكن جراحنا عميقة ولن ننسى الضحايا يوما ورغم ذلك سنتعافى بهمة الشرفاء في أوطاننا.
يا غزة، ان اخوانك في العراق وكل البلاد العربية والاسلامية والشرفاء في العالم على اهبة الاستعداد لتقديم العون والمساعدة بكل ما تسمح الظروف بايصاله لإهلك، فقبل أيام اصدرت الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني قرارا إنسانيا حكيما بارسال كميات كببرة من المساعدات والاسراع بايصالها الى غزة، وهو قرار يستجيب لعواطف جميع المواطنين العراقيين من كل المكونات.
قرار الحكومة العراقية هو تطبيق لإيمانها بمساندة القضايا العادلة، فهاهي الحكومة، وفي الذكرى ٣٦ لقصف حلبجه بالسلاح الكيمياوي، تقرر بناء "بوابة حلبجه" لتكون صرحا حضاريا جميلا ليكون دليلا على مساندة رئيس الوزراء واخوانه الوزراء لهذه المدينة المنكوبة واعترافا بالظلم الذي وقع عليها، ومشاركة لها في احزانها التي لا تنسى.
ان كل ما أرجوه من سكان حلبجه هو الحفاظ على هذا الصرح وان لا تؤثر المنافسات والجدالات السياسية على العناية به او ينكروا من قرر اقامته كما حدث مع التمثال البرونزي للشهيد عمر خاور (رمز شهداء حلبجه).
سوف تتحقق امنيات اهل غزة بالعدالة والتحرر والكرامة مهما طال الزمن وكثرت التضحيات، وسيزول الكيان الصهيوني الغاصب كما يزول كل ظالم، ويا أهل غزة لكم في أهل حلبجه خير دليل لقدرة الله سبحانه وتعالى على نصرة المظلوم.