آخبار عاجل

الحلقة السادسة .. كيف نجنب أبنائنا العقد النفسية لكي يكونوا سعداء مستقبلاً .. بقلم سلوى المؤيد

08 - 03 - 2024 5:54 3158

 ذكرت من قبل بعض العقد النفسية المؤلمة  التي تترسخ في نفسية الطفل ..وتؤثر على مستقبله بطريقة سلبية فلا ينمو الطفل في داخله ..ليكون شخصاً ناضجاً.. ويمارس حياته بصحة نفسية متزنة ومسؤولة
واليوم سأكمل ما تبقى منها حتى يتجنب الآباء أومن يربي هؤلاء الأطفال الضرب القاسي أو التحرش الجنسي أو تحقيرهم بالسب ونعتهم بصفات سيئة فتتشوه نظرتهم لأنفسهم ولحياتهم وما يترتب عليها من شقاء نفسي مؤلم لهم ولمن يعيش معهم
٧:الأعتقاد الخيالي.       
 هذه الصفة يكرسها الآباء في نفسية أولادهم بمعاملتهم السيئة لهم. 
يقول الدكتور" براد شو" أن بعض الآباء يقومون بترسيخ حقيقة كاذبة في نفوس أبنائهم من خلال قول الأم لأبنها مثلاً وهي غاضبة من تصرفاته "أنظر أنت تجعل أمك غاضبة دائماً "أ و " أنت تقتلني بتصرفاتك اللامبالية أو "أعرف ماذا ستقول قبل أن تقوله "
نرى هنا أن كل هذه الأقوال غير واقعية وتسيء إلى نفسية الطفل لأنه سيكبر وهذه الأفكار الخيالية السيئة راسخة في عقله .
مثلما حدث لامرأة فشلت في زيجاتها الخمسة.. لأنها كانت تبحث عن الزوج الذي سيمنحها السعادة ..لا أن تبذل مجهوداً لتحققها بنفسها .
أي تظل هذه الأفكار الخيالية تؤثر فيها منذ طفولتها وتصدقها وهي أفكار غير حقيقية لإن الزواج لا ينجح إلا إذا بذل الزوج والزوجة جهدهما لنجاح زواجهما 
وهناك عدة أمثلة للأفكار الخيالية التي  تؤذي حياة الأشخاص عندما يفكرون بها مثل 
"لو كان لدي مال سأكون بخير"
أو "إذا تركني حبيبي فأنا لن أعيش بعده "
هذه الأفكار الخيالية تصاحب تفكير الطفل إلى أن يكبر فيظل طفل في داخله متأثرا بعبارات والديه الخيالية.. ويضر بها حياته الحقيقية حتى يجد العلاج النفسي المناسب.
ولا ننسى القصص الخيالية التي تكتب للأطفال وما تحمله من أفكار خيالية تزرعه في نفوسهم  إلى أن يكبروا.. فيركضون ورا أحلامهم الغير واقعية بسبب هذه القصص فيسيئوا إلى أنفسهم لاعتقادهم أنها ستتحقق لهم يوما
٨- فساد العلاقة الحميمية.
 يؤكد  الدكتور النفساني "براد شو" على أهمية تواجد الدفء العائلي بين الأب والأم.. وأيضاً بينهم وبين أبنائهم.. حيث تسبب المشاجرات الدائمة بين الزوجين في جعل الأبناء يخشون الارتباط  بأحد   لأنهم لا يريدون أن يكرروا ما حدث لوالديهم ..وما سببوه من أذى نفسي لهم.. وطرح  مثال لامرأة وصلت إلى سن السادسة والأربعين من عمرها ولم تواعد أحداً ١٥ عاماً إذ حلفت منذ وفاة حبيبها الحقيقي في حادث سيارة أنها لن تتزوج أبداً احتراماً لذكراه والواقع هو أن هذه المرأة كانت تتهرب من الزواج لأنها تعرضت للتحرش الجنسي من زوج أمها عندما كانت في الخامسة من عمرها ..لذلك أحاطت نفسها بسور من الحماية للطفلة المجروحة في عقلها الباطن.. واستخدمت  ذكرى حبيبها لتحمي نفسها من أي علاقة عاطفيه حتى لا تتزوج . 
امرأة أخرى تزوجت من شخص  لا تربطها به علاقة جيدة.. ظلت معه ٣٠ سنة رغم أنه كان يخونها كثيراً وتعلم بذلك وتتألم.
وعندما سألها الطبيب النفسي لماذا ظلت معه طوال ٣٠ سنة وهي تعيسة في زواجها ..قالت له أنها تحبه....هذه المرأة لم تدرك أنها تخلط بين الحب والاعتماد على زوجها مخافة أن يهجرها مثلما هجرها والدها عندما كانت في الثانية من عمرها عندما غضب عليها.
إن الأشخاص الذين عانوا في طفولتهم من  شخصية الأشخاص الناضجين سواء كانوا نساء أو رجال ..يسيطر على مشاعر الألفة في علاقاتهم مع من يعيش معهم لإن شخصياتهم مجروحة منذ طفولتهم .
إن أعمق جرح نفسي يمس شخصية الطفل  ..هو احساسه أنه غير مرغوب به في أسرته  ويتمثل ذلك في عدم قبول أحد الوالدين أو كلاهما بنوع الجنين فيشعر الطفل  أنه غير مرغوب به.. وقد يتعرض للتجريح بسبب نوع جنسه ..فيتركز هذا الاحساس الزائف في نفس الطفل  بأنه غير محبوب من أبويه  ..ويضاعف هذا الإحساس لديه من خلال معاملة والديه له وإشعاره بعدم رضائهم عن نوعه ..وتظل تلك الذكريات مغروسة في عقله الباطن تؤثر بطريقة سلبية على حياته مثلما حدث  لهذه الزوجة التي اعتقدت أن كل شخص يقيم علاقة معها سوف يتركها مثل والدها عندما هجرها وهي في الثانية من عمرها واعتقدت أنه هجرها لأنه كان غاضب منها يقول الدكتور "براد شو"  الطفل المنبوذ أو المجروح  لا يدرك ماهي ذاته الخاصة  ..لأنه يرى نفسه حسب ما يراه والديه أو من يربيه .. فإذا كان لا يدرك هذه الذات فكيف يشارك الآخرين ذاته ..أي أن يكون قريب منهم. .يشاركهم مشاعره الخاصة ..هو لا يعرف نفسه إلا من خلال ما يعامله والديه ومن يربيه.. ومن يربيه لا يعامله حسب ذاته.. وإنما كما يراه هو ..فيعّرض هذا الطفل للإحساس بالإهانة  لأنه غير محبوب من والديه ..ويعتقد أن هذه الشخصية هي شخصيته الحقيقية وينسى أن هذه الشخصية  مقتبسه وليست حقيقية .
كما أن هذا النوع من الأطفال معرضون إلى أن يكونا من النوع السادي في علاقاتهم مع أزواجهم أو غيرهم لأنهم لا يثقون فيمن يتعامل معهم .
إن الطفل الذي يعيش حياة يجد فيها الرعاية والحب يدرك شخصيته الأصلية ويستطيع أن يتعامل مع الآخرين حسب شخصيته.. ويدرك أين حدوده وأين حدود الآخرين لأنه وجد التوجيه والرعاية من والديه أو من يربيه إذا كان في دور الأيتام
بتحديد الخطأ والصواب في تصرفاته ومن يتعامل معه ..وهذه الحدود شبيهة بحدود الدول التي لا تسمح لأحد أن يتجاوزها ..نفس الأمر ينطبق عليه ..يعرف أين حدوده وأين حدود الآخرين حتى لا يتعدى أحد على هذه الحدود ويكون آمناً مطمئناً .. يستطيع أن يحمي نفسه إذا حاول شخص التحرش به أو عامله معاملة سيئة فيتصدى له لأنه واثق بذاته الأصلية .
إن الأشخاص الذين يلازمهم ضعف في حدودهم الجنسية عندما يكبروا سواء كانوا رجال أو نساء يمارسون الجنس مع أزواجهم دون رغبتهم.
اذا كان لدينا حدود عاطفية لمشاعرنا فأننا نعلم أين تنتهي هذه الحدود  وتبدأ الحدود العاطفية للآخرين ..كما أننا نعلم متي تكون مشاعرنا حول أنفسنا ومتى تكون حول الآخرين.. ومثلها حدودنا الفكرية والروحية التي تحدد الطريقة التي نفكر بها في معتقداتنا وقيمنا.
إن الأطفال بحاجة إلى قيادة الآباء السليمة ليتمكنوا من  التعامل الصحي مع كل مرحلة من مراحل حياتهم.. والأطفال اللذين يفتقرون إلى ذلك الإرشاد  يظلوا محبوسين في ما حدث لهم من تشويش عاطفي في مرحلة الطفولة فلا ينضج الطفل في داخلهم ..ويعانوا من هذا التشويش حتى أن معظمهم كما يوضح الدكتور "براد شو" يتجه إلى العلاقات الجنسية الشاذة .. لأنهم لم يعرفوا العلاقة الحميمية بين والديهم فينفروا من العلاقة الطبيعية مع الجنس الآخر لأنهم لم يجدوا النموذج الصحي من آبائهم من خلال إهانة آباؤهم  لأمهاتهم ..وبسبب افتقادهم لمعرفة العلاقة الحميمية بينهم وبين آبائهم منذ  طفولتهم وهي الطريقة الوحيدة التي يعرفها أمثال هؤلاء الأطفال الضحايا للتعبير عن قربهم   في التعامل الجنسي السليم مع أزواجهم  عندما يكبروا .



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved