لقد ذكرت من قبل بعض العقد النفسية المؤلمة التي تترسخ في نفسية الطفل وتؤثر على مستقبله بطريقة سلبية
واليوم سأكمل ما تبقى منها حتى يتجنب الآباء أومن يربي هؤلاء الأطفال الضرب القاسي أو التحرش الجنسي أو تحقيرهم بالسب ونعتهم بصفات سيئة فتتشوه نظرتهم لأنفسهم ولحياتهم وما يترتب عليها من شقاء نفسي مؤلم لهم ولمن يعيش معهم
مستقبلاً
٩- سوء نتائج تدليل الأبناء.
عندما نكون حازمين كآباء مع أبنائنا فنحن نعلمهم كيف يعيشون حياة منتجة وسليمة عاطفياً.. يقول الدكتور "سكوت بيك" المختص بعلم نفس الطفل" أن الحزم يساعد على تقليل معاناة الحياة"
ويؤكد الدكتور "براد شو" في كتابه "العودة إلى الطفولة"
أن إذا تعلم الأطفال كيف يقولوا الحقيقة ،وكيف يؤجلوا اشباع رغباتهم. .ويكونوا صادقين مع أنفسهم.. وأن يكونوا شخصيات
مسؤولة كل ذلك سوف يمنحهم الاحساس بالفرح والمتعة .
إن الأبناء بحاجة إلى آباء يكونوا قدوة لهم في سلوكهم من خلال تصرفاتهم السليمة.. لا أن يحاضروهم بالمثل والأخلاق ولا يمارسوها في حياتهم ..لأنهم يتعلمون مما يمارسه أباءهم لا ماذا يقولون.
وكذلك يضر الآباء المتشددين أبنائهم ..عندما لا يدعون لهم مجال للتعبير عن آرائهم ..لأنهم يتعودون على إخفاء مشاعرهم وآرائهم خوفاً من غضب وعقاب أباءهم. ..وستظل هذه العقدة في نفوسهم عندما يكبروا فلا يعبروا عن آرائهم الحقيقية لأنهم يخافون من غضب مدرسيهم أو مدراءهم.. مثلما كانوا يخافون من آبائهم.. ويصبحوا منافقين في أعمالهم ..رغباتهم مكبوتة وعدما يكبروا يصبحوا مثل آبائهم لإن هذا الأسلوب هو ما تعلموه في التعامل مع آبائهم المتشددين
وهذا النوع من الأطفال يتعود على المماطلة ويشعر دائماً أنه خجولاً ومذنباً ..ومتعصباً في آرائه بطريق مرضية.. ومسيطراً جداً في شؤونه الخاصة.. ومطيعاً ومستسلما ومنافقاً مع من يعمل معه ويخبئ مشاعره الخاصة عن أصدقائه.
وكلما ازداد والديه تدليله في طفولته.. سيشعر أكثر بعدم الأمان وعدم الثقة في نفسه في حياته المستقبلية مع ما يصاحب ذلك من تعاسة وتعذيب لأفراد عائلته.
١٠- الادمان والسلوك القهري اللاإرادي:
من نتائج المعاملة القاسية والتحقير لشخصية الطفل وتكرار التحرش به أو اغتصابه .. أن شخصيته لا تنضج عندما يكبر ويظل ما ثلاً أمامه كل ما تعرض له من تعذيب.. ولا يستطع أن ينضج حسب عمره.. ويظل الطفل المجروح داخله يدفعه إلى الادمان على الكحول أو المخدرات وممارسة السلوك القهري اللاإرادي.
يقول الكاتب الدكتور" براد شو" أنه كان مدمناً في شبابه علي الكحول والمخدرات وذلك بسبب سوء معاملة والده له ونبذه في هذه المرحلة من حياته .. ولأن والده بإدمانه على الكحول والمخدرات كان مثلاً سيئاً يقتدي به.. وكان لا يضمه ليمنحه الحنان والعطف ..ولم يشعر يوماً أنه فخور به.. لذلك لم يحب " د براد شو " نفسه عندما أصبح رجلاً.. حيث هرب مع أصدقائه من أصحاب السوء لتعاسته ..وأدمن على الكحول والمخدرات ومارس الرذيلة ليثبت رجولته منذ أن كان في الخامسة عشر من عمره ..حتى أصبح في الثلاثين من عمره .. وعندما عالج إدمانه أصبح مدمناً علي التدخين والعمل والطعام.. ليعوض حرمانه من حنان وعطف والده. .وواصل ميله إلى التصرفات القهرية اللاإرادية لإن احتياجاته من الحنا ن والحب والعطف والحزم لم تشبع أبداً .
يقول الدكتور "براد شو " قد يعتقد بعض الناس أن الإدمان سلوك وراِثي في العائلة.. لكن ذلك غير صحيح.. أخيه وأخته لم يكونوا مدمنين على الكحول والخدرات مثل والده ومثله ..كما أنه عمل عمل خمس وعشرون عاماً مع المدمنين على الكحول والمخدرات فلم يجد أبداً أحد من المرضى ورث الإدمان من أبويه ..لكنه لاحظ أن بعض الأبناء لديهم ميل إلى التصرفات القهرية ويمكنهم الإصابة به بعد شهرين فقط من ممارسة ذلك السلوك القهري ويكونون من الأبناء المهملون المنبوذين من قبل آبائهم.
ويقول أن كل ما يريده الأبناء من مشاعر من آبائهم هو العطف والحنا ن و الاهتمام والحزم.. إذا لم يحصلوا على هذه المشاعر الضرورية لينمو بشكل سليم داخلياً ستتعقد نفسياتهم وتضطرب وتعذب شخصياتهم .. إن الإدمان والتصرفات اللاإرادية القهرية يستخدمها هؤلاء الأبناء الضحايا عندما يكبروا لكي يتفادوا التفكير في معاناتهم في الطفولة عن آلامهم .
.
ولن ينضج ذلك الطفل في داخلهم فيدمروا حياتهم وحياة من معهم إلى أن يجدوا العلاج النفسي السليم .