ذكرت من قبل بعض العقد النفسية المؤلمة التي تترسخ في نفسية الطفل ..وتؤثر على مستقبله بطريقة سلبية فلا ينمو الطفل في داخله ..ليكون شخصاً ناضجاً.. ويمارس حياته بصحة نفسية متزنة ومسؤولة
واليوم سأكمل ما تبقى منها حتى يتجنب الآباء أومن يربي هؤلاء الأطفال الضرب القاسي أو التحرش الجنسي أو تحقيرهم بالسب ونعتهم بصفات سيئة فتتشوه نظرتهم لأنفسهم ولحياتهم وما يترتب عليها من شقاء نفسي مؤلم لهم ولمن يعيش معهم
٩: الأفكار المشوهة عند الأطفال:
يقول دكتور "براد شو" أن تفكير الأطفال لا منطقي ..وهذا معناه "الكل أولا شيء ".. .مثلا إذا عنف الأب أطفاله فهم يعتقدون أن أباهم إذا لم يكن يحبهم فهو يكرههم.. لا يوجد في تفكيرهم "حالة الوسط "
وإذا فكر الطفل بأنه مذنب فهو يعتقد أنه فاسد. وإذا تخلى عنه والده فهو يعتقد أن كل الرجال اللذين يعرفهم سوف يتركوه
الأطفال بحاجة إلى أمثلة صحية لكي يتعلموا كيف يفكروا حول مشاعرهم وكيف يشعروا بأفكارهم .
كما أن الأطفال يفسرون كل معاملة من والديهم على أنها تمس شخصياتهم ..إذا لم يجد آبائهم الوقت للعب معهم فإنهم يعتقدون أن هناك شيء خطاً في شخصياتهم لذلك لا يريدون اللعب معهم.. والأطفال يفسرون تعامل آبائهم السيء معهم بهذه الطريقة . هذا التفكير يمس كل ما يمثل علاقاتهم بآبائهم لأنهم غير قادرين على التفكير بشكل منطقي حول كل شيء متعلق بشخصياتهم .. وذلك لأنهم لا يستطيعون أن يدركوا وجهة نظر غيرهم.
لذلك عندما لا يحصل الطفل على احتياجاته لينمو بشكل طبيعي ..فإن ذلك يترسخ في عقله الباطن ويستولي على أسلوب تفكيره فيفكر مثلما كان طفلاً حتي لو كان شخصاً ناضجاً.. لذلك نرى ذلك الشخص يشتري أي شيء يعجب به عاطفياً لا عقلياً.. ويتسبب ذلك القرار في مشاكل مالية عديدة للشخص لأنه يتصرف كالأطفال إذا رغبوا في شيء يريدون الحصول عليه وذلك لأن آبائهم لم يعلموهم كيف يفصلوا بين مشاعرهم العقلية والعاطفية ..وعندما يكبروا فهم يستخدمون التفكير بطريقة تجعلهم يتفادون مشاعرهم المجروحة منذ الطفولة فهم يتعاملون مع عقولهم وقلوبهم وكأنهما جسمين منفصلين ولا يدركوا متى يستخدموهما منفصلين بذاتهما ..لذلك يصبح تفكيرهم مشوهاً ..يشبه تفكير الأطفال اللذين لا يدركون متى يكون التفكير عاطفياً أو عقلياً ..ويعانوا في حياتهم لهذا السبب لأنهم يقعوا في أخطاء تؤثر بطريقة سلبية على حياتهم وهم رجال ونساء ..لذاك هناك رجال ونساء منهم عباقرة في أعمالهم لكنهم نادراً ما يتمكنوا في تنظيم حياتهم اليومية بتفاصيلها. ويخافوا من المستقبل كالأطفال ،حيث تنتابهم الأفكار السلبية القهرية بسبب ماضيهم المؤلم ..مثال على ذلك (يوسوس الشخص أن الشخص أنه إذا تقاعد لن يجد راتب له )..مثل هذه الأفكار السلبية وغيرها تسبب الخوف في نفوسهم لأنها أفكار فرضية وليست حقيقية .. إلا أن هذه هي الطريقة التي يمارسها الأشخاص الناضجين اللذين جرحوا نفسياً وجسدياً في طفولتهم
لكن هذه الأفكار الفرضية إذا مارسها الشخص كثيراً فإنها تعني أن هذا الشخص يحاول الهروب من ذكريات مؤلمة لديه
ورغم أنه لا يعتبر أن الشخص مخطئ إذا تحدث بالتفصيل.. لكن إذا استخدم الشخص هذه التفاصيل لكي يبتعد عن الحديث عن أمر يؤلمه.. فإن ذلك يعتبر تشويه لحقيقة حياته .
إن هؤلاء الأشخاص قد يصابوا بالأفكار القهرية لأنهم يستغرقوا في التفاصيل لكي يتفادوا التفكير في شعورهم بالنقص وهذا أمر مؤلم للنفس ويحتاج إلى علاج نفساني ليتخلص من هذا النوع السلبي من التفكير.