بعد أيام معدودات تهل علينا ذكرى رحيل الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي مثل عنواناً ورمزاً للعمل الإنساني، وسعى إلى ترسيخ قيم المحبة والعطاء والإيثار في نفوس أفراد مجتمعنا، وجعل من الإمارات مظلة يحتمي في ظلها كل من اختبرته الحياة بالأزمات. وتخليداً لذكرى رحيل الوالد المؤسس، كان «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي يمثل محطة مضيئة في تاريخ الدولة، وعلامة فارقة في مسيرتها الطويلة، ليعكس ذلك سجلها الحافل بالمبادرات والمشاريع الإنسانية التي شيدتها بأياديها البيضاء في كافة أصقاع الأرض.
نحو عقدين من الزمن مرت على رحيل الأب والقائد الذي ترك أثره الطيب في قلوبنا، وعلمنا معاني الخير والعطاء، وقدم للإنسانية الكثير، فقد كان أحب الناس وأرحمهم للناس، وقد أثرى الإمارات والإنسانية بحكمته وريادته للعمل الخيري، واستثمر ما وهبه الله عز وجل لدولتنا لتكون في خدمة الإنسانية، فلم يترك باباً من أبواب الخير والعطاء إلا فتحه بيديه من أجل رفع المعاناة وتخفيف الأعباء عن ظهور الناس من دون تمييز عرقي أو ديني، فكانت بصماته ذهبية في دفاتر التاريخ.
تجربة الوالد المؤسس الشيخ زايد ملهمة، فقد كان من أبرز رواد العمل الإنساني، حيث أطلق خلال العقود الثلاثة الأولى من عمر الدولة المئات من المبادرات الإغاثية والمساعدات الإنسانية التي حملتها أيادي الخير الإماراتية إلى مشارق الأرض ومغاربها لإغاثة المحتاجين. الإمارات تمتلك سجلاً حافلاً في العمل الخيري، بفضل مشاريعها ومبادراتها التي جعلت منها رمزاً للعطاء، ونموذجاً يحتذى به في التضامن والتكافل، ما عزز من قوة رسالتها الإنسانية ومكانتها بين الشعوب، ونجحت دولتنا في أن تكون منارة حضارية للتسامح والتآخي، بفضل رؤى قيادتنا الرشيدة التي رسخت مكانة الإمارات عاصمة عالمية للخير والعمل الإنساني المستدام.