قفزات نوعية نشهدها في التكنولوجيا التي تطل علينا يومياً بأدوات جديدة، تغير من أسلوب حياتنا وتحسنها، وتسهل تعاملاتنا في مختلف المجالات المهنية والشخصية، ما يجعل التكنولوجيا جزءاً مهماً من حياتنا اليومية، فبعد انتشار العديد من الأدوات الرقمية التي سهلت الحصول على المعلومة وتتبعها، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي، التي غيّرت كثيراً في حياتنا، ها نحن نقف على أبواب عصر الذكاء الاصطناعي، الذي بدأ ينشر أدواته بيننا، ليتجاوز عددها المئات، وأشهرها «تشات جي بي تي ChatGPT»، الذي وصل إلى أكثر من 100 مليون مستخدم في غضون أشهر قليلة، ما يسهم في تقليص الهوة بين الأجيال، ويجعل الذكاء الاصطناعي أحد أشكال المستقبل، الذي برعت دبي والإمارات في استشرافه ورسم ملامحه.
انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي، أحدثت فرقاً واضحاً في طبيعة حياتنا، حيث بات بالإمكان استخدامها في صنع المحتوى، وإعداد التقارير المختلفة، وتطوير الأعمال، وإنتاج الفيديوهات، وإنشاء التصاميم، وغيرها من المجالات، وهو ما ساهم في اختصار الوقت، وتسريع وتيرة الإنتاج في الكثير من الشركات والمؤسسات التي بدأت بتدريب طواقم عملها على استخدام الذكاء الاصطناعي، حتى إن البعض ذهب إلى توظيفه لأجل حماية كوكب الأرض، وإنقاذ الأرواح، وتخفيف المعاناة، عبر تحسين الطرق التي تتنبأ بحدوث الكوارث.
اهتمام الإمارات ودبي بالذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل استباقي، يجسد فكر القيادة وطموحاتها، لوضع بصمة متفردة في العالم الرقمي، والبناء على الفرص الواعدة التي يوفرها هذا القطاع الناشئ، وتوظيفها في مجالات تطوير الأنظمة، ورفع مستوى الإنتاجية، وزيادة وعي المجتمع بالاستخدام الأمثل لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وإحداث قفزة نوعية في القطاعات المختلفة، التي تتضمن التعليم، والرعاية الصحية، وجودة الحياة، وغيرها، وكيفية التعامل الحكومي الإيجابي مع هذه التقنيات.