حرصت على الحضور والمتابعة بشغف بالغ «منتدى الإعلام العربي»، الذي أقيم برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحضور نخبة من كبار المفكرين والخبراء في المجال الإعلامي.
حقيقة شكّلت الفعاليات المتعددة فرصة عظيمة وسياحة فكرية لا غنى عنها لكل منتسب لهذا المجال، تأكيداً لقدرتهم على مواكبة التطور المذهل والسعي بجدية نحو الارتقاء بمضمون الرسالة الإعلامية بما يحقق آمال وتطلعات شعوب المنطقة.
فهذه الفعاليات الإعلامية المهمة تشكّل فرصة ثمينة للتعرف إلى طبيعة وواقع العمل الإعلامي وبحث آخر المستجدات والتحديات في صناعة الإعلام وطرق الاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتوظيفها في هذا القطاع.
ولا يسعني إلا الاتفاق مع ما طرحه سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، حين قال: «إن الإعلام دوره محوري ومؤثر في الأخذ بدفة الحوار العربي نحو مزيد من التقارب والتنسيق وتمديد جسور جديدة للتعاون في شتى المجالات، بما يدعم العمل المشترك نحو آفاق أرحب من النمو والازدهار لكافة شعوب المنطقة».
وفي هذا السياق لم يكن غريباً أن يخصص المنتدى جلسة لمناقشة التعامل الإعلامي مع القضية الفلسطينية تحت عنوان «فلسطين بمنظور إعلامي عربي»، وقد لفت انتباهي خلال تلك الجلسة الحوارية الممتعة أن كبار الإعلاميين العرب يقرّون بدور الشباب من الجيل الصاعد الواعد الذين كانوا لهم الدور الأبرز عبر وسائل التواصل الاجتماعي في بلوغ القضية آفاقاً جديدة نحو العالمية.
صحيح أن إعلامنا التقليدي من فضائيات وصحف نجح في نقل وقائع العدوان على غزة، لكن الإعلام الحديث -وفي مقدمته موقعا إكس وتيك توك- كان له دور أكبر في سرعة نقل الأحداث، وزيادة نسبة التفاعل الجماهيري، ليس على الصعيدين العربي والإقليمي وحسب، بل ودوليا أيضاً، ومن هنا شاهدنا التحركات والتظاهرات الشعبية التي ملأت شوارع أوروبا وجامعات أمريكا.
لكن التطور المتسارع في مجال الإعلام يدفعني للتعبير عن بالغ السعادة والترحيب بمبادرة «تعهُّد المواهب الإعلامية الإماراتية»، لاكتشاف وتدريب المواهب الجديدة، التي أطلقها مجلس دبي للإعلام، بالتنسيق مع كبرى المؤسسات الإعلامية والكليات المتخصصة، في إطار استراتيجية المجلس لدعم الشباب وتوسيع دائرة مشاركتهم في القطاع الإعلامي، لا سيما طلبة الإعلام، وإعدادهم بصورة مهنية متميزة للالتحاق بسوق العمل.
لقد أصبح المنتدى عبر مسيرته الحافلة بالفعاليات في دوراته الـ22 منارة للفكر والتجديد في المجال الإعلامي على مستوى المنطقة العربية، كما بات يعكس الدور الرائد لإمارة دبي في تعزيز الحوار وتبادل الأفكار حول مستقبل الإعلام في المنطقة ودفعه نحو آفاق رحبة لخدمة القضايا الكبرى، وفي مقدمتها التنمية المستدامة وبث روح التسامح والتعايش بين الشعوب بما يحقق الأمن والسلام والاستقرار للجميع.