كل فرد في العراق يفتخر بأنه عراقي أكثر من انتمائه العرقي او الديني او المذهبي، وكلمة "عراقي" هي المحببة له.
بقي موقف المواطن العراقي مهما كانت هويته او انتماؤه، واحدا وثابتا من القضية الفلسطينية ولذلك كان عنوان المقالة "العراقي وفلسطين" وليس "العراق وفلسطين".
اختلف ويختلف العراقيون على كثير من المواقف والقضايا والشؤون لكنهم متفقون دائما على عدالة القضية الفلسطينية وضرورة استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم والوقوف الى جانبه ودعمه بشتى السبل.
وهنا أتذكر ان كثيرا من الشبان الكرد آلتحقوا بمنظمات الكفاح الفلسطيني المسلح لمقاتلة الكيان الصهيوني، وإن القوى الكردية كانت صادقة في مواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية حتى ان المرحوم الملا مصطفى البارزاني اوقف كل عمل مسلح عندما نشبت حرب حزيران ١٩٦٧ وفي حرب تشرين ١٩٧٣ أعلن عن استعداد البيشمركه للقتال ضمن الجيش العراقي ضد الكيان الصهيوني.
ان موقف العراقيين من القضية الفلسطينية دليل على اصالة هذا الشعب وسلامة فطرته التي ترفض الظلم وتمد يد العون للمظلوم وتدافع عنه مهما كان الثمن، وكان خطاب دولة رئيس الوزراء في قمة السلام التي عقدت في القاهرة تمثيلا حقيقا لمشاعر وارادة الشعب العراقي بكل مكوناته، ثم جاءت قرارات إرسال المساعدات لإخواننا في غزة تطبيقا عمليا للاقوال.
علمنا التاريخ، وخاصة تاريخ القضية الفلسطينية ان القرارات الانفعالية غير المدروسة المتأثرة بالمزايدات والتحريض تؤدي دائما الى الهزيمة المدوية وهو ما حدث أكثر من مرة للاسف وصارت الخسارة مضاعفة، فخسر الفلسطينيون ما تبقى لهم من أرض ثم خسرت دول الطوق العربي بعض اراضيها وتحطمت جيوشها وتخلفت اقتصاديا وتغول الطغيان السياسي، رغم المظاهرات الجماهيرية الكبيرة والاناشيد الحماسية الرنانة المساندة لفلسلطين.
يضع لنا القرآن الكريم طريقا واضحا للمواجهة بقوله تعالى " وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ"، فهل أعدت الدول العربية القوة؟!.
ان ادارة دولة تختلف عن ادارة حزب او تيار سياسي، وقرارات المقاطعة السياسية والحرب ليست هينة ولقد اوقعت مثل هذه القرارات العراق في مآزق كبيرة وكوارث فادحة، فهل نسمح بعودة منهج المقبور؟!