لا شك في أن التقصير مني؛ فلم أكن على علم بأن هنالك مشروعاً اسمه (غرفة الكتابة). جرى إطلاقه منذ فترة في مدينة الشارقة للإعلام - (شمس) - يهدف إلى اكتشاف وتطوير المواهب في كتابة السيناريو للأعمال التلفزيونية والسينمائية، والمشروع يقدم فرصاً للتدريب والتأهيل، بالتعاون مع متخصصين، أبرزهم السيناريست محمد حسن أحمد.
كل هذا كان مجهولاً بالنسبة لي، لما قبل أسابيع، إذ دعتني ندوة الثقافة والعلوم إلى مجلسها الأسبوعي - ينتظم كل اثنين - لحضور أمسية عنوانها (حكاية مشروع غرفة الكتابة). الأمسية للحق كانت ثرية.
وفّرت لي معلومات جديدة، وكشفت عمّا يجري، بصمت وأناة، من أعمال فنية ونوعية، تتعاظم الحاجة إليها يوماً بعد آخر، في الإمارات، ودول الخليج كلها؛ فدائماً ما كانت تشكل صناعة المسلسلات والأفلام، ذات الجودة العالية، أحد العناصر المؤثرة في بناء القوة الناعمة للدول.
أسئلتنا حول الموضوع محدودة. الأول، ما النتائج المنجزة لمشروع (غرفة الكتابة) منذ إطلاقه حتى اليوم؟ الثاني، من هو محمد حسن أحمد، وما إنجازاته الفنية، بين كتّاب السيناريو، محلياً وعالمياً؟
إن مشروع (غرفة الكتابة)، إضافة إلى اكتشافه وتطويره للمواهب الواعدة. أفضت جلساته للعصف الذهني التي نظمها، وما يزال، إلى تراكم حصيلة من الأفكار الفائضة عن التوقع، مما استوجب تأسيس (بنك) تستودع فيه الأفكار بصفتها مواد خاماً، يمكن العمل على تحويلها إلى محتوى بصري معتبر في أي وقت.
سمّي (بنك الأفكار). وهو يعرض منتجاته من المواد الأولية، للبيع والإنتاج وفقاً للطلب.
وأنجز المشروع حتى اليوم، ما يقرب من 9 مسلسلات. ومستمر بتنظيم ورش للمؤسسات الحكومية والجامعات وعامة الجمهور.
أما السيناريست محمد حسن أحمد، فهو أحد مؤسسي صناعة الفيلم في الإمارات. حصدت أعماله السينمائية 37 جائزة، كأفضل سيناريست وأفضل فيلم. وأفلامه الروائية القصيرة والطويلة، بلغت الـ20. وفي الدراما كتب 8 مسلسلات. وله 4 مؤلفات أدبية. وكتاب واحد حول السيناريو عنونه بـ(الضوء الصامت).