آخبار عاجل

تكبر الصغار وتعمر الديار.. بقلم السفير خليل الذوادي

04 - 07 - 2024 9:40 91

كنا نسمع من أجدادنا وآبائنا عبارة: «تكبر الصغار وتعمر الديار» وكانوا بذلك يعنون أن الأمل لا يزال موجودًا في الذرية الصالحة، فما عجزوا عن تحقيقه سيأتي ذلك اليوم مستقبلاً ليقوم الأبناء بالدور المأمول الذي عجزوا عن تحقيقه بالصورة التي يأملونها، ولذلك فقد اجتهدوا كثيرًا في أن يعلموا أولادهم من البنين والبنات القدرة على تحمل المسؤولية ويجتهدوا في تحقيق ما يصبو إليه المجتمع من تآلف ومحبة وتعاون لتحقيق ما قد عجز السابقون عن تحقيقه على مستويات كثيرة.

لا نستطيع نحن كجيل بل أجيال لاحقه أن نحكم على من سبقنا دون النظر إلى الظروف التي احيطت بهم، ودون أن نلتمس الأعذار لهم على ما لم يكن في استطاعتهم تحقيقه لكنهم كانوا على أمل كبير في أن يحقق من يأتي بعدهم ما عجزوا عن تحقيقه لظروف متعددة بعضها موضوعيًا وبعضها يختص بالظروف المحيطة بهم، ومعطيات العصر الذي كانوا فيه والظروف المحيطة بهم سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وإرادات إنسانية حتمتها ظروف زمن بما فيه من تحديات.

ورغم كل التحديات المحيطة بهم إلا أنهم لم ييأسوا وعملوا كل ما يستطيعون لحماية مجتمعهم وقيمه والظروف المحيطة به. انفتحوا على العالم من حولهم بمعطيات العصر الذي كانوا هم فيه، والتأثيرات التي أحيطت بهم وبمجتمعهم وأمتهم، لكنهم تعاملوا بكل ما يملكون من إمكانيات بالظروف المحيطة بهم...

كان الأجداد والآباء يدركون بفطرتهم وبالتجارب التي مروا بها أن الأوضاع لا تستقيم على حال واحدة، ولابد من التغيير والجهد لكي يعيش المجتمع بأمن وأمان ويحقق الناس فيه ما يصبون إليه.

كان مجتمعنا يحرص على ديمومة العلاقات بين الناس في الأحياء والفرجان بالمدن والقرى، وكان التواصل بينهم قائماً على المعروف والبذل والعطاء الإنساني فقد أدركوا أن الأمور لا تستقيم ما لم يد الأخ والصديق والجار يده إلى من حوله، ويعتبرهم عترته وأهله وأصدقائه فيبذل الكثير من أجل أمنهم واستقرارهم وتقديم كل عون ممكن..

في قرانا ومدننا وجدنا بعض مظاهر هذا التعاون البسيط في شكله الكبير في معانيه، فقد كانت المزارع رغم ملكيتها الخاصة إلا أن صاحب المزرعة يشعر بأن خيرات الأرض ليست ملكًا حصريًا عليه وعلى أسرته بل إن الجيران والأصدقاء والأهل لهم نصيب من خيرات هذه المزارع فيتم إرسال لهم بعض ما تجود به الأرض الزراعية، كذلك كان البحر بخيراته نقصة يتم فيها إكرام الجار والمعارف بما كانت تجود به حظور السمك والشباك المعدة، ثم يتم البيع على الآخرين وكان البائع في نفسه يقول لقد تصدقت على من يستحق الخير وآن لي أن أنال نصيبي مما أفاء الله عليّ من خير.

كانت الرغبة في بقاء العلاقات وثيقة في المجتمع تفرض عليهم أن يكونوا فاعلين وإيجابيين في تدعيم العلاقات بينهم.

كانت مجتمعاتنا تنشد الخير للجميع وظلت هذه النعمة إلى يومنا الحاضر وما تم تحقيقه من إنجازات مدعاة فخر واعتزاز والرغبة في تطوير المجتمع وتحقيق النمو والإزدهار في ربوع أوطاننا تحتم علينا أن نبذل الكثير من أجل ذلك، والحمد لله أن مجتمعنا اليوم يزخر بالعدد الكبير من منابر التعليم من مدارس حكومية إلى جامعات أهلية وخاصة إلى مدارس خاصة تعلم الكثير من العلوم وبلغات متعددة فرضتها ظروف التواصل الحضاري والإقتصادي والتنموي.

نعم كبرت الصغار وكان من نتيجة ذلك أن تم تعمير الديار بكل ما فرضته ظروف الحياة ورغبة المجتمع في النمو والازدهار.

وقد وجدنا في القيادة الحكيمة كل عون وتذليل العقبات والإيمان بأن الأوطان تبنى بسواعد أبنائها وبغيرة وحرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.

إن التعاون الوطني يبنى على أساس المصلحة العليا للمجتمع ومسؤولية الآباء والأمهات تهيئة الظروف الممكنة لخدمة المجتمع، كما أنه من مسؤولية القائمين على البناء الوطني أن تتاح الفرصة لأبناء البلاد لأخذ دورهم الوطني في البناء والتعمير وبناء المستقبل الآمن، لنحقق جميعًا القول الذي ورثناه من الأجداد والآباء: «تكبر الصغار وتعمر الديار».

وعلى الخير والمحبة نلتقي



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved