آخبار عاجل

الانتخابات وتذكرة إلى الجنة .. بقلم: محمد مصطفى الخياط

20 - 07 - 2024 1:54 146

 

أشار مقال الأسبوع الماضي، (رسائل الانتخابات الأوروبية)، إلى تمدد أحزاب اليمين وتحقيقها مكاسب على حساب منافسيها، تجلت في حصد عدد كبير من الأصوات فاق التوقعات، وصف بعضها بأنه ساحق وآخر بأنه تاريخي، كما عرض المقال لأهم الدروس المستفادة من تلك التجربة، حظيتُ على إثره بتلقي عدة تعقيبات والمشاركة في بعض مناقشات بناءه، وددتُ مشاركتها معك أيها القاريء الكريم.
تقوم الأحزاب على فكرة أساسية مفادها الاختلاف في الرأي واحترام الرأي الآخر، كأساس لبناء تحالفات حزبية؛ حال عدم حصول الحزب صاحب الأصوات الأعلى على حصة أغلبية تمنحه حق تشكيل الحكومة منفردًا.
ومن ثم، فإن تضمين دستور أو صدور قانون يسمح بتأسيس أحزاب، إنما هو تصريح بحق الاختلاف -الذي هو أساس الكون- شرط التعايش مع الآخرين وفقًا للإطار القانوني المنظم.
وتساءل قاريء متعجبًا، كيف يوصف فوز حزب بخمس مقاعد، من إجمالي 650 مقعدا، بأنه تاريخي؟
بعد تركه حزب المحافظين أوائل التسعينات، أسس نايجل فاراج مع آخرين حزب "استقلال المملكة المتحدة UK Independence Party " على المباديء السياسية لليمين الرافضة لفكرة الاتحاد الأوروبي، حتى أنه أطلق حزب "Brexit بريكست" عام 2019، وغير اسمه إلى "حزب الإصلاح Reform"، بعد خروج بريطانيا عام 2020 من الاتحاد، وإن استمر في تبني الأفكار المعادية للهجرة والسياسات المناخية.
دخل الحزب الانتخابات الأخيرة بمقعد واحد، وفاز فيها بخمسة مقاعد، منها واحد لفاراج الذي فشل من قبل ثمان مرات متتالية، من هنا وصفت نتائجه بأنها فوز تاريخي.
على المسرح السياسي الفرنسي، حظيت مناورات جولتي الانتخابات بالدهشة والإعجاب؛ ما أن تصدر (التجمع الوطني) اليميني المتطرف بقيادة جوردان بارديلا القائمة في الجولة الأولى بنسبة 33%، يليه تحالف اليسار (تحالف الجبهة الشعبية الجديدة) بنحو 28%، ثم معسكر الرئيس ماكرون (معًا) بنسبة 20%، وإعلان بارديلا استعداده تولي رئاسة الوزراء خلفًا لجابريل آتال، حتى دعا تحالف اليسار و(معًا) الناخبين إلى عدم التصويت لليمين، وفي نفس الوقت تقدم الكثيرون من مرشحي الكتلتين بطلبات للانسحاب، لتجنب تفتيت الأصوات وتفويت الفرصة على اليمين، لتخرج النتيجة النهائية بتقدم اليسار، يليه معسكر الرئيس ماكرون، ثم اليمين الذي أصيب بخيبة أمل مكتفيًا بتحقيق أكبر اختراق له في البرلمان؛ 143 مقعدًا. 
أما الدهشة فمن دعوة الرئيس ماكرون لانتخابات مبكرة في وقت أظهرت المؤشرات حرج مستقبله السياسي، وأما الإعجاب فمن مناورات تحالف اليسار و(معًا) لحشد أصوات ناخبيهم، وليظل قرار منح المقاعد في يد الناخب.
وفي سياق سباقات الانتخابات، رفع حادث إطلاق النار على مرشح انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب شعبيته إلى أكثر من 69%، مما دعا كثيرين للتعليق بأن فوزه صار محتومًا.
يأتي هذا متزامنًا مع نقد الديموقراطيين أداء مرشحهم خلال مناظرته مع ترامب أواخر يونيو الماضي، وصل إلى نشر الممثل العالمي جورج كولوني مقالاً في جريدة نيويورك تايمز تحت عنوان "أنا أحب جو بايدن .. ولكننا بحاجة إلى مرشح جديد"، أكد فيه مساندته للحزب ومرشحيه، بما فيهم الرئيس جو بايدن، وعبر عن ثقته فيه وقدرته على الانتصار في كل الحروب، (لكن المعركة الوحيدة التي لا يستطيع الفوز بها هي الحرب ضد الزمن) بحسب قوله، كما عبر عن مخاوفه كأمريكي من فوز منافسه. 
جاء مقال كولوني بمثابة دعوة للاستراحة وإفساح الطريق للآخرين، وربما للاستمتاع بساعة مرح بحجز مقعد في أقرب سينما لمشاهدة فيلم جورج كولوني "تذكرة إلى الجنة Ticket to Paradise". 
للأسف فات الوقت ونفدت كل التذاكر إلى الجنة .. ترامب على الباب.
 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved