آخبار عاجل

الانتخابات الأمريكية .. أهي حقًا هاريس؟.. بقلم: د محمد مصطفى الخياط

27 - 07 - 2024 11:53 89

 


في ذات الزاوية، ومن قرابة ثلاث سنوات ونصف، وتحديدًا في 1 يناير 2024، قُبيل بدء أول يوم عمل للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، نشرتُ مقالاً تحت عنوان "أمريكا 2024 .. هاريس ضد ترامب"، بدت النبوءة في ذلك الوقت غريبة غير متسقة مع مناخ عام تغمره هالات الفرح والتفاؤل بفوز الحزب الديموقراطي ممثلاً في الرئيس بايدن، على الحزب الجمهوري؛ غريمه اللدود، ممثلاً في الرئيس الأسبق؛ دونالد ترامب.
اتكأت توقعات ترشيح ابنة المهاجِرَين للسباق الرئاسي إلى عامل الزمن، لا الشك في قدرات الرئيس بايدن على مواجهة ملفات الحكم، والتي لخصها في برنامجه الانتخابي في محاور أهمها؛ شعور المواطنين أن (أمريكا للجميع)، وثانيها الرعاية الصحية وتوفير لقاحات تبطيء -إن لم توقف- زحف فيروس كورونا، وثالثها رفع مستوى مرونة اقتصاد أرهقه التنين الصيني، وأخيرًا ملف السياسة الخارجية من منظور الدولة العظمى.
جاء بايدن بعد أربع سنوات من حُكم ألغى خلاله ترامب العديد من الاتفاقيات أبرزها؛ اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا (نافتا)، اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ، واتفاقية باريس للمناخ، وعضوية منظمة الصحة العالمية واليونسكو. بالإضافة إلى العديد من القرارات حيال الهجرة القانونية وغير القانونية، والقضايا العرقية، وسياسة الجوار مع المكسيك، والتشكيك في الإجراءات المتبعة حيال جائحة كورونا التي خَلَفَت أكثر من 20 مليون مصاب وزهاء 350 ألف حالة وفاة في أمريكا، فضلاً عن إطلاق حرب تجارية شعواء ضد ثاني أكبر اقتصاد عالمي، الصين.
ورغم اقترابه من سن الثمانين، ما زال ترامب يتمتع بلياقة ذهنية تمكنه من الاشتباك مع الآخرين ممثلاً النمط المفضل لدى قطاع عريض من الأمريكيين، يرى في القوة، وإن كانت غاشمة، الضامن للبقاء. 
الشيء الذي يصعب التكهن به إن فاز ترامب، هو آثار الشيخوخة، لا أحد يعلم كيف ستكون حالته خلال السنوات الأربع القادمة، أو لو قرر الترشح لانتخابات عام 2028 إن خسر الانتخابات الحالية، ولنا في بايدن أسوة، فرجل التسع وسبعون عامًا وقت عبر بوابة البيت الأبيض، ليس هو رجل الثانية والثمانين الذي يجهز حقائب رحيله اليوم.
"الحرب ضد الزمن حربٌ خاسرة"، كما قال الممثل جورج كولوني في كلمته لبايدن، حين يطلق الزمن رصاصته الأخيرة تخون الإنسان قدراته الخاصة قبل أن يخونه الآخرون ما كان مصدر قوته يصبح كعب آخيل، تتداعى مفردات الضعف الإنساني؛ الذاكرة وقد تحولت إلى غربال، القدمان المعبئتان بأكياس رمل الوهن، والذراعان القصيران مع طولهما، والفطنة التي تحولت إلى سذاجة معجونة بالسهو وسط زحام تهتهة الكلمات. 
قضت هاريس السنوات الماضية خلف ستار الصمت، كانت أقرب لظل بلا أمنيات، أيقظت انتقادات زلات الرئيس أحلام ابنة الكاريبي السمراء، من قبل جاء رجل أسمر ولد لأب كيني وأم أمريكية، يُدعى باراك أوباما، وحمل لقب "أقوى رجل في العالم"، اللقب الذي يحمله كل من يحكم أمريكا، ماذا لو فُعلتها هي؟، أي ألقاب سوف تحصد؟؛ لقب أول امرأة تحكم أمريكا، وأول ابنة مهاجرين، وأول سمراء، وأول نائبة تصبح رئيسًا، وهلم جرا.
ويطل السؤال من عيون الناخبين؛ من يصعد بأمريكا أكثر؟، هاريس المولودة لأب جاميكي وأم هندية، المبتسمة دائمًا، أم ترامب ذو الجذور الألمانية المتجهم دائمًا.
غير دخول هاريس في الأمتار الأخيرة للسباق قواعد اللعب، والتكهن بالنتائج الآن ضرب بالأزلام، تتغير المؤشرات مع حركة بندول الساعة، حتى وإن علق أحدهم إعجابًا بكلمتها للأمريكيين بعد انسحاب بايدن، وكأنه يسمعها لأول مرة، قائلاً "أهي حقًا هاريس !!".
 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved