من الخطأ الفادح، اعتبار تصرفات وقرارات دولة مثل إسرائيل، قرارات مؤقتة أو آنية، أو عاطفية، أو من قبيل رد الفعل الاضطراري.
قرارات وسياسات الدولة العبرية، تنبع من رؤية ومنهج واستراتيجية قائمة على مشروع تاريخي.
هذا المشروع الاستراتيجي قد يذهب في اتجاه علماني، أو يذهب في اتجاه ديني توراتي.
وسواء كان الحكم من «العمل» أو «الليكود»، أو ائتلاف من أي نوع كان، فإن هناك خمسة ثوابت لا تتغير أبداً، وهي:
1. أمن الدولة العبرية خط أحمر وهدف مقدس.
2. العلاقة مع الولايات المتحدة والغرب عضوية وأساسية، ولا غنى عنها.
3. استخدام كل أدوات اللوبي اليهودي الصهيوني في الدعم الكامل للدولة العبرية.
4. أرض فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر، هي أرض عبرانية، أمس واليوم وغداً.
5. الاستيطان هو حق مكتسب، ولا يعتبر احتلالاً، لأن المستوطنين هم أصحاب الأرض العبرية تاريخياً، لذلك فهم – وفق هذا الفهم – يعيدون للشعب اليهودي ما سلب منه تاريخياً.
بن غوريون، ليفي اشكول، بيغن، رابين، إسحق شامير، شارون، باراك، أولمرت، لبيد، نتنياهو، كلهم تنويعات على لحن واحد أساسي، لا يتغير إلا في درجات الصعود والهبوط.
هذا الفهم الدقيق للعقلية التي تدير المستوى السياسي في إسرائيل، هو الفهم الصحيح لإدارة الأزمة مع من يحكم في تل أبيب.
بيبي نتنياهو – ببساطة – هو النسخة الكاشفة الواضحة للمشروع التاريخي للدولة العبرية.
العقل الواقعي الذي لا يخدع نفسه، يجب أن يفهم ذلك جداً.