آخبار عاجل

الحلقة السادسة.. ماهي صفات الأطفال التي تجعلهم معرضين للعقد النفسية.. سلوى المؤيد

11 - 10 - 2024 1:50 3042

  الطفل وجروحه الروحية والنفسية:

       
رغم أن الطفل قد يكون غير ناضج عقلياً ،إلا أنه لازال، يشعر أن لديه إحساس عضوي بذاته ،وبالكمال والاتحاد مع داخل  نفسه ، وبهذا يمكننا أن نقول أن كل طفل هو مخلوق  مثالي التكوين.
إن ما يجعل كل طفل متميزاً ، هو اهتمام من يربيه ،ولذلك على من يربيه ،أن يجعله يعتقد أنه فريداً من نوعه، لا يشبهه أحد، ورغم تواجد الملايين من الناس في هذا العالم، لا يوجد أحد يشبهه بشكل كامل.
يقول الدكتور« فرويد» عن الطفل منذ ولادته 
"يشعر الطفل فطرياً منذ سنته الأولى بشخصيته المتكاملة  ،مما يجعله متميزاً ومتحداً مع ذاته ، حيث لا يوجد أحد من الخلق يشبهه تماماً  ،هذا التميز يجعل كل طفل يشعر بقيمته الانسانية ، وبكبريائه ،وهو أمر هام جدا، ويتطلب ممن يربيه أن يعامله بحب واحترام .
  لكن مع الأسف قد يحدث أن يكون من يربيه غير مستقيماً ، وغير محباً للطفل بسبب عقده النفسية كطفل  ، التي نمت لديه بسبب طفولته القاسية، فينعكس ذلك على تربيته للطفل ،فيقلل من شأنه ويحقره ،وتبدأ العقد النفسية تنمو لدي هذا الطفل المسكين وتؤلمه وتشوه نظرته لنفسه وللآخرين ،ويصبح حزيناً وينظر للعالم بخوف وعدم ثقة بمستقبله ،ومثيراً للمشاكل في  أسرته .
لذلك على المربي ،أن يشعر الطفل أنه مهم لديه، ولا يوجد من يشبهه تماماً، وأن يؤمن بإن الأطفال لهم جانب روحاني و نفسي يجعل شخصياتهم، تتكامل  مع مرور الوقت مع مشاعرهم ،وعندما يكون الأب المربي روحاني، فأنه يتواصل مع التفرد الإنساني في شخصية أبنائه .
وعلينا أن نعلم أن الجروح النفسية والروحية ،أكثر من أي شيء آخر ، تؤسس روح الخجل ،وعدم الاعتداد بالنفس عند الطفل ،ولهذا الأمر نتائج سلبية على شخصيته مستقبلاً.
لأن من يربيه برقة وحب  يعكس   شخصية الطفل مثلما  هي، لذلك نرى أن الطفل الذي لا توجد لديه عقد نفسيه، يتحدث بثقة عن نفسه وكأنه يقول "أنا مثلما انا" وهو أعمق شعور يشعر به الأنسان  لذاته واعتزازه بها،
ويقول  "كرستوفر مورلي"  
"أن  النمو الروحي عند الطفل يتناول العمق و القيم التي تمثلنا روحياً في الحياة، وعندما نكون روحانيين فإننا نتواصل مع تفرد قيمنا الروحية و شخصياتنا  في الحياة ، لذلك يجب على من يربي الطفل أن يعكس هذه القيم الروحية لديه  ، بإن يشعره الشخص  المشرف على تربيته ،إنه متفرد بصفاته ، وأن شخصيته تعكس اعتزازه بها .
 لكن إذا كان المربي يعاني من عقد نفسية نابعة من تربية سيئة تربى في ظلها ،فإنه لا يمنح الطفل التربية السليمة والاعتزاز بالنفس والعمق الروحي في شخصيته و سيفقد إحساسه بتميز شخصيته مع الوقت ويصبح غير معتمد على نفسه ولا يثق بها ،ولا تكون لديه، شخصية قوية سليمة.
 إننا عندما نكون روحانيين، فإننا على صلة بروحنا الأصلية الحقيقية ،التي خلقها الله بأسلوب متميز، لا يوجد تطابق بينها وبين أي من المخلوقات الروحية الآدمية في الحياة. 
إذ يتميز الخلق الرباني بتميز المخلوقات ،وبصفات لا تتطابق  مع المخلوقات البشرية الأخرى .وهذا ما يميز الأنسان بروحه وعقله عن باقي مخلوقات الله  بصفاتها التي لا يوجد لها شبيه كامل في هذا الكون ،ويكفي عظمة هذه الذات الآدمية ،أنها مخلوقة من جنس متميز ولديها صفات خاصة عن باقي المخلوقات في الكون ،وهي القدرة علي  التفكير ،وإحساسها  بإن شخصيتها لا يشبهها أي كائن في هذا الكون الواسع ، وهي الهبة الربانية التي خلقت هذا الكائن المتفرد في شخصيته ومنحته العقل ،لإنه خليفة الله سبحانه في الأرض .
وعليه أن يختار ما يفعله بحكمة ،إذ منحه الله   قدرته علي الاختيار والابتكار وها تين القدرتين لا مثيل لهما في جميع المخلوقات الأخرى.
إن الجروح النفسية الروحية التي يصاب بها الأبناء ،هي نتيجة لتجارب مؤلمة سببها الآباء والمربين ليكونوا السبب في انحراف  أخلاق هؤلاء الأبناء ،وهؤلاء الآباء أنفسهم ،كانوا ضحايا مؤلمة لشذوذ آبائهم أومن يربيهم في طفولتهم من قبل ،فهم يمارسون ما فعله آبائهم أو من هو مسؤول عن تربيتهم ،وهكذا تتكرر هذه المآسي في حياة الطفل مع أبويه او المسئول عن تربيته ،وهدفي من هذه الحلقات أن ينشأ الانسان بروح متفائلة ومحاط بحب والديه أو من يربيه ليكون شخصا مستقيماً ايجابياً يعمل على بناء حياته وتقدم وطنه .
 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved