إنه اللواء المتقاعد عميد عائلة السنان الدوسري ربيعة بن حمد السنان الدوسري الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم السبت 5 أكتوبر 2024م، لتطوى صفحة ناصعة من إنجازات هذا الرجل الذي خدم بلاده في المجال الأمني والاجتماعي والإنساني.
وكما روت جريدة «الأيام» في عددها يوم الاثنين 7 أكتوبر 2024م عن الفقيد الغالي «47 عامًا من العمل الشرطي قضاها متنقلاً بين كافة مجالات العمل في وزارة الداخلية كان خلالها نموذجًا في الانضباط والالتزام المهني والإخلاص الوطني... رحل عن عالمنا بعد خدمة طويلة وممتدة جسَّد خلالها الرؤية الوطنية لشرطة البحرين ولاء وتضحية، إنه اللواء متقاعد ربيعة بن حمد السنان الدوسري، والذي تحكي سيرته الذاتية تاريخًا من العطاء والتميز في الأداء والقناعة بأن خدمة البحرين وتعزيز مسيرة الأمن والاستقرار وترسيخ مشاعر الطمأنينة والأمان لدى كافة المواطنين والمقيمين مهمة وواجب وطني يستحق وبجدارة كل التضحيات».
وأضافت الجريدة: «وعلى امتداد مسيرته الوظيفية نال الفقيد عدة أنواط وأوسمة، فخلال الأعوام 1983 و1988 و2000 حصل الفقيد على نوط الأمن للخدمة الطويلة 25 سنة، ونوط الأمن لتقدير الخدمة من الدرجة الأولى، ونوط عهد الشيخ عيسى من الدرجة الأولى، وتدرج الفقيد في الرتب الشرطية حتى حصل على رتبة لواء، ثم تقاعد بعدها بعامين وبالتحديد في 31 أكتوبر 2004م».
إن الأجيال التي عاصرناها في وطننا مملكة البحرين سطرت بأحرف من نور إنجازات نفخر بها كون القائمين عليها أدركوا قيمة أدوارهم في مجتمعهم، وآمنوا بأن لهم رسالة نحو مجتمعهم ومواطنيهم، وبذلوا الجهد بالتعاون مع قيادات الوطن لبلوغ الأهداف المبتغاة من كل مواطن يشعر بواجبه نحو التطور والنماء، مع الحرص على إقامة علاقات طيبة مع الجيران والأشقاء في خليجنا العربي، مدركين أن التعاون في كل المجالات التي اضطلعوا بها لا تكتمل إلا بالتعاون وبذل الجهد المشترك. وكان المرحوم بوخالد الحريص كونه عاش في قرية البديع على أن يرفع اسم قريته من خلال الأداء المشرف خاصة، وأن الأمن هو جزء أساسي من استقرار المجتمع، ورسالة سامية الاضطلاع بها يتم عن الإحساس الجم بالمسؤولية الوطنية.
وكان تعاطفه مع نادي البديع الرياضي والثقافي ومسيرته من خلال قرية البديع والقرى المجاورة ورفع اسم النادي رياضيًا وثقافيًا، وكان جيله من الذين وضعوا اللبنات لهذا الصرح، وكان أبناء القرية بمختلف اهتمامهم الحريصين على اسم هذا النادي والالتقاء مع الأندية المختلفة في مملكة البحرين بحيث يكون هناك تعاون وثيق لرفع الرياضة والنشاط الثقافي.
وكان المرحوم ربيعة الحريص على أن يسير أبناؤه على خطاه في خدمة الوطن ومنهم المقدم خالد وعيسى والعميد وليد وسامي وحامد، بالإضافة إلى البنات يحفظهم الله. وأن يتشبثوا أيضًا بخدمة النادي والأعضاء، وكان لا يخلو بيت في البديع من رياضي أو ناشط ثقافي واجتماعي، وكان إحساس الكل بالمسؤولية الملقاة على عاتقه. وكانت مدرسة البديع الابتدائية للبنين المكان الأثير لجميع القرى على شارع البديع، فبالإضافة إلى المناهج التعليمية حفلت المدرسة بالنشاط الرياضي والاجتماعي، وكانت بمثابة الرابط بين القرى في المجالات المختلفة، وكان جيل المرحوم ربيعة من الذين حرصوا على الدور الذي لعبته المدرسة ضمن النشاط التعليمي والرياضي والثقافي والاجتماعي.
المرحوم اللواء المتقاعد ربيعة كان الحريص على تقدم قرية البديع والمهتم بالمرافق فيها والحريص على العلاقات الطيبة والوثيقة مع القرى الأخرى، بالإضافة إلى الأنشطة الرياضية والاجتماعية التي كانت تربط قرية البديع بأصدقائهم في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
كان يرحمه الله كرجل أمن حريص على الاستقرار والأمن لمملكة البحرين وشعبها، وكان إسهامه الأمني يتمثل في تعاونه مع من أتى من رجال الأمن في مركز شرطة البديع، وكان الحريص على العلاقات التي تربط هذا الجهاز الأمني بأهل القرية والقرى المجاورة، بحيث يكون هناك صمام أمان للمجتمع البحريني الذي يؤمن بأن الوطن والولاء له والدفاع عنه وضمان الاستقرار والطمأنينة للمواطنين عنوان الوفاء لهذا الوطن وقيادته الحكيمة والعمل كل ما من شأنه الاستقرار والأمن والطمأنينة وتطوير مرافق القرى بحيث يكون هناك شبه اكتفاء ذاتي في الخدمات ومن بينها المحلات التجارية ووسائل النقل المتاحة ودور العبادة ومجالس العائلات، والمجالس التي تقام فيها الواجبات الاجتماعية والثقافية والدينية.
جيل بوخالد من أهالي قرية البديع تركوا للأجيال التي أتت بعدهم بصمات واضحة وأثبتوا بقدراتهم وولائهم كيف يكون من واجب كل مواطن السير لنهضة وتقدم واستقرار مجتمعنا الذي نفخر بالانتماء إليه، ونشعر بأن من واجبنا السير على طريق البناء والنماء.
رحم الله بوخالد اللواء المتقاعد ربيعة بن حمد السنان الدوسري وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون.