أكد خبير الآثار الدكتور سامي صالح البياضي أن شمال سيناء (المسافة ما بين رفح شرقًا حتى الفرما غربًا) حظيت بوجود 6 محطات على طريق العائلة المقدسة تؤكدها الشواهد والاكتشافات الأثرية من العصر البيزنطي، وهي رفح، الشيخ زويد، العريش، الفلوسيات، القلس، الفرما وما حولها كالمحمديات وتل مخزن وغيرها.
وعرض البياضي - خلال المحاضرة التي ألقاها اليوم في فعاليات الملتقى العلمي الأول لآثار سيناء ومدن القناة والذي نظمته وزارة الآثار - أهم المواقع في شمال سيناء على طريق العائلة المقدسة التي تمت اكتشافات آثارية جديدة فيها منذ عام 1913 وهي منطقة آثار الفلوسيات " المخلصة، أوستراكين، اوستراسين " ، وما حولها كمدينة الورادة " الخوينات " الإسلامية، ومدينة السويدا " أم الحسن "، ومنطقة المقابر، وقناطر المياه الواقعة جنوب الفلوسيات.
وأوضح أن تلك المواقع تقع جميعها داخل نطاق محمية الزرانيق الطبيعية حيث تم الكشف عن ثلاث كنائس بازيليكية التخطيط، ومدينة بيزنطية محصنة متكاملة المرافق، ومنطقة للمقابر وقناطر للمياه، وكان امتدادها في العصر الإسلامي مدينة الورادة " الخوينات " حيث تم اكتشاف قسم من المدينة وخان " فندق " والسويدا بها وتم كذلك اكتشاف قسم كبير بها من المدينة لعل أهمها منطقة الخانات "الفنادق ".
وقال إنه تم من خلال الحفائر اكتشاف معطى أثري قوي للمنقولات التي ترجع للعصر البيزنطي ، مما يؤهلها لإنشاء متحف لتنمية المنطقة من الناحية الأثرية والسياحية في المستقبل.
وأكد أنه من أهم المتطلبات لإعداد هذه المنطقة للزيارة السياحية والتنمية المستدامة استكمال أعمال الحفائر التي انطلقت منذ عام 1913م لأول مرة في تاريخ المنطقة مرورًا بالحفائر التي أُجريت أثناء الاحتلال الإسرائيلي، ويواكب ذلك أعمال ترميم معماري ودقيق للآثار المكتشفة سواء الثابتة أو المنقولة، وتنظيم المكتشفات المنقولة وتجميعها لتكون نواة لمتحف مع مركز للزوار مجهز بكل الخدمات السياحية.
وقال : إن الأمر يتطلب البدء في الإعداد للبنية الأساسية بعمل طريق يتيح للحافلات السياحية الدخول للمناطق الأثرية، وإضاءة هذه الطرق بالطاقة الشمسية، وتشجيرها بالأشجار المحلية بما لا يتعارض مع طبيعية المحمية الطبيعية، إلى جانب إعداد مركز للزوار مصمم معماريًا من البعد الأثري والتراثي للمنطقة تتوفر فيه الخدمات السياحية من قاعة محاضرات وعرض مرئي وصور للتراث الأثري والطبيعي بالمنطقة ومنطقة خدمات متكاملة.
وأشار الأثري إلى منطقة آثار جزيرة القلس الواقعة على الطريق البحر الساحلي، والتي تقع في منتصف الطريق بين الفلوسيات شرقًا والفرما غربًا، وكانت تشتمل على قصر وحصن ودير وميناء ومنار، وكشفت العوامل الجوية عن مبنى دائري وآخري مقبى وهما بحالة جيدة، وهي تؤكد أهمية القلس على طريق العائلة المقدسة، وربما تكون البداية لكشف الدير الوارد في المصادر التاريخية أو اكتشاف ميناء القلس المشهور في كتب التاريخ.
وبالنسبة لمنطقة آثار الفرما ، أوضح أن الاكتشافات الأثرية بدأت فيها منذ أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ومن أهم الاكتشافات ثلاث كنائس رئيسة نادرة التخطيط، وهي كنيسة تل مخزن شرق حصن ومدينة الفرما، وكنيسة الفرما الجنوبية، وكنيسة الفرما الغربية، وطالب البياضي باستكمال أعمال الحفائر والترميم المعماري والدقيق واستمرارها بما يساعد على اكتشاف عمائر جديدة ومنقولات تساهم في التنمية السياحية والأثرية للفرما وما حولها ، إلى جانب أعمال ترميم معماري ودقيق للآثار المكتشفة واستكمال البنية الأساسية للمنطقة.
ولفت إلى أن مدينة الشيخ زويد ” بيلتون “ ، ورفح ” رافيا “ كانتا محطتان من محطات العائلة المقدسة بشمال سيناء، وكانتا تشتملان على آثار تنتمي للعصر البيزنطي، فيما اشتملت مدينة العريش القديمة التي كانت تعرف باسم (رينوكولورا) على الكثير من الآثار البيزنطية التي أغارت عليها الكثبان الرملية، ولذلك لابد من عمل مراقبة آثارية للمدينة العتيقة.