
مشاركة القراء مع الكاتب النافذة التي يطل منها عليهم بأفكاره، يضمن تجدد هوائها وانفتاحها على الأركان الأربعة. ساحة لتبادل الرأي، حتى لو اختلف بعضهم مع الكاتب.
حظي مقال الأسبوع الفائت؛ "رياضة الاستجمام"، بنصيب وافر من التعليقات، تنوعت بين أمنيات وآراء، اتشارك مع حضراتكم بعضًا منها، مع شيء من تصرفٍ خفيف.
(معك يا سيدي في احتياجنا الشديد لتدريب أذهاننا على تلك الرياضة، لنمحو من فكرنا منغصات وتحديات، ونغوص في كون أبدع الخالق رسمه؛ نتأمل البحر والرمل والسماء، نستمتع بالقدرة الربانية ونزيل ما علق بنفوسنا وعيوننا من رواسب الحياة.
ولكن اسمح لي أن اعترض على سياحة التأمل في النفس والحياة والأسرة والأصدقاء فهذا يتنافى مع الاستجمام المطلوب، بل ويمثل عبءً شديدًا على النفس؛ هناك مثل شعبي سوري يقول؛ "خايف أهزك يا غربالي ما يضل فيك عزيز أو غالي".
صدقني يا سيدي لو فكرنا في حياتنا وما يحيط بنا لتألمنا وندمنا على كثير مما مر بنا، على ما بذلنا وزرعنا وجنينا، فلنترك الحياة تمر حتى لا نشقى بها ولنكن في معية الله ولطفه. عندما أجلس إلى البحر فأنا لا أريد الكلام ولا الهمس، أريد النظر فقط إلى الموج وسط تلك العتمة؛ أتأمل الدانتيلا القادمة من بعيد تحمل بصيص ضوء وأمل، أتمشى على الرمل وألقي للبحر بآلامي لأطهر روحي، فهو ينصت ولا يذيع لي سرًا). أ. سماح عمر
(مقال مهم.. نلحظ فيه أثر اختلاف الثقافات، فما بين ثقافة تؤمن بالتدخل في أدق تفاصيل حياة الآخرين، وقد تمتد إلى الجور على حرياتهم، تحت مسميات مختلفة منها النصح والتوجيه وأحيانا لأسباب دينية، وثقافة فيها قدر أكبر من الخصوصية، وأن حريتي تقف عند حدود حرية الغير.
وقد يرجع ذلك إلى طبيعة المناخ وانخفاض مستوى المعيشة وارتفاع الكثافة السكانية مما يتيح تداخل أكبر في الممارسات الحياتية وسهولة التواصل مقارنة بجو بارد لا يشجع على التواصل ومستوى معيشة مرتفع يسمح بالسكن المتباعد.
أعتقد أن مقالة كهذه تساعد على فهم الآخرين وتطوير حياتنا وثقافتنا، بحيث نأخذ من الثقافات الأخرى عناصر قوة مثل؛ قبول الآخر والتسامح واحترام حقوق الآخرين). أ.د. حافظ السلماوي
(أحسنت أخي الكريم.. فالاستجمام والتأمل من الرياضات الذهنية الهامة ومكون ضروري أصيل في ثقافتنا الدينية مسلمين ومسيحيين؛ ولعل في سُنة الاعتكاف وفي أديرة الرهبان مثلٌ لهذا، بغرض التأمل والمتعة الذهنية الخالصة، لكنه ليس للأسف مكونًا شائعًا في ثقافتنا المجتمعية، فنحن نحب اللمة والهيصة وأولاد نكتة وهي أمور لا تتفق مع رياضة الاستجمام). د. ماجد محمود
(مقالة ثرية في محتواها وتنوعها، بنيتم فيها بالألفاظ تاريخًا جماليًا يحمل بصمتكم في هندسة وتراكيب الكلمات؛ يستشعر عبق عراقتها وجمالها كل من تذوق حلاوة الفصاحة والبيان، وذلك بعبارات تلقفها المتلقي بعقله وتدبر معانيها فنفذت إلى قلبه، وكأنما هي في جودتها نبض قلب يتكلم(، أ. محمد ناصر.
تعقيبًا على القراء الكرام، أعتقد أن التعليم والتنشئة على أسس منفتحة منضبطة تحترم الآخر في بيئة سياسية اجتماعية يسودها التنوع هي عوامل رئيسية في ترسيخ مفاهيم الحرية واحترام حقوق الآخرين.
وكذلك، يحضرني ذلك المشهد الرائع من فيلم "صاحب المقام"، بين يسرا وآسر ياسين، وهي تعقب على شكواه أنه فعل الكثير من الخير ولم يحصل على ما يطلب بعد؛ بأن هناك فرقًا كبيرًا بين الصفقة والتجارة، في الأولى هناك بضاعة وهناك مقابل يتوافق عليهما الطرفان، أما في الثانية فالتاجر لا ينتظر الأجر، بل يكفيه شرف التجارة مع الله.