آخبار عاجل

زيارة عبدالوهاب الأولى لأوروبا بعد الحرب.. بقلم: د. عبدالله المدني

07 - 02 - 2025 12:57 14

أعادت جريدة المدى العراقية في ملحقها في 24 يونيو 2013 نشر حوار، كان أجراه الصحفي لطفي رضوان، رئيس تحرير مجلة «المصور» المصرية مع الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب بمنزل الأخير سنة 1958، بمناسبة عودته إلى القاهرة من أول زيارة له إلى أوروبا، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ومن الجدير بالذكر أن عبدالوهاب سافر إلى أوروبا عدة مرات في شبابه المبكر مرافقاً لأمير الشعراء أحمد شوقي، الذي كان بمثابة أبيه الروحي، أو مرافقاً لزوجته الأولى الثرية زبيدة هانم الحكيم.

يمهد لطفي رضوان لحواره بالقول إن عبدالوهاب عاد إلى القاهرة بعد أن طاف بخمس دول أوروبية على نفقته، وقيل على نفقة غيره، فذهبنا للقائه ولقاء زوجته السيدة نهلة القدسي في شقتهما بالزمالك الساعة السابعة والنصف مساء، بعد أن طلب منا تأجيل اللقاء إلى هذا الموعد بسبب ارتباطه بدعوة عشاء على مائدة دولة الرئيس جميل مردم بك (رئيس الحكومة السورية في عهد الانتداب الفرنسي، وأحد زعماء الاستقلال السوريين)، ثم راح رضوان يصف شقة الزوجين السعيدين، فقال ما مفاده أن أشياء عدة تغيرت فيها، ومنها استبدال لوحة زيتية لزوجة عبدالوهاب السابقة (إقبال نور الدين نصار) كانت تتصدر قاعة الجلوس بأخرى لزوجته الجديدة، ومنها تقديم الشيكولاته، والقهوة للضيوف، واللتين لم تكن تقدمان من قبل، لأنهما يكلفان صاحب المنزل أكثر من 3 جنيهات.

يقول رضوان، إن عبدالوهاب تأخر للقائنا، بسبب حيرته في اختيار ربطة العنق المناسبة على حد تعبير زوجته، ثم ظهر فجأة وهو يطالب بأن أتدخل وأوصي مصور المجلة خيراً به عند التقاط الصور، موضحاً: «عدسة المصور دسيسة خطيرة تحاول الإساءة إلي، فقد أظهرتني مرة وكأنني «بائع طرشي» وليس محمد عبد الوهاب. إن رأسمالي يا صديقي في فني وشكل وأناقتي، وقد ضاع ثلثا رأس المال في صورة واحدة».

في الحوار نجد عبدالوهاب يرد على سؤال «كيف كانت رحلتك إلى أوروبا؟» بالقول: «ظاهرة غريبة لمستها في رحلتي.. كان الجو بارداً إلى أقصى حد، ومع ذلك لم أشعر به، لم أشعر باللسعة التي نشعر بها هنا من برد القاهرة، لأن كل مكان في هولندة مثلاً مكيف.. لهذا لا نشعر بوطأة البرد أبداً.. ثم النظافة يا صديقي.. نظافة اللسان، والبيت والشارع والسينما! ثم تصرفات الناس.. الجمهور هناك ليس بينه صاحب عيون جريئة»!

وأضاف أنه قابل في لاهاي صديقه القانوني العظيم الدكتور عبدالحميد بدوي وأن الأخير دعاه لزيارة محكمة العدل الدولية إبان نظرها في إحدى القضايا الدولية، لكنه لم يفهم شيئاً مما كان يدور باستثناء أن القاضي المصري عبدالحميد بدوي يتمتع هناك باحترام بالغ يشرف مصر.

وحينما سأله رضوان عن أي مظاهر شاهدها هناك تدل على قرب نشوب حرب عالمية ثالثة كان جوابه: «رأيت مظاهر تدل على استحالة نشوب الحرب الثالثة.. رأيت الخراب، الذي أنزلته الحرب الثانية لا يزال كما هو في معظم البلدان التي زرتها، وسمعت الناس في خمس دول زرتها، يستنكرون مجرد التفكير في قيام حرب جديدة، وما دامت الشعوب لا تريد الحرب فثق أن الحرب لا تجرؤ على الاندلاع».

وعما إذا كان ينوي الظهور في فيلم جديد من بعد انقطاع؟ قال: «أقول لك الحق ولا شيء غير الحق.. إنني خائف من السينما بعد طول هجري لها.. أصبحت أخشاها كما خشيتها قبل فيلمي الأول «الوردة البيضاء» ومبعث خوفي هو شوق الجمهور لرؤيتي في السينما.. ومع ذلك فما زلت أنتظر الفرص التي تلائم عبد الوهاب».

واختتمت مجلة «المصور» حوارها بالتحدث إلى السيدة الأنيقة نهلة القدسي، التي أكدت أنها تحب كل شيء في عبدالوهاب.. شخصيته، صوته، فنه، ضحكته، تكشيرته، وأنها لا تغار عليه من معجباته الكثر، لأن عمله يتطلب ملاطفة الناس من سيدات ورجال على حد سواء، كما أنها لا تتدخل في عمله مطلقاً، وإنما تسمع وترى فقط دون أن ترافقه أو تراقبه رغم رغبتها في أن تقضي معه أطول فترة ممكنة.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved