
تجمعنا المجالس في مملكة البحرين الغالية الأسبوعية واليومية وفي مناسبات عديدة وتغشى هذه المجالس خبرات وطنية في مجالات متعددة في المدن والقرى، وكل شخصية من هذه الشخصيات تحمل الكثير من التجارب الحياتية بعضها في ميادين العمل والتخصص، والمهنة والحرفة وبعضها ممن عرفته الحياة بتجاربها الإنسانية، البعض يستطيع أن يعبر عن ما مر به من تجارب الحياة، والبعض يلجأ إلى الصمت مع القناعة بأن ما قد يورده من تجارب
الحياة هو أحيانًا موضع جدل، وأحيانًا يتم الاتفاق على مجمل ما تختزنه الذاكرة من مواقف يمكن الاستفادة منها في المقبل من الأيام، فالمرء منا قد يمر بمواقف فيها من العبر والحكمة ما يود أن يبوح بها إلى الخلصاء من أبناء وطنه، لعل فيها الفائدة المرجوة لمن يستمع إليها أو ينقلها لمن سواه، ويكون الحوار مبني على تجارب الحياة، وما أكثرها، ويتم الحوار والمشاركة بما ينفع المجتمع ويفيد في إغناء تجارب الحياة وما أكثرها...
ودعنا الكثير من جلساء مجالسنا في المدن والقرى، واستمعنا لهم بكل شغف إلى تجاربهم في الحياة وفي الوظائف والمهن التي تقلدوها وبالأمس القريب ودعنا رجلاً من رجالات مملكة البحرين المخلصين وهو أحمد الصادق يرحمه الله، مثواه الجنة ورضوان النعيم فقد كان وفيًا مخلصًا لوطنه وللرواد في مجلس عائلة المرحوم علي بن سلمان السندي بالرفاع ومجلس عائلة محمد بن علي تلفت بالرفاع إضافة إلى زيارات مجالس البحرين المتعددة، بالمنامة والمحرق والحد.
مجالس البحرين المتعددة وبقية قرى ومدن مملكة البحرين ومن قبله ودعنا الكثير من رواد المجالس يرحمهم الله رحمة واسعة وستظل ذكراهم خالدة في نفوس من التقوا بهم وتعاملوا معهم وستظل ذكراهم يرحمهم الله مثالا وقدوة لمن عاشروهم واستفادوا من خبرتهم.. وتجاربهم...
كان الحديث أحيانًا يدور في المجالس بضرورة نقل هذه التجربة الاجتماعية الرائدة إلى الأجيال المقبلة والتي أصبحت اهتماماتها تختلف بل تتباين عن اهتمام الإباء والاجداد.
كنا في زمن مضى، نغشى هذه المجالس كمستمعين وربنا ساعدنا في تقديم المأكولات وخدمة تقديم القهوة والشاي، وكانت آذاننا مصغية إلى ما كانوا يتداولونه من أحاديث وتجارب، فقد قيل يومها مجالسنا مدارسنا. ودائمًا طريق المعرفة هو الاستماع الجيد كما يقال، وربما التحليل والشرح يفيد في تبيان الحقائق، ونقل التجارب للأخرين.
كانت رغبة الأجداد والاباء أن يتعلم الأبناء خدمة الأخرين وإحترام الكبير والاستفادة من تجارب الحياه، وقصص الماضين فيها من الحكمة الكثير... وقد تترر المواقف وإن اختلفت الشخوص ولكن تظل الاستفادة قائمة، خصوصًا إذا أحسن الحديث ووقع في النفس بشكل فيه الفائدة للأخرين.
نحن بحاجة دائمًا للأخرين، خصوصًا أولئك الذين مروا بفترات وتجارب الحياه في مجتمعنا، فمنهم من تعلم حتى نال أعلى الشهادات، ومنهم من لم تتح
له فرصة التعليم النظامي لكنه عشق الحياه واستفاد من تجاربها ومرت به ظروف متعددة وأبدى الرغبة في أن يشاركه الأخرون هذه التجارب الإنسانية التي تغني حياته وتجاربه...
جميل أن تتواصل مجالسنا في عطائها الاجتماعي وأن يستفيد روادها في كل ما ينفع مجتمعنا ويثري تجارب الأبناء والرواد بشكل يومي أو أسبوعي أو في مناسبات متعددة فيها إثراء وإغناء لتجارب الحياة المتعددة.
الحياة مدرسة كما كان يقال لنا وقد استفدنا من تجارب من سبقونا وهذا لا يغني عن التحصيل العلمي النافع فقد تعددت والحمدلله في وطننا مملكة البحرين المدارس الحكومية والخاصة وفيها من التجارب العلمية الشيء الكثير، كما تعددت الجامعات وأصبحنا عن قرب منها ومن مناهجها لضمان مستقبل أبنائنا وكنت قد زرت مؤخرًا معرض الجامعات الذي رعاه سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة في مبنى جريدة الأيام وكان معرضًا تثقيفيًا
بامتياز وقلت لمحدثي من زوار المعرض: كنا نبحث بضنى عن الجامعات في أقطارنا العربية والأقطار الأجنبية واليوم جاءتنا الجامعات المختلفة في وطننا مملكة البحرين وآن لنا أن نستفيد من هذه التجارب العلمية في إغناء المسيرة التربوية والتعليمية في مملكة البحرين فشكرًا لمن أتاح العلم لنا ولاجيالنا بكل وعي وإدراك نحو المستقبل ولما فيه الخير للوطن ولأبناء هذا الوطن.
سيظل الإثراء المعرفي طريق الهداية إلى المستقبل، وتجارب الحياة تضيف الكثير إلى العلم النافع المستنير.
وعلى الخير والمحبة نلتقي