قالت صحيفة "جورجيا توداي" إن منتجي النفط في العالم وعملاءهم، دخلوا فترة جديدة- منذ 5 نوفمبر- من عدم اليقين؛ تزامنا مع فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد إيران، حيث تهدف واشنطن إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر من خلالها.
وعلى الرغم من أن الهدف من تطبيق العقوبات الأمريكية، هو التأثير فقط على طهران؛ فمن غير المرجح أن تظل أسعار النفط العالمية مستقرة، حيث إن إيران هي خامس أكبر مصدر للنفط في العالم.
وخلال الفترة الأخيرة من العقوبات؛ فقد من السوق العالمية 2.4 مليون برميل من النفط الخام الإيراني في اليوم.
وأضافت الصحيفة، أن منطقة "القوقاز" تتمتع بتاريخ طويل من العلاقات الاقتصادية مع إيران، بما في ذلك قطاع الطاقة، وحالة عدم اليقين تلك؛ جعلت المنطقة معلة، كون آثار العقوبات على الدول المجاورة لإيران، جورجيا وأرمينيا وأذربيجان، لم تتضح تبعاتها بعد، حيث تتعاون أذربيجان حاليا-وهي مصدر رئيسي للنفط الخام والغاز الطبيعي- مع إيران في مشاريع مثل الملكية المشتركة لحقول النفط والغاز في بحر قزوين، وقد تستفيد من العقوبات الإيرانية حيث سترتفع أرباحها النفطية مع ارتفاع الأسعار.
وعلى الرغم من أن واشنطن منحت تنازلًا عن تطوير الغاز الطبيعي، وبناء وتشغيل خط أنابيب لنقله من أذربيجان؛ إلا أن الملكية المشتركة للمشاريع، ما زالت معقدة.
وتستورد أذربيجان كميات صغيرة من الغاز الإيراني للاستهلاك المحلي.
وبما أن جورجيا تعتمد بشكل كبير على الغاز الأذري؛ فقد يكون لذلك تأثير على الجورجيين.
ومن المتوقع أن تشتري جورجيا نحو 2.7 مليار متر مكعب من الغاز من أذربيجان هذا العام فقط. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الالتزامات التصديرية لأذربيجان، يساندها استخدام إيران لنقل الغاز من تركمانستان إلى البر الرئيسي لأذربيجان، والعقوبات الإيرانية على إيران ستجعل ذلك أكثر صعوبة.
ومع ذلك، صرح إبراهيم أحمدوف، المتحدث باسم شركة النفط الحكومية الآذرية، لشبكة "أوراسيا نت" أن زيادة الإنتاج المحلي أوقفت واردات الغاز عبر إيران.
وأوضح أنه "تم استخدام جزء كبير من الغاز المستورد لملء مخزوننا من الغاز خلال فصل الصيف والذي يعاد تصديره في الشتاء عندما يكون هناك طلبا أعلى، يوجد حاليا أكثر من 3 مليارات متر مكعب من الغاز قيد التخزين، ومع مزيد من الواردات الروسية بنهاية العام، وتوقع الشركة لأي نقص، يجب ألا تكون هناك مشكلات حول إمدادات الغاز في جورجيا".
وأشارت الصحيفة إلى أن العقوبات قد تفيد أيضا بعض الصناعات، على سبيل المثال، الشحن، حيث أدت العقوبات إلى زيادة معدل نقل البضائع في الموانئ الجورجية، وارتفاع الأسعار بميناء بندر عباس، الميناء الإيراني، وفي الوقت الحالي، هي واحدة من أكبر المنافسات لميناء بوتي، حيث زادت تكاليف النقل من 1000 دولار إلى 1200 دولار لكل حاوية من بندر عباس إلى أرمينيا أو أذربيجان، من عدد البضائع المتدفقة عبر بوتي.
وتشير التقديرات إلى أن حجم إجمالي مبيعات البضائع في الموانئ الجورجية قد يزداد بنسبة تتراوح بين 15٪ و20٪ إذا بقيت العقوبات حتى نهاية عام 2019.
وأجرى مستشار الأمن القومى الامريكى جون بولتون، مؤخرا، زيارة إلى دول القوقاز الثلاثة؛ لمحاولة حشد الدعم للعقوبات الإيرانية التى فرضتها الولايات المتحدة، إلا أن نجاح هذه الزيارات لا يزال أمر غير مؤكد، فالجولة الجديدة من العقوبات لم تحقق أي فائدة لأي من دول القوقاز.
على الرغم من أن أيًا من دول القوقاز لا تستورد النفط الإيراني الخام، إلا أنها تعتمد على إيران بطريقة ما في استيراد للغاز الطبيعي. لا يزال التأثير الدقيق لهذا الأمر على جورجيا غير واضح حتى يتضح نطاق العقوبات. يجب أن تجد جورجيا وسيلة لموازنة مصالحها الإقليمية ومصالح الغرب لتحقيق المصالح الفضلى للبلاد.