آخبار عاجل

يديعوت أحرونوت: إسرائيل وفلسطين.. لعبة شطرنج يصعب الفوز بها

15 - 11 - 2018 12:00 279

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مقالًا بعنوان "لعبة صعبة جدا للفوز بها"، جاء به أن محاولة تحقيق نصر شامل ضد الفلسطينيين من خلال ممارسة ضغط معتدل مع دفع أقل التكاليف لديها فرصة ضئيلة جدا للنجاح، فهي ليست لعبة شطرنج، في الواقع، حيث يعتمد النجاح في الغالب على شعور الطرفين بأنهما قد فازا ببعض الإنجازات التي يرغبانها ويمكنهما التعايش معها.

 

وأضاف كاتب المقال: لم يرغب أي من الأطراف المتحاربة أن تحدث الحرب العالمية الأولى، لكن وبطريقة ما، تم جرهم جميعا إلى حرب دموية غيرت وجه أوروبا وكانت كلفتها بالغة تحملها جيل كامل، وكثيرا كنا نسمع عن شبكة معقدة من التحالفات التي أحدثت "تأثير الدومينو"، الانفجارات الصغيرة والمحلية كانت من العنف، الذي جر فيما بعد الحلفاء، وأدى إلى الحرب العالمية، ومع ذلك فإن هذه الحرب الفظيعة علمتنا دروسا أبعد من مخاطر السياسة الأوروبية في أوائل القرن العشرين. إنها تعلمنا خطر انحراف التكتيكات عن خطوط الإستراتيجية.

 

وأوضح أنه من الناحية التكتيكية، كان رد فعل جميع اللاعبين عقلاني، حيث دعا الاستفزاز إلى رد فعل من أجل حفظ ماء الوجه، والحفاظ على الردع، والطرق على الحديد وهو ساخن، ولكن كل ردود الفعل هذه نفذت دون جدية.

 

وتابع : إذا كنت تلعب الشطرنج وملكك في خطر، ليس لديك خيار سوى الدفاع عنه، وإذا كان خصمك يغش، فإن رد فعلك على الأرجح سيكون صارما والسؤال الوحيد الذي نادرا ما يطرح، هو ما إذا كنت تريد أن تلعب الشطرنج، فالشطرنج له قواعد، ولكنها ليست اللعبة الوحيدة المتاحة. أتذكر كلمة أستاذي الراحل مايكل هارسيجور (مؤرخ إسرائيلي) "عندما ألعب الشطرنج ويقتل أحدهم ملكي، أعلن جمهورية وأستمر في اللعب". كان هارسيجور يمزح، ولكن إلى حد ما يذكرنا اقتباسه المضحك ان قواعد الشطرنج ليست قوانين طبيعية أو قواعد منطق عملي. أحيانا نتعثر في لعبة حيث تكون الخسارة أكبر من مجرد خسارة رمزية، فإذا كنت تلعب "البوكر"، على سبيل المثال، فالأمر يتعدى الرمزية، فقد تخسر ملابسك أيضا قبل أن رهانك المبدئي، تأكد من التفكير في ما إذا كانت هذه اللعبة تستحق اللعب، لأنه بمجرد دخولك، ليس من السهل الخروج دون الحاجة إلى دفع ثمن باهظ.

 

وتساءل ما نوع اللعبة التي تلعبها إسرائيل مع الفلسطينيين ؟، يبدو أن اللعبة هي تحقيق النصر الكامل بأقل سعر. حيث ترى إسرئيل أن الفلسطينيين يشكلون تهديدا عسكريا ضعيفا، ولكن في الوقت نفسه، يمثلون تهديدا وجوديا هائلا من الناحية العسكرية، يشكل الفلسطينيون تهديدا بسيطا، ولكن على المدى الطويل يخشى صانعو السياسة أنه في حال أصبح الفلسطينيون أقوى، فإن ذلك قد يهدد وجود إسرائيل.

 

وأشار إلى أنه غير متأكد من أن الفرضية الثانية صحيحة، مثل العديج من الآخرين، يعتقد أن تقوية الفلسطينيين، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة، يشكل تهديدا معقولا يتمتع بالعديد من المميزات، سواء الداخلية أو الخارجية، إن الافتراض بأن أي تنازل للفلسطينيين هوتهديد وجودي يضيق بشدة قدرة إسرائيل على المناورة، ويحتم تحقيق استسلام كامل من قبل الجانب الآخر من أجل الفوز باللعبة.

 

وواصل أن ما يجعل اللعبة أكثر صعوبة، هو أن الضعف العسكري الفلسطيني يجعل النصر الكامل ضروريا، لكن الثمن الذي ترغب إسرائيل في دفعه زهيد، حيث كان بإمكان إسرائيل أن تقرر أنها مستعدة لخسارة آلاف الضحايا من أجل استسلام غزة، بمعنى قهر القطاع والتشبث به بغض النظر عن الثمن، لكنها لم تختر ذلك. هذا الاستسلام الكامل الذي تطمح إليه إسرائيل يجب تحقيقه عن طريق الضغط المعتدل. من الناحية المثالية، سوف يعترف الفلسطينيون بضعفهم واستسلامهم -مع أو بدون بيانات رسمية- للسياسة الإسرائيلية. لكن من الناحية العملية، سيكون من الصعب الحصول على هذه النتيجة. 

 

واستطرد : على عكس الشطرنج، حيث "الكش ملك" يجعلك منتصرا، في الحياة الواقعية يمكن للجانب الآخر أن يعلن جمهورية في الواقع، يعتمد النجاح في الغالب على شعور الطرفين أنهما فازا ببعض الإنجازات التي يريدانها ويمكنهما التعايش معها. في العلاقة التي أنشأناها مع الفلسطينيين، فإن المكسب الوحيد الذي يمكن أن يتوقعوه هو الهدوء. إذا اتبعوا توقعاتنا، فسوف يتمتعون بالهدوء. لكنها تكاد تكون لا تعمل.

 

واختتم : حتى استسلام ألمانيا غير المشروط في الحرب العالمية الأولى لم يحقق الاستقرار. في الواقع ، جلبت حربًا أسوأ. إن فرصة إسرائيل في تحقيق استسلام كامل أو هدوء دائم من خلال الضغط المعتدل ضئيلة. إن ثمن الانتصار العسكري طويل الأجل مرتفع للغاية (لا يكفي كسب المعركة، علينا أن نحقق تسوية كافية مع الجانب الآخر.) وهكذا ، يتعين على إسرائيل أن تقدم الأمل. لكنها لا تفعل.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved