آخبار عاجل

كتاب "حديث الروح" حول القلق والرهاب   .. للكاتبة :سلوى المؤيد

26 - 11 - 2018 12:00 1098

 

                                                              

  بقلم :سلوى المؤيد

وضع الأستاذ الدكتور محمد خليل الحداد خلاصة علمه وتجاربه التي وصلت إلى ما يقارب من الأربعين عاماً في علاج مرضي القلق والرهاب ..في  كتابه الرائع "حديث الروح " الذي تعمد صياغته بإسلوب سلس وعملي وخال من التعابير الطبية المتخصصة..لكي يتمكن كل قارىء من الإستفادة منه .

قد لا يعرف القارىء عن هذا الطبيب ميله للأدب العربي  والفكرالروحي الإسلامي    لذلك سنرى كيف يتداخل ذلك في كتابه إلى جانب علمه كطبيب نفسي  ليعبر عن فهمه للروح الإنسانية وراحتها النفسية   بإسلوب رشيق متناسب مع موضوع الكتاب .. وهو ماحاول أن يوضحه في مقدمة كتابه بما أسماه "الإستبصار الروحي" أي أنه عندما يعالج المريض فإنه يعالج ذاته وشخصيته بالدرجة الأولى..بينمايتعامل مع الأعراض المرضيةعلى أنها نتائج وليست أساس المرض .

ويوضح لنا الدكتورمحمد الحداد كيفية علاجه للمريض بإن  يعرف  ماهي أعراض مرضه .. ثم يعمل معه ويسانده لكي يستبدل أفكاره النفسية المغلوطة بإخري سليمة وصحية ..ثم يساعد مريضه بتغيير أسلوب حياته الخاطىء بآخر إيجابي متوافق مع الصحة النفسية والبدنية الصحيحة كما سأتحدث عنه فيما بعد .

كما أنه يعتقد باختصار أن الأمراض العضوية والنفسية تحتوي على جوانب إيجابيةيمكن أن تغني حياة الإنسان ..خصوصاً عندما يكون المرض طويلاً وقاسيا لإنه يمحص روح الإنسان وبدنه مثلما تفعل النار مع الذهب فتفصل  شوائبه عنه  فيظهر المعدن الحقيقي النفيس الذي نعرفه ..لكن الأهم من كل ذلك هو خروج المريض من هذه التجربة القاسية أكثر نضجاً وأقدر على إدارة مشاكله وأكثر إيجابية وعطاء لمن حوله من إسرته ومجتمعه .

كما أن الدكتور محمد الحداد يرى أنه منذ أن امتهن مهنة الطب النفسي ..لا يرى أن المريض شخصاً أقل منه ..وإنما متساوٍ معه في الخلق والحقوق لذلك لا يفرض عليه نوعاً معيناً ومكرراً من الأسئلة ولا يحدد معه نوع الحوار ..مما جعله بعد أربعين عاماِ من ممارسة مهنته ممتناً بعمق لكل مريض عالجه ..كما أن الحديث بينهما بما يحمله من ثقة متبادلة هو حديث بين صديقين حميمين  لا يكادان أن يتفارقا حتى يلتقيان  في موعد آخر..وكثيراً ما كان يؤكد للمريض أثناء العلاج أنه يجب أن يتغير من الداخل  روحياً وفكرياًويترجم هذ التغييرعملياً مع نفسه ومع الآخرين  . 

ويفسر هذا الطبيب في الفصل الأول كلمة "القلق  " على أنهاتستخدم طبياً  لوصف الأعراض الجسمية والنفسية التي تتولد في جسم الإنسان من وجود أسباب  تسببب هذا الخوف والاضطراب لإنها تهدد حياته فعلاً   ..وهذه الأعراض تتعدد بين  الإحساس بالخوف وخفقان القلب وتسارع الأنفاس ورعشة اليدين وشحوب الوجه والتعرق والإحساس بالدوخان وجفاف الريق أو الخوف من أن يفقد الإنسان وعيه وهي دينامية دفاعية خلقها الله سبحانه لكي ينقذ الإنسان نفسه في حالة الخطر

إلا أن هناك نوع آخر من "إضطرابات القلق والرهاب المرضية "التي يشعرأصحابها  بها   دون سبب معروف يستدعي ذلك وإنما بسبب تواجدها   في العقل الباطني "اللاواعي " لديهم  بحيث تعيقهم من ممارسة  حياتهم بشكل إيجابي مريح وقد يكون سببهاحوادث سلبية  ترسبت في عقولهم اللاواعية  وهي تتفاوت بين رهاب الأسواق أو الرهاب الإجتماعي ..أو الخوف من السفر أو دخول المصاعد وغير ذلك   .   

ويصف المؤلف حالة المريض بالرهاب قائلاً 

يشعر المصاب بالرهاب بحالة من القلق الحاد على شكل نوبات مختلفة وأحياناً بلا سبب ..وتستمر لمدة دقائق و قد تطول أكثرمن ذلك ..وهي تحدث من منشأ اللاوعي في العقل البشري "

ثم يوضح الدكتور محمد الحداد  في هذا الفصل أن هناك طريقتين للتخلص من هذا المرض

 أولهما : التحليل النفسي . والثاني : أسلوب جديد يقوم على إحلال التفكر الإيجابي مكان التفكير السلبي لدى المريض .

ويصف الطريقة التطبيقية لها  في صفحات الفصل الأول حيث لا يسع المقال لإستعراضها.

 وننتقل إلى "الفصل الثاني" في هذا الكتاب النفسي العملي المتشبع بروح الأدب والفكر المفيد لنجد أن المؤلف يقوم بشرح المبادىء العامة للتعامل مع نوبات القلق والرهاب ..فهو

 أولاً :يدعو المريض إلى أن يتقن مبادىء العلاج بممارسة الإسترخاء ..لإن استرخاؤه سوف يهدأ أعراض قلقه ويحتويها ويطلب منه أن يتخلى عن جملة "يجب أن أفعل ذلك "ويتعامل مع نفسه بإسلوب لطيف ولين ..فيدرك المريض أن المطلوب منه ليس السيطرة على مشاعره وإنماأخذها بالرقة واللين وبإن ما لم يفعله اليوم سيفعله غداً ..إلى أن يتم استبدال هذه الأفكار المرضية السلبية بإخرى إيجابية وصحية

 

ويذكر أن ميزة هذا العلاج أنه يتحكم بالدوافع الفسيولوجية من الجسم إلى العقل بإن يعكسها ..فإذا هدأ الجسم قل القلق واستطاع المريض أن يتحمل مواجهته مع أعراض الرهاب عند حدوثها بطريقة أفضل .. لإنه بهذه الطريقة يشعر بالمشكلة ويتقبلها ويعترف بوجودها قبل البدء بكيفية علاجها لتخفيف آثارها ..ويؤكد للمريض أثناء علاجه أن ما يتعامل معه مجرد أفكار وليست حقائق لكنها تعيقه من أن يعيش حياته بشكل إيجابي وصحي.

ويستعرض الدكتور محمد الحداد تفاصيل  طريقة علاجه بهذا الأسلوب في الفصل الثاني بسلاسة واضحةتبرز  في جميع محتويات الكتاب .

 وأصل إلى الفصل الثالث والأخير الذي يتناول الخطوات العلاجية الخمسة عشر للوصول إلى شفاء المريض وحصوله على راحة البال بعد تخلصه من عقده النفسية التي تعيقه من التمتع بحياته ليبدأ حياة إيجابية متفائلة

لإذكر عنوان كل خطوة 

١ـالإعتراف بوجود المشكلة أي أنه مصاب بمرض نفسي وهو لا يعيبه لإنه شبيه بالمرض العضوي يحتاج للعلاج للتخلص منه .

٢ـرصد الحوار الداخلي في نفس المريض .

٣-الصبر على وجود مشاعر الخوف والقلق.

٤-الصبر على وجود أفكار مأساوية ومفجعة.

٥-تفادي محاولة السيطرة على المشاعر وكبتها.

٦-في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.

٧-القيام بمناورات محسوبة..وهي قيام المريض بتنفيذ تمارينه لتحسين أداءه  وليس لنجاحها أو فشلها .

٨-تعلم من مشكلتك وشارك بالكلام عنها.

٩-ضع سقفاًمقبولاً لتوقعاتك من العلاج.

١٠- تقبل حدوث الإنتكاسات واصبر عليها .

١٢- لا تجعل الوقت سيفاً مسلطاً على رأسك.

١٣-تعرف على مواطن القوة في نفسك   

١٤-التواصل مع الآخرين

١٥- الإلتجاء إلى الله بالدعاء .

وأخيراً فأنا أدعو بعد قراءتي لكتاب "حديث الروح "  كل قارى سواء مصاب بالقلق والرهاب أم لا  لقراءته نظراً لسلاسة أسلوبه وعمق معانيه والجهد العلمي النفسي الذي بذله مؤلفة الأستاذ الدكتور محمد الحداد خبرته الطويلة في علاج الرهاب والقلق  لكي يتمتع كل إنسان بحياة إيجابية متفائلة  ومنتجة.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved