فريد مارتن فنان تشكيلي أمريكي ولد سنة 1927 بسان فرانسيسكو، يحتفي بسنواته التسعين بحيوية شاب يروض اللون بحكمة ويستدرج الأفكار بتمرد، كاتب وناقد فني وأستاذ فنون ومدير لعدة أروقة ومتاحف بالولايات المتحدة الأمريكية صنع لنفسه مسارا صقلته تجربة واسعة وعميقة عتقتها خبرة السنوات الطويلة التي بدأت منذ سنة 1945 وتشكلت بنضج صاخب الحضور لتجعله رائدا من أبرز رواد الفن التشكيلي في العالم.
قدم سنة 1949 معرضه الشخصي الأول، وحقق نجاحا مكّنه من العرض الجماعي والتمهيد لمسيرة متجددة من الإنجاز الفني تواصلت على امتداد السنوات والمراحل زاخرة بالأحداث والأفكار والاحتكاك بالفنانين العالميين وملامسة التجارب الفنية المختلفة ونبش الأفكار مع طلبته والتأسيس لمنهجه الخاص وبصمته المتفردة في الفن، في سنة 2003 قدّم مارتن وبمبادرة من أصدقائه معرضا فنيا ضخما ارتكز على عرض أعماله منذ بداياته الأولى حتى مسيرته المعاصرة وفق ماورائية رمزية تسترجع مراحل النضج الفني والدلالات العميقة التي حملت الكثير من المعاني ويقول فريد مارتن عن هذه المبادرة “هذا المعرض كان بمثابة استرجاع للمهام التي خضتها في حياتي في فترة بدأت فيها مسك أول خيط لعالمي الفني بكل إنجازاته وبأخطائي أيضا فالفن علامة تنير المسارات ومرآة تعكس ذواتنا تشفي أرواحنا من أوجاع الواقع فننتصر على خساراتنا، فكل ما فعلته كان إثارة للمتلقي بأسئلة جدلية وجودية مستحبة وغير منفرة، تنبش تفاصيله وتفاعلاته النفسية، فكم سيكون العالم مملا وبلا معنى لو اندثر التفاعل مع الفن وغابت الكلمات واختفت الألوان ولم تسمع الموسيقى، فالفن لا يمكن فصله عن الحياة لأنه في حد ذاته حياة..”