استضافت جامعة المستقبل في القاهرة، فعاليات إطلاق أسبوع الأمم المتحدة، الذي تم تنظيمه بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة، وبرنامج متطوعي الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة، ومكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، وشملت التوعية بأهداف التنمية المستدامة 2030 وإحياء اليوم الدولي للمتطوعين، واليوم الدولي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وإطلاق المهرجان الدولي لأفلام الهجرة.
وشارك في الفعاليات عدد من منظمات المجتمع المدني وشخصيات رسمية وإعلامية معنية بالعمل المجتمعي وخاصة دعم وتمكين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والطلبة.
وفي كلمتها خلال الاحتفالية، أكدت راضية عاشوري، مديرة مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة، أهمية تظافر جهود الجميع لتغيير العقليات فيما يتعلق بكل المحاور التي يتطرق لها أسبوع الأمم المتحدة، بنظرة المجتمع للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، مشددة على أهمية العمل التطوعي في خدمة المجتمع وكيف يمكن أن تصبح فكرة التطوع جزءًا من ثقافة المجتمع.
وقالت عاشوري: "في تقديري يمكن وضع هذا اليوم وفعالياته حول المحاور المختلفة تحت شعار (معا من أجل تغيير العقليات حتى لا نقصي أحدا في مسار تنمية الإنسان)، فالمطلوب منا جميعًا أن نغير عقلياتنا أو نعدلها ونمحور حراكنا في كل المجالات حول المبدأ الذي نستشهد به كثيرا وهو ضرورة عدم إغفال أي أحد، وهو المبدأ الذي كرسته أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة والذي يجب الحرص على تنفيذه في الأهداف الـ17 لهذه الأجندة".
وأضافت: "علينا أن نعي جميعا أنه لنا كأفراد دور أصيل في تحقيق التنمية وأنه لا يمكننا وضع كل العبء على الحكومات ومؤسساتها ويتوجب علينا أن نكون جزءا من خدمة مجتمعاتنا وأن نكون كأفراد صناع التغيير المباشر في محيطنا ومجتمعاتنا وبلداننا.. ومصر تزخر بمثل هذه النماذج من المواطنين الذين انخرطوا في عديد محالات التنمية بما يتسق مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.. والتطوع هو أحد السبل الأساسية لصنع التغيير المطلوب وهو أيضا مجال هام تميزت فيه مصر حيث ثقافة التطوع والعمل الخيري تعد جزء من الشخصية المصرية".
ولفتت عاشوري إلى ضرورة العمل معا لتغيير بعض العقليات السائدة في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يمثلون مليار شخص في العالم، أي ما يقارب 1/7 سكان الأرض.
وتابعت: "لا يمكن لمجتمع أيا كان أن يتقدم وأن يرتقي بأخلاقه ومبادئه وبنسيجه الاجتماعي وبتنميته عندما يُغفل هذا المكون الأساسي من المجتمع أو أن يحرم من حقوقه الإنسانية الأصيلة كاملة. وهنا تغيير العقليات مهم، وأساسي جدا.. وفي مصر نماذج مبهرة لأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين أبدعوا وتفوقوا في كل المجالات وليس فقط على المستوى الوطني، بل على المستوى الإقليمي والدولي أيضا".
وقالت "إنه يتعين علينا تغيير نظرتنا كمجتمعات للمهاجرين وأن نحرص على عدم إقصاءهم، وهو ما لا يتناقض مع سيادة الدول على أراضيها، لافتة إلى أن المهاجرين وحسب دراسات موثقة إ أثبتوا أنهم قادرون على الإسهام الإيجابي في المجتمعات والدول المضيفة"، منوهة بالإدارة المصرية لملف الهجرة بما يحفظ حماية الجاليات المهاجرة على ترابها.
وعن محور الهجرة تضمنت فعاليات أسبوع الأمم المتحدة عرضا لاثنين من الأفلام المشاركة في مهرجان أفلام الهجرة الدولي، برعاية المنظمة الدولية للهجرة في مصر، والذي يعقد سنويا في أكثر من 100 دولة حول العالم في نفس الوقت والذي يشمل 40 فعالية في مصر.
كما شملت الفعاليات معرض صور عن الإتجار بالبشر الذي يستهدف المهاجرين تحت عنوان (أنا أعرف حقي) نظمه مكتب المنظمة الدولية للهجرة في مصر ومعرض صور آخر حول النازحين والمهاجرين واللاجئين تحت عنوان (المرتحلون) الذي أقامه مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة والذي يسلط الضوء على ترحال الأشخاص وأسبابها ومساراتها في العالم منذ الحرب العالمية الأولى.
وبالتوازي، قامت مجموعة من متطوعي الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة بشرح أهداف التنمية المستدامة لعدد كبير من طلاب جامعة المستقبل في القاهرة، وقدمت لهم شرحًا حول كيف يمكن أن تسهم تلك الأهداف في تحويل عالمنا وتغييره إلى الأفضل، مع ضمان ألا يترك أحد خلف الركب، وكيف يمكن للطلاب أن يسهموا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجتمعاتهم وبلدهم مصر.
واختتم اليوم الأول بتكريم عدد النماذج البارزة من المصريين والمصريات ذوي الاحتياجات الخاصة تقديرا لإنجازاتهم في خدمة بلدهم وتكريم عدد من الشخصيات المصرية التي تعمل في مجال التطوع بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين في مجلات تنموية عدة.