أكد رئيس "أكاديمية الأقصى للوقف والتراث" الشيخ الدكتور ناجح بكيرات، أن المقدسيين مستمرون في مقاومتهم لكل مخططات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة وسياساته ومنهاجه، مشددا على أهمية مواصلتهم تقديم روايتهم العربية الفلسطينية الإسلامية للعالم بأعلى صوت والتي تؤكد أننا لا يمكن أن نتنازل عن حقنا وسنظل على ثباتنا وصمودنا ومحاصرة الاحتلال ومحاكمته في المحاكم الدولية على جرائمه التي يقترفها بحق شعب أعزل.
وأوضح بكيرات - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن قضية القدس والمقدسات هي قضية كل العرب والمسلمين وليست للمقدسيين وحدهم، وأن أهلنا في القدس ما زالوا صامدين صابرين محتسبين مقاومين ولن يتخلوا عن الأرض والمقدسات.
ونبه بكيرات إلى أن الصراع لم ينته بعد، ويوميا يتساقط الشهداء والجرحى ويتم اعتقال العشرات من أجل القدس والمقدسات، إلا أنه شدد على أهمية وضرورة وجود حاضنة عربية إسلامية جنبا إلى جنب مع المقدسيين المرابطين، مشيرا إلى أن ما يجري اليوم من استغلال للوقت هو نتيجة ما وعد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من نقل للسفارة والاعتراف بأن القدس عاصمة لإسرائيل وهو ما استغله الاحتلال ليعمل على تغيير الواقع على الأرض.
وقال بكيرات إن الاحتلال الإسرائيلي ومنذ سقوط القدس في قبضته عام 1967 وهو ينهج نهجا احتلاليا يرتكز على مسارين، الأول مصادرة الأرض الفلسطينية والمقدسات والاستيلاء عليها، والمسار الثاني هو طرد الإنسان الفلسطيني، وبالتالي ركز على المدينة المقدسة بمصادرات في محيط المسجد الأقصى وخلق ما يسمى بالرواية التوراتية والحدائق التوراتية وغيرها والأعياد اليهودية التي لم تكن في السابق تمارس في القدس، إلا أنه حاليا يحاول ممارستها من باب تمرير الرواية التوراتية لأنها كانت مغيبة وهي بالمناسبة رواية كاذبة وغير أصيلة وغير حقيقية.
وأكد أن الهدف من عيد إضاءة الشعلة أو الشمعدان هو إضاءة الهيكل المزعوم حسب روايتهم الدينية، لافتا إلى أنه تم نصب شمعدان كبير عند باب المغاربة على بعد 200 متر من المسجد الأقصى ونشروا أيضا مثل هذا الشمعدان التوراتي على مفارق الطرق لتقديم الرواية التوراتية ، كما أنهم يعملون على تفريغ المكان على بعد 3 كيلومترات هوائية ويقدمونه على أنه حدائق توراتية، فالقصور الأموية تم تحويلها إلى مطاهر الهيكل وباب المغاربة تم تحويله إلى ساحة كبيرة لممارسة صلوات اليهود وأيضا في منطقة الشيخ جراح يتم التفريغ في منطقة الطور.
وأضاف أن كل ذلك يكشف مؤامرات الاحتلال ومحاولاته الجادة والمستمرة لتهويد الصورة في المكان وفي نفس الوقت يمضي الاحتلال في المسار الثاني عبر تشديد الخناق على الفلسطينيين ومنعهم من التواصل مع مقدساتهم بشكل سلس ويبعدهم ويعتقلهم، لافتا إلى أن هناك العشرات بل المئات من المعتقلين والأسرى والشهداء الذين سقطوا خلال هذا العام ومنذ إعلان ترامب، وهو ما يشكل قوة طاردة للمقدسيين وفي نفس الوقت يشكل قوة جاذبة لليهود بمركز المدينة.
وأشار إلى ازدياد الاقتحامات اليومية للمستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى وأيضا نوعية المقتحمين المتطرفين وعمليات الحفر والاستيطان وعمليات الخنق وخلق مشاريع تهويدية حتى أن المقابر لم تسلم من هذه المشاريع، وأن الهدف منها خلق واقع جديد على الأرض وتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا كم تم في المسجد الإبراهيمي بالخليل.
وكانت "منظمات الهيكل" المزعوم قد أعلنت عن تنظيمها مساء اليوم، مسيرة ضخمة في القدس القديمة، بمناسبة عيد "الحانوكاة" العبري.
وبينت الدعوات التي نشرتها هذه المجموعات المتطرفة على مواقعها الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، أن المسيرة التي من المقرر تنظيمها، تتضمن رفع أعلام الهيكل المزعوم، وفعاليات صاخبة بمكبرات صوت ومزامير، وسيتقدم المسيرة شمعدان كبير، يتم حمله حول أبواب المسجد الأقصى، ووضعه عند بابي المسجد الأقصى (القطانين والناظر).
كما تقرر حسب ما ورد في دعواتها إشعال الشمعدان في ساحة الغزالي أمام المسجد الأقصى من جهة باب الأسباط، ويتم استكمال فعاليات الاحتفال في هذه المنطقة، التي شهدت العام الماضي اعتصامات فلسطينية حاشدة وغير مسبوقة أجبرت الاحتلال على إزالة بوابات إلكترونية وجسور حديدية كان قد وضعها أمام الأقصى.