تواصل مصر اهتمامها بتعزيز أواصر التعاون مع دول القارة الإفريقية بصورة شاملة، وتسعى لتطوير أطرها لتشمل آفاقا أوسع وأرحب ، وهو ما زكى ترشيحها لرئاسة الاتحاد الإفريقى خلال العام المقبل، وتعاظم مع استضافتها لسلسلة من الاجتماعات الإفريقية الهادفة إلى تحقيق النمو والتنمية المتواصلة والتنمية المستدامة لدولها.
وتستضيف مصر غدا (السبت) منتدى إفريقيا ٢٠١٨ ، الذي ينطلق من مدينة شرم الشيخ برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى ،تحت شعار "القيادة الجريئة والالتزام الجماعي نحو تعزيز الاستثمارات البينية الأفريقية" ، وتنظمه على مدى يومين الوكالة الإقليمية للاستثمار بمنظمة دول السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا)، بالتعاون مع وزارة الاستثمار ، ويشارك فيه لفيف من الزعماء والقادة والرؤساء الأفارقة ، من بينهم رؤساء زيمبابوى، توجو، النيجر، رواندا، بالإضافة إلى عدد كبير من كبار رجال الأعمال والقادة الحكوميين لمناقشة القضايا الاقتصادية والتجارية الملحة التى تساهم فى تحقيق النمو المتواصل والتنمية المستدامة في الدول الأعضاء.
وتعتبر السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا ، أو مايعرف اختصارا (بالكوميسا ) أحد أعمدة المجموعة الإقتصادية الأفريقية ، ويعود تاريخ إنشائها لعام 1994، كبديل عن منطقة التجارة التفضيلية الموجودة منذ عام 1981 ، سعيا للوصول إلى إقامة منطقة تجارة حرة بين الدول الأعضاء ، ، وتضم الكوميسا حاليا في عضويتها 21 دولة إفريقية ، بإجمالي عدد سكان نحو 625 مليون نسمة، وناتح محلي 1.2 تريليون دولار أمريكي.
وانضمت مصر إلى "الكوميسا" في عام 1998 ، من منطلق إدراكها العميق للأهمية الاستراتيجية للمحيط الجغرافي وعلاقات مصر مع دول الجوار وبالأخص دول حوض النيل حيث أتاحت عضوية مصر في الكوميسا فرصا أرحب لفتح الأسواق والحصول على مزايا نسبية جديدة ، والنفاذ لأسواق ٢٠ دولة من الدول الإفريقية بدون سداد رسوم جمركية حيث الإعفاءات المتبادلة في إطار منطقة التجارة الحرة التابعة للكوميسا ، وتعد هذه الأسواق متنفسا واعدا للعديد من المنتجات والسلع التي تتمتع مصر بميزة عالية في إنتاجها ، وفى مقدمتها السلع الغذائية والأدوية والسلع الهندسية والأدوات المنزلية ومواد البناء بالأخص السيراميك والأدوات الصحية ومنتجات الألمونيوم والحديد والصلب والمنتجات الجلدية.
ومن جانبها ، يمكن لمصر استيراد العديد من المواد الخام اللازمة للصناعة بإعفاء جمركي خاصة وأن أغلب دول الكوميسا تعتمد على تصدير خامات ومواد خام وسلع رئيسية مثل النحاس والتبغ والبن والشاي والجلود الخام واللحوم والسمسم.
ومن المكاسب الناتجة عن انضمام مصر للكوميسا التعاون في مختلف المجالات الصناعية والزراعية والنقل والمواصلات ، والاستفادة من التخفيضات والمساعدات المالية التي يقدمها بنك التنمية الأفريقي وغيره من المؤسسات المالية الدولية في مجال تنمية الصادرات إلى دول إفريقيا ، إلى جانب أن الانخراط في مجتمع شرق وجنوب إفريقيا سيتيح فرصة لمصر للإلمام بشئون القارة الأفريقية والمساهمة في وضع الخطط التنموية والمشاركة في إدارة الحوار وتسوية المنازعات القائمة في القارة.