أكد سفير اليونان بالقاهرة ميشيل خريستوس ديامسيس، أن الجالية اليونانية في مصر كانت من المهاجرين في القرن الماضي، موضحا أن أعدادها تراجعت في الوقت الحاضر. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها مساء أمس /الأربعاء/ في الدورة الثالثة لمهرجان أفلام الهجرة الدولي السنوي الذي تنظمه سفارة اليونان بالقاهرة بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية. وقال إن استضافة هذا المهرجان جاء نتيجة الحركة الكبيرة التي يشهدها العالم منذ بداية القرن 21 حول المهاجرين، مشيرا إلى أن قضية الهجرة في اليونان تعتبر من القضايا السياسية الحساسة والعاطفية، خاصة في ظل زيادة أعداد المهاجرين غير الشرعيين لليونان، وتزايد طالبي اللجوء في السنوات الماضية. وأضاف ديامسيس أن الإحصائيات تؤكد وصول 20 ألف لاجئ إلى الجزر الشرقية اليونانية المطلة على بحر إيجه قادمين من تركيا منذ بداية عام 2018 وحتى الشهر الماضي، مؤكدا أن أعداد اللاجئين وصلت إلى الذروة في عام 2015 حيث وصل إلى اليونان مليون لاجئ. وأشار إلى أن مراكز الاستضافة والخدمات باليونان مكدسة، ولا تقدر على استيعاب هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين، لافتا إلى أن وزارة سياسات الهجرة اليونانية وضعت خطة لتخفيف التكدس في مراكز الاستضافة بالجزر اليونانية، ونقل اللاجئين إلى الأراضي اليونانية. وأكد ديامسيس نجاح عملية تخفيف التكدس بمساعدة منظمة الهجرة الدولية، منوها إلى نقل 43 ألف لاجئ حتى الآن؛ وذلك وفقا لخطة بلاده والبرنامج الموضوع. ولفت إلى أن بلاده أولت اهتماما بالأطفال القصر، وغير المصاحبين - والموجودين بأعداد كبير للغاية- مؤكدا أن وزارة الصحة اليونانية وفرت لهم التطعيم اللازم، إضافة إلى تقديم الرعاية الصحية، وتوفير برامج تعليمية في مراكز استضافة اللاجئين ومدارس حكومية أو خاصة. ونوه ديامسيس إلى أن اليونان تبنت استراتيجية وطنية حول الهجرة تهدف إلي إدماج المهاجرين بطريقة أكثر كفاءة علي المستوي المحلي، موضحا أن اليونان تنفذ، مع منظمة الهجرة الدولية برنامج هيلوس، والذي يستهدف إدماج اللاجئين في المجتمع؛ للاستفادة منهم وإفادتهم، على أن يتم تعميم هذا البرنامج في مدن وأحياء كثيرة في المستقبل. وأوضح أنه على الرغم من معاناة اليونان من أزمة اقتصادية منذ فترة كبيرة، إلا أنها ملتزمة بتبني التدابير للتعامل مع التحديات المتعددة، خاصة وأن بلاده تعد الوجهة الأولى، مثل فرنسا، وأسبانيا، وإيطاليا، التي يدخل إليها اللاجئ لأول مرة إلي الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن المسئولية يجب أن تكون مشتركة بين الدول؛ لإيجاد أفضل الحلول لضمان تطوير حقيقي للاجئين في الدول الأوروبية. وأشار ديامسيس إلى أن قضية الهجرة باليونان متداخلة بعمق في السياسات الاقتصادية، والتعليم، والتوظيف، مؤكدا أن الوقت حان لمواجهة حقيقية أن الهجرة أصبحت عنصرا أساسيا في مجتمعاتنا، وأننا لن نتمكن من وقفها؛ لذلك علينا التعامل بذكاء أكثر، وبشكل استباقي لإدارة هذه الظاهرة. وبدوره، قال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في مصر لوران دي بوك إن المنظمة تهتم بالتكامل، والتعايش للاجئين والمهاجرين في مجتمعاتهم الجديدة، وتعمل على تنمية المجتمعات بهم، مضيفا أن التكامل الناجح له نتائج في الحياة الاقتصادية للدول المضيفة وللاجئين والمهاجرين. وأشار إلى أن الشركات الكبيرة في العالم تم إنشاؤها من قبل 50% من المهاجرين، وأطفالهم، وأحفادهم، وأنهم استطاعوا أن يخلقوا ملايين من وظائف العمل في الدول المضيفة، مؤكدا أن وسائل الإعلام في العالم تتناول اليوم موضوع الهجرة، ولكن بشكل سلبي. وأفاد بوك بأن المنظمة تتعاون مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتحاول بشتي الطرق تنمية المجتمعات الجديدة في استقبال وحماية حقوق اللاجئين؛ بما يعود بالنفع علي الجميع، مؤكدا أن المنظمة تستخدم للعام الثالث على التوالي الأفلام كوسيلة لتوصيل الرسالة لأكبر قاعدة من المشاهدين والمهتمين خاصة وأن المهرجان يعرض أكثر من 400 فيلم سينمائي عن الهجرة خلال الفترة من 28 نوفمبر حتى 18 ديسمبر. ومن جانبها، قالت الفنانة ليلي علوي إن الفن، وصناعة الأفلام وسيلة مهمة للتعبير، ومشاركة للهوية في المجتمعات، خاصة الأفلام لأن الدراما بشكل كبير تقدم الواقع للمشاهد، موضحة أن الفيلم من الممكن أن يشير إلى مشاهد العنف، والعنصرية، والوصم التي يعاني منها المهاجرون الذين يحاولون إثبات وجودهم في أماكن جديدة. وأضافت أن أفلام كثيرة كان لها تأثيرا كبيرا مثل فيلم الرسوم المتحركة (قصة أمريكية)، وفيلم (بادين) الذي أظهر أن حكم البشر من أسباب عدم القدرة على التواصل، ورسالة فيلم (أطفال الرجال) الذي يدعو المشاهد إلى بناء عالم أفضل، مطالبة بالعمل من أجل إيجاد عالم أفضل نبني فيه لأطفالنا.