ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن العلاقات الصينية-الأمريكية تمر الآن بمفترق طرق، حيث كشفت سلسلة التصريحات الأخيرة التي لا هوادة فيها وتفتقد لأي أساس ضد الصين من جانب المسؤولين الأمريكيين عن عزم واشنطن على جر بكين إلى مواجهة شاملة.
وقالت الوكالة –في تعليق بثته اليوم الجمعة- إن العالم يكتنفه القلق، والخطر يتجاوز الصين والولايات المتحدة في ضوء الأهمية البالغة لعلاقتهما، ومن أجل 7 مليارات شخص يعيشون على هذا الكوكب، بما في ذلك ما يخصهما، فإنه يتعين على البلدين الآن تحمل مسؤوليتهما واتخاذ بعض القرارات المسؤولة.
وأضافت أن حملة التشوية الممنهجة التي شنتها الولايات المتحدة ضد الصين مؤخرا، وبلغت ذروتها الأسبوع الماضي مع خطاب نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس" في معهد هدسون، مركز الأبحاث الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، أمر نادر الحدوث منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 39 عاما.
وتابعت الوكالة الصينية أنه مع اشتعال لهيب النيران والاتهامات الجديدة، توسع الهجوم حقا بشكل غير عادي في نطاقه وشراسته. ومن إدعاء "فخ الديون" إلى اتهام بكين بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، أطلقت واشنطن آلة ترويج شائعاتها هذه المرة. لكن الأمر لا يبدو مختلفا، فمثل العديد من الجولات الأمريكية السابقة الملطخة لسمعة الصين، تفوح من الاستفزاز الأخير عقلية الحرب الباردة والعجرفة على الطريقة الأمريكية، وهذه المزاعم التي خرجت من العدم تقلب الحقائق ولن يكتب لها الصمود.
وأشارت (شينخوا) إلى أنه بالنسبة للمبتدئين، فإن التحول الملحمي للصين من دولة فقيرة وضعيفة إلى دولة قوية ومزدهرة يعود أولا وأخيرا إلى الشعب الصيني الذي يعمل بجد، واستفاد من تعاون الصين المربح مع بقية العالم، ولم يكن ذلك بأي حال من الأحوال نتيجة هبة أو هدية من أي دولة أخرى.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، ظلت الصين ثابتة على الدوام على مسار التنمية السلمية وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وقد نالت التقدير والدعم من جميع أنحاء العالم. ومهما فعلت الولايات المتحدة لشيطنة الصين، فإنها لن تغير أبدا من حقيقة استمرار دائرة أصدقاء بكين في التوسع.
ولفتت إلى أن التوترات الحالية في العلاقات الصينية ليست من صنع بكين، وإن الولايات المتحدة هي التي أطلقت الطلقة الأولى في الحرب التجارية الجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، واضطرت الصين فقط إلى اتخاذ إجراءات مناسبة للدفاع عن مصالحها المشروعة ونظام التجارة الدولية القائم على القواعد.
وبالنسبة لاتهام التدخل في الانتخابات، فإنه –وفقا للوكالة- لا يعدو كونه إدعاء مناف للعقل. فمن المعروف للجميع أن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى هو أساس سياسة الصين الخارجية، وهذا الاتهام لا معنى له حتى أن وسائل الإعلام الغربية الرئيسية لم تقبله. بل المثير للسخرية هو أن البلد المهووس بانتهاك السيادة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى واضح وضوح الشمس، وإن محاولة واشنطن إلصاق التهمة بالآخرين لن يجعل منها سوى أضحوكة.
وقالت الوكالة الصينية إن سخافة هذه الافتراءات تجعل المرء يتساءل عن دوافع واشنطن الحقيقية، ويعتقد الكثيرون أن البيت الأبيض لديه حسابات متعددة على المدى القصير، لكن على مستوى أعمق، فإن آخر هجوم كان بمثابة انفجار مركز لفوبيا الولايات المتحدة من الصين، وهو ما وضع أعصاب العالم على الحافة.
وأكدت أنه في لحظة حرجة، تحتاج أكبر علاقات ثنائية على الكوكب إلى توجيه استراتيجي جديد، فمواجهة الصين على كل الجبهات يضر بمصالح الولايات المتحدة نفسها والعالم أجمع.
ويتزامن العام المقبل مع الذكرى الـ40 للعلاقات الدبلوماسية الصينية-الأمريكية، وأظهر التاريخ أن التعاون هو الخيار السليم الوحيد للقوتين الكبيرتين. وقد أوضحت بكين موقفها جليا، وهي ملتزمة بتطوير علاقات مستقرة وصحية وطويلة الأجل مع الولايات المتحدة لا تقوم على الصراع أو المواجهة بل تجسد الاحترام المتبادل والتعاون المربح، أو كما قال الرئيس الصيني شي جين بينج إن هناك" ألف سبب يجعل العلاقات الصينية-الأمريكية مفيدة ولا سبب واحد لتخريبها".
وشددت الوكالة على أنه بالنسبة لواشنطن، فإن الوقت قد حان لوقف حملتها الشرسة ضد الصين والتخلي عن عقلية المواجهة التي عفى عليها الزمن والعمل مع بكين لإخراج علاقاتهما من البقعة القاسية في أقرب وقت ممكن.