آخبار عاجل

ماذا ننتظر لنبث قناة تلفزيونية بالإنجليزية في أمريكا سلوى المؤيد

21 - 12 - 2018 12:00 1387

لم اشعر اننا غائبون عن  وسائل الأعلام الأمريكية مثلما شعرت به خلال زيارتي الأخيرة إلى الولايات المتحدة . ولم أدرك أن الشعب الأمريكي جاهل بقضايا العالم وتاريخ الدول والديانات الأخرى بقدر ما أدركته في هذه الزيارة.. لأنني تعمدت فتح حوار مع أشخاص عاديين ورجال أعمال وربات بيوت ووجدت لديهم جهلاً كاملاً لما يحدث من ظلم للشعب الفلسطيني على يد الأسرائيلين.. وبسياسة أمريكا الخارجية التي تكيل الإرهاب بمكيالين حيث أنها كما نعلم.. لا تعتبر ملاحقة القوات الأسرائيلية لمن تشك فيه وقتله إرهاباً.. وتعتبر العمليات الأنتحارية للفدائيين الفلسطينيين في داخل إسرائيل إرهاباً.. رغم إنها رد على ما يصيبهم من ظلم وإجحاف من زعماء إسرائيل.

وعندما شرحت لهم البؤس والفقر والظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في ظل الأحتلال الصهيوني.. ورفاهية الشعب الأسرائيلي الذي يحتل أرضاً غير أرضه.. وما ينتج عن ذلك من رغبة للإنتقام  في نفوس الشباب الفلسطينيين بتفجير أنفسهم في عمليات إنتحارية ليزرعو الخوف وعدم الأطمئنان في قلب الشعب الإسرائيلي من أجل الحصول على حقهم في إقامة دولة فلسطينية تتساوى في الحقوق والواجبات مع دولة إسرائيل.. كذلك مدى خطورة أن يشعر المرء بالظلم والفقر والحرمان والبؤس.. حيث ترخص الحياة في نظره فيجد الأنتحار الفدائي سهلاً لكي ينتقم لمن قتل أحباؤه وأهله دون ذنب.. خصوصاً و أنه يعتقد دينياً أنه سيكون من أهل الجنة في العالم الآخر.. لأنه مات دفاعاً عن وطنه.. وافقوني على ما أقول .. كانو في دهشة لكل ما شرحته لهم من حقائق لا يعرفونها.. إلا أني تألمت أكثر لأنهم يجهلونها.. ويعتقدون أن الفلسطينيين يعيشون في بلد ديمقراطي شبيه بالحكم في أمريكا هو إسرائيل.. وأن الأسرائيليين مظلومين لما يرتكبه الفدائيون من عمليات إرهابية في نظرهم في قلب بلادهم.

وقلت لنفسي.. ماذا فعلت الدول العربية وأثرياؤهم بأموالهم الهائلة.. أما كان الأولى بأسامة بن لادن أن يرصد ملايينه لدعم الشعب الفلسطيني وتأسيس قناة عربية إسلامية توضح مبادئ الدين الإسلامي الحضاري وحق الشعوب في العيش بكرامة مثل الشعب الأمريكي.. بدل أن يستخدمها في ترويع الأبرياء والأضرار بمصالح العرب والمسلمين الذين يقيمون في أمريكا.

والغريب أنهم سألوني السؤال نفسه الذي كنت أسأله نفسي "لماذا لا تقومون أنتم يا عرب بكل ما تملكونه من ثروات بامتلاك وسائل إعلامية من تلفزيون وإذاعة وصحف توضح وجهة نظركم مثلما يفعل أثرياء اليهود في أمريكا الذين يسيطرون على وسائل الأعلام بها بواسطة أموالهم "؟

قلت لهم " كثيراً ما سألت نفسي هذا السؤال وأنا أرى العقول الصهيونية تستخدم وسائل الأعلام بمهارة شديدة تجعل الرأي العام الأمريكي يقف إلى جانبهم.. ويؤيد قضاياهم.. لكني أدركت أننا ماهرون في الكلام فقط لا في التنظيم.. بعد أن مررنا بثلاثة قرون من الجهل والتخلف والأستعمار.. حتى ديننا الحضاري تم تشويه تعاليمه وأصبح ما يطبق منها حسب الأعراف التي يسيطر عليها مجتمع الذكور لا حسب ما جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية)).

 

 

 

 

 

 

 

                               

 

ماذا ننتظر لنبث قناة تلفزيونية بالإنجليزية في أمريكا

 

سلوى المؤيد

الحلقة الثانية                                     

عدت إلى فندقي وعقلي لا يتوقف عن التحسر على حالنا الذليل كعرب ومسلمين بعد أن أبتعدنا عن تعاليم ديننا التي كانت الأساس  للحضارة العلمية والأخلاقية الدينية التي عرفها العالم قبل تدهور الوضع العربي .

وما أراه مع الأسف أن معظم المسؤولين في الدول العربية ماهرون في إستغلال نفوذهم وثروات دولهم في الوصول إلى الثراء الشخصي.. والأنفاق على شبكة من الجواسيس لضمان بقائهم في الحكم.. إما على مستوى الأفراد فاغلب أثريائهم ماهرون في إستعراض ثرواتهم بالتفاخر بإمتلاك القصور والسيارات وغير ذلك من وسائل الرفاهية الشخصية.. إما أن يتحدوا كدول وشعوب لكي يتم بينهم تعاون جدي قائم على التخطيط والتضحية لحل القضية الفلسطينية.. أو لإيجاد تكامل إقتصادي.. فهذا أمر بعيد عن تفكيرهم وأهدافهم.. هل نحن كذلك لأننا بدويون الأصل والبدو بطبعهم لا يميلون إلى التخطيط والأتحاد.. كل يتفاخر

 

بقبيلته وثرائه ويريد أن تكون الرئاسة له لا لغيره حتى لو كانت الرئاسة لغيره ستصب في الصالح العام.. أم إننا هكذا لأننا تخلفنا إلى الوراء ثلاثة قرون بينما عبرتها الدول المتقدمة وأصبحت هي المتحضرة تحكم بدافع قومي لا طائفي أو قبلي.

إننا بحاجة ماسة إلى قناة تلفزيونية عربية يعمل فيها آلاف الأشخاص العرب الذين يتقنون اللغة الأنجليزية.. وتوضع لها خطة معدة إعداد مدروسا قائماً على أهمية المواضيع التي يجب أن تطرح وتعطى المساحة الأكبر في الأعداد والتقديم ثم الأقل أهمية وهكذا.. كما علينا ألا نبخل بالمال على هذه القناة العربية لأنها ستعرض قضايانا بلغة الشعب الأمريكي والأوروبي وسيدركون بها الحقائق التي تخفيها عنهم وسائل الأعلام الصهيونية ذات النفوذ.

أن الميزة في أمريكا إنها دولة حرة وديمقراطية.. والقرار فيها يصدر من قاعدة الهرم ويصل إلى الرأس أي سدة الحكم لا العكس.. كما هو حادث في الدول العربية خصوصا الجمهوريات التي تدعي الديمقراطية وهي في معظمها بعيدة عنها.. وتكاد أن تتحول إلى جمهوريات ملكية.. وهي تسمية جديدة أفرزتها السياسة العربية المتخلفة.

إننا لو أنفقنا المال الذي تهدره قنواتنا في برامج حوارية بين العرب أنفسهم حول ظلم السياسة الأمريكية وكأننا نحدث أنفسنا..علينا  إعداد برامج حوارية موضوعية في هذه القناة العربية المتحدثة باللغة الأنجليزية ليدرك المواطن الأمريكي ما هي الأخطاء التي ترتكبها سياسة بلاده وتولد هذه الكراهية لدى الدول المظلومة للدول العربية والإسلامية..

 ولا نعلم ماذا كان يخطط  أمثال أسامة بن لادن لأمريكا وشعبها الذي يمثل المسلمون فيه 6 ملايين يتضررون كل يوم بسياسة هذا الشيخ المتطرف وغيره ممن  أساؤا إستخدام أموالهم.. وبدل أن يتكلم مع الغرب بلغتهم ويستخدم ملايينه في دعم القضية الفلسطينية وتأسيس قناة تلفزيونية تظهر الدين الأسلامي أنه دين المحبة والسلام والدعوة بالحكمة والموعظة.. كما يريد الله سبحانه وتعالى لكي ينتشر دين الأسلام.. تكلم مع الأسف معهم بلغة القنابل والتفجيرات التي هدمت جهد عشرين عاما من الجهود التي بذلها المسلمون في أمريكا لأبراز الدين الإسلامي كدين عالمي حضاري.. وأصبحو هم يعانون أكثر من غيرهم في أمريكا.. حيث جمدت أموالهم ووضعتهم في مواقف معقدة إذا أرادو مساعدة المسلمين في مختلف أنحاء العالم أو بالنسبة لسحب أموالهم.. لقد تعرض مئات الألوف من المسلمين ولا زالو للبهدلة والأذلال بسبب ما فعله أسامة بن لادن وغيره من المتطرفين.

الى جانب المعاملة الجافةللعرب والمسلمين .. وإخراج الملابس قطعة قطعة لكي يبحثوا عن سلاح في شنط المسافرين العرب.. فهذه مسألة مهينة أخرى هي نتاج لما حدث من تفجيرات لمتطرفين إسلاميين.

 لقد جرح هؤلاء كرامة المسلم العربي ووضعوه  موضع الشك لأنه ينتمي إلى العرب والدين الأسلامي.. لقد أختفى الأمان حتى في نفس المسلمين في أمريكا.. فلماذا يحدث كل ذلك؟.. وهل بهذا الأسلوب ستحل مشاكلنا .. إننا لن نصل إلى مستوى الدول الحضارية علميا إلا إذا رسخنا الديمقراطية والمساواة في المعاملة بين جميع الأفراد في المجتمع مهما علت طبقة الشخص أو كثر ماله.. كما أننا بحاجة إلى أفق واسع في فهم تعاليم الدين الأسلامي ووضع الخطط الأقتصادية الحرة المدروسة والطويلة المدى في جو ديمقراطي لكي نقضي على البطالة.. ومن يريد إتباع فروض دينه ويحرم نفسه من محرمات الدين فليفعل.. ومن يريد غير ذلك فليفعل لن يمنعهما قانون في الدولة..فهذا جوهر الدين الإسلامي المتمثل في الإرادة الحرة للإنسان

علينا إذا كنا نريد أن نتعادل مع الحضارة الغربية أن نفعل كما فعلت اليابان بعد هزيمة هورشيما.. لقد قلدت الغرب فيما يصنع لا فيما يفعل.. وعندما أتقنت صنع أدواته تفوقت عليه بعلم أبنائها وأصبحت من الدول الحضارية القوية.. لم تضع  وقتها فيما يناسب دين وتقاليد اليابان وما لا يناسبها.. لقد حرصت على لغتها ووضعت خطة مدروسة للوصول إلى التصدير والثراء والقوة والحضارة وحققت بروح التنظيم الجماعي وما أرادته .

كان  علينا أن نفعل مثلما فعلت هذه الدولة الحضارية لكي نقوى ونتحكم في مصائرنا لا أن تفعل ذلك الدول الأقوى منا مثل أمريكا وأوروبا وإسرائيل ..اللواتي أصبحن يتحكمن في مستقبلنا الإقتصادي ونحن نملك كل تلكالثروات الهائلة .

http://Www.salwaalmoayyed.com.bh

 

 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved