يتفضل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، حفظه الله ورعاه، صباح يوم غد الاربعاء الموافق 26 ديسمبر 2018م، فيشمل برعايته الكريمة الاحتفال الذي تنظمه وزارة الصحة بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء مستشفى السلمانية، وذلك بالمبنى الشمالي بمجمع السلمانية الطبي.
ويأتي الاحتفال بافتتاح هذا الصرح الكبير، ليسلط الضوء على ما توليه حكومة مملكة البحرين من اهتمام بتطور القطاع الصحي والارتقاء بصفة مستمرة بمستوى خدماته المقدمة للمواطنين والمقيمين، باعتباره ركيزة أساسية في عملية التنمية، إذ ركزت الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، على تنمية وتطوير النظام الصحي وتعزيز كفاءته وفقا لأعلى المعايير العالمية.
وقد مثّل إنشاء مستشفى السلمانية، في عام 1958، في عهد المغفور له بأذن الله تعالى، صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البلاد آنذاك، انطلاقة للارتقاء بالقطاع الصحي في المملكة وتطويره وفق استراتيجية طموحة تسعى لتعزيز الصحة العامة، ورفع جودة وكفاءة الخدمات الصحية وفق أحدث الأنظمة العالمية.
ومنذ ذلك الحين حرصت مملكة البحرين، على التوسع في إقامة المستشفيات والمنشآت الصحية لتغطي كافة محافظات المملكة من أجل ضمان أن تكون خدمات الرعاية الصحية في متناول الجميع، حيث ارتفع عدد المراكز الصحية إلى 28 مركزا موزعة على كافة المحافظات، بالإضافة إلى مجمع السلمانية الطبي و9 مستشفيات حكومية، كما ارتفعت المخصصات المالية لوزارة الصحة إلى أكثر من 300 مليون دينار حاليا.
وقد أكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في العديد من المناسبات أن الحكومة لا تدخر جهداً في دعم القطاع الصحي والنهوض به في إطار ما يشكله هذا القطاع من أهمية حيوية في إرساء دعائم التنمية المستدامة في المملكة، وذلك من خلال جهودها لتطوير المنظومة الصحية ورفع جودة وكفاءة تقديم الخدمات الصحية وتوفيرها للجميع.
واستطاعت البحرين خلال السنوات الماضية أن تشهد نهضة صحية وطبية واسعة، حيث سعت الحكومة برئاسة سموه إلى تطوير القطاع الصحي والطبي عبر العديد من الخطط والاجراءات، من بينها التوسع في إقامة المستشفيات والمنشآت الصحية لتغطي كافة محافظات المملكة، والارتقاء بالكوادر الطبية التمريضية البحرينية، والعمل من أجل الحفاظ على المكانة والسمعة الطيبة التي حققتها المملكة في القطاع الطبي والصحي واستقطاب الاستثمارات في هذا المجال، وتعزيز جودة الخدمات الصحية وكفاءتها، والحرص على أن يحظى المواطن بالعلاج المتطور لكافة الأمراض من خلال توفير أحدث الإمكانيات والأجهزة الطبية التي تساعد على تشخيص هذه الأمراض، وتوفير العلاج المناسب بأسعار معقولة.
أما بالنسبة لمستشفى السلمانية الطبي، فإنه باهتمام كبير من جانب الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، سواء من ناحية توفير المخصصات المالية اللازمة وأفضل وأحدث الأجهزة الطبية أو الارتقاء بالكوادر الطبية البحرينية واستقطاب الكفاءات المتخصصة للعمل به وتقديم أرقى مستويات الخدمة الطبية، حتى بات المستشفى واحدا من المستشفيات المتميزة على مستوى المنطقة في تقديم خدمات الرعاية الصحة.
وقدمت المستشفى منذ إنشائها نموذجاً في الإنجاز والتطور، وشكلت ركيزة لجهود الحكومة في تعزيز الصحة العامة بشكل مستدام، حيث ساهمت في تسهيل تقديم الرعاية الصحية الأولية والثانوية للجميع، وتوفير أفضل السبل العلاجية للمواطن والمقيم.
ويأتي الاحتفال تزامنًا مع احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية في شهر ديسمبر من كل عام، وإحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى 47 لانضمامها إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى 19 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه لمقاليد الحكم.
وسوف يتضمن الحفل عددا من الفقرات التي تتحدث عن تاريخ انشاء المستشفى والمراحل التي مر بها خلال الأعوام الماضية، ومسيرة البناء والتطور، ليشكل المرفق الطبي الأهم والأكبر في مملكة البحرين. كما سيتضمن برنامج الحفل تكريم عددا من الجهات التي ساهمت في مسيرة تطور الخدمات الصحية بالسلمانية، من خلال الإسهامات والتبرعات السخية، التي شكلت دعما أساسيا وشريك فاعل للنظام الصحي بمملكة البحرين.
وسيتطرق الحفل لتاريخ إنشاء مستشفى السلمانية الطبي وتطوره والذي مثل انطلاقات واعدة عندما وضعت مملكة البحرين حجر الأساس لمستشفى السلمانية عام 1956، حيث انطلق هذا التأسيس على عدة مراحل، بدأت المرحلة الأولى باستقبال مستشفى السلمانية في عام 1958 مرضى مستشفى النعيم من النساء، حيث ضم في بداياته قسم الولادة وأمراض النساء. وفي عام 1959، دشن المغفور له بأذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البلاد آنذاك، المستشفى وشكل هذا الافتتاح الرسمي للمشروع، واستقبل مرضى مستشفى النعيم من الرجال، وقد ضم المستشفى جميع الأقسام بما فيها أقسام الولادة وأمراض النساء. وكانت خدمات المستشفى حينئذ متصلة بالرعاية الثانوية وتقديم الخدمات لكل مواطن وكل مقيم يعيش على أرض البحرين.
وفي عام 1978 انطلقت البداية الثانية ولكنها أكثر شمولية وأكثر استراتيجية ليكون المستشفى تنمويًا في مجال الصحة والرعاية الصحية. فكانت البحرين على موعد مع إنجاز عظيم تحقق بافتتاح مستشفى السلمانية الطبي "المبنى القديم حاليـًا" في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد آنذاك ليشكل صرحـًا طبيـًا ضخمـًا كان له الأثر الواضح في دفع المسيرة الصحية في البلاد.
وقد شهد مركز السلمانية الطبي قفزات متتالية ومتوالية واكب فيها آخر المستجدات والمستويات العالمية في مجال الصحة العامة، فقد بدأت المرحلة الثالثة لتطوير المستشفى على فترتين حيث بدأت في عام 1991م حتى عام 1997م ببناء البرج الجديد والذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، حيث تمت التوسعة ليتحول أسم المستشفى إلى مجمع السلمانية الطبي والذي أصبح يضم مختلف التخصصات، ليتناسب ذلك العدد مع عدد المرضى الذين يستفيدون من خدمات المجمع الطبي وعياداته ذات التخصصات المختلفة.
ولقد أحدث تأسيس مستشفى السلمانية الطبي تطوراً شاملاً لخدمات الرعاية الصحية في مملكة البحرين، إذ يسعى مجمّع السلمانية الطبي إلى تلبية جميع احتياجات المواطنين والمقيمين للرعاية الصحية الثانوية، وفق أرقى الأساليب العلاجية الحديثة وأكثرها كفاءة وفعالية ووفق أرقى المعايير المعتمدة دولياً وبمستويات متكاملة وشاملة.
كما يشكل المجمع مركزاً تعليمياً وبحثياً وتدريبياً للكوادر الطبية المحلية وللمختصين والباحثين في مجال الطب.
وتنبثق هذه الأساليب من خلال الرؤية العامة لوزارة الصحة والرسالة التي اتخذتها وفق استراتيجياتها.
ولقد عملت وزارة الصحة على تأسيس شبكة متكاملة من مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات لتتناسب مع التوسع الكبير الذي شهدته مملكة البحرين على كافة الأصعدة والمجالات التنموية.
وتقدم وزارة الصحة خدمات الرعاية الصحية الثانوية من خلال عدد من المستشفيات العامة، ويعد أبرزها مجمع السلمانية الطبي، إذ يعتبر المجمع مرفقاً متعدد الخدمات الطبية حيث تمتد خدماته ذات الكفاءة العالية إلى جميع المواطنين والمقيمين على حد سواء، والتي تشمل كافة الخدمات النموذجية بالرعاية الثانوية، والمتضمنة التخصصات العامة والدقيقة وخدمات الحوادث والطوارئ والذي يقدم كافة سبل الرعاية الطبية اللازمة للجميع.
وتواصل وزارة الصحة جهودها الرامية لتطوير الخدمات الصحية والارتقاء بمستوى أداء مرافقها الصحية، وذلك بدعم كريم ورعاية متواصلة من لدن الحكومة الموقرة حيث تم تحقيق العديد من الإنجازات خلال العام الجاري 2018م، والتي اسهمت في جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وإحداث نقلة نوعية في ملامح القطاع الصحي.
ويشار إلى أن الرعاية الثانوية قد حققت تقدما ملحوظا في مستوى الخدمات الصحية، حيث تمكن مجمع السلمانية الطبي خلال العام 2018 من تحقيق إنجازات متميزة، بمختلف أقسامه، إذ بلغ إجمالي عدد المترددين على قسم الطوارئ والحوادث بالمجمع الطبي 258948، كما وفر المجمع خدمات الاسعاف للكثير من الحالات الطارئة وغير الطارئة ونقل بعض الحالات من وإلى المملكة العربية السعودية، إلى جانب عمل الصيانة الدورية لسيارات الإسعاف والأجهزة الطبية الخاصة بها. كما كشفت الاحصائيات عن إجمالي عدد الحملات التي نفذها بنك الدم المركزي بمجمع السلمانية الطبي والتي بلغت 114 حملة شارك فيها 14744 متبرع. وأجرت خلال العام عدد 15631عملية جراحية، وأدخل للمجمع للتنويم عدد 43286 مريض، وكانت عدد الولادات 5494 ولادة، وتردد على العيادات الخارجية عدد 233,158 مريض، بينما استقبلت وحدة الحالات اليومية عدد 6889 حالة، وتم إجراء 2079 عملية تنظير داخلي.
ومن بين الإنجازات كذلك، تنفيذ مشروع ميكنة مختبر الأحياء الدقيقة والذي يعد من المشاريع التي ستساهم في سرعة تشخيص المرض وتحديد المضادات الحيوية المناسبة للمرضى. ويضاف إلى ذلك إطلاق مشروع إنشاء وحدة تحليل الجينوم بمجمع السلمانية الطبي، والذي يأتي في إطار التزام وزارة الصحة بتنفيذ توجهات الحكومة الموقرة بمملكة البحرين، للاستمرار في تقديم الخدمات الطبية المتقدمة والرعاية الصحية والتي تشمل خدمات علاجية ووقائية للمواطنين، إلى جانب بنك الجينوم الذي سيكون تحت مظلة وزارة الصحة، حيث ستتم تهيئة البنك لجمع وتخزين أكبر عدد ممكن من العينات.
إلى ذلك كشفت إحصاءات وزارة الصحة عن أعداد زيارات الأطباء الزائرين لوزارة الصحة والذين بلغ عددهم 55 زيارة للأطباء الزائرين بمختلف التخصصات الطبية خلال أشهر العام الحالي 2018م، وأشارت هذه الإحصاءات إلى استمرار العمل باستقطاب هذه الكفاءات إلى نهاية العام الحالي بحسب التخصصات الأكثر طلبا وتلبية لاحتياجات المرضى وذوي الحالات الصعبة والنادرة، والعمل على استقدام أطباء واستشاريين ذوي كفاءة وخبرة عالمية في مختلف التخصصات الطبية لتغطية الحالات المرضية الصعبة أو الأكثر شيوعاً التي لا يتوافر علاجها في المملكة. وتم تقديم عدد 708 استشارة طبية وإجراء 312 عملية جراحية، وقدر عدد المرض الذين ترددوا على برنامج الطبيب الزائر عدد 1020 مريض.