نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر حفظه الله، حضر معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، الاحتفال الذي نظمته وزارة الصحة في المبنى الشمالي بمجمع السلمانية الطبي بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء المستشفى.
ويأتي الاحتفال باليوبيل الماسي لتشغيل هذا الصرح تزامناً مع احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية في ديسمبر من كل عام، إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى 47 لانضمامها إلى الأمم المتحدة دولة كاملة العضوية، والذكرى 19 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه لمقاليد الحكم.
وبهذه المناسبة، أعرب معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة عن أسمى آيات الفخر والاعتزاز على ما توليه قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، والحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حفظهم الله ورعاهم، من رعاية بالخدمات الصحية المتميزة المقدمة إلى المواطنين والمقيمين في مختلف مستوياتها.
كما أعرب معاليه عن بالغ الشكر وعظيم الامتنان إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر على تكليف معاليه بحضور هذه الاحتفالية نيابة عن سموه، مشيراً إلى أن رعاية سموه لهذه الاحتفالية تجسد مدى اهتمام سموه بدعم القطاع الصحي والنهوض به لتطوير المنظومة الصحية ورفع جودة وكفاءة تقديم الخدمات الصحية وتوفيرها للجميع، وهو ما يؤكد من جهة أخرى مدى التزام البحرين بالأهداف الإنمائية للتنمية المستدامة لاسيما الهدف الثالث وهو ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار.
وقال معاليه: "تحرص حكومة مملكة البحرين على أن تضمِّن جميع برامج عملها في محور التنمية البشرية والخدمات الاجتماعية ركناً أساسياً يتعلق بالارتقاء بالخدمات الصحية على نحو يحقق الاستدامة لهذه الخدمات، والتكامل بينها وتحسين الحصول عليها وتأمينها للجميع بجودة عالية، ورفع كفاءة أقسام الطوارئ، فضلاً عن تعزيز الأنظمة الرقابية والإشرافية لهذا القطاع، وذلك يجسد من زاوية أخرى التكامل مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030 التي تسعى إلى تحويل البحرين إلى مركز رائد للطب الحديث والرعاية الصحية المتطورة على مستوى المنطقة".
وأشار معاليه إلى أن الاحتفال بمرور 60 عاماً على إنشاء مستشفى السلمانية الذي يعد أحد أقدم المرافق الحكومية والمجمعات الطبية العامة في المنطقة منذ أن تم البدء بتشغيله في العام 1958 وافتتاحه في السنة التي تليها في عهد المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، حاكم البحرين آنذاك، وما رافق ذلك من استقطاب أمهر الأطباء المتخصصين من مختلف دول العالم للعمل في هذا المستشفى، علاوة على ما شكله هذا المرفق الحيوي من فرصة تدريبية وعملية سانحة للمواطنين ليخوضوا مجال التطبيب والتمريض، لَيعكس النظرة الاستراتيجية البعيدة والثاقبة للرعيل الأول ليبقى مجتمعنا آمناً وصحياً وخالياً من الأمراض والأوبئة طوال الوقت.
وتابع معاليه قائلاً: "إنه من حسن الطالع أن تتزامن هذه الاحتفالية مع دخول مملكة البحرين إلى مرحلة جديدة من مراحل تنظيم القطاع الصحي، وذلك على إثر مصادقة وإصدار العاهل المفدى حفظه الله أواخر مايو المنصرم القانون رقم (23) لسنة 2018 بشأن الضمان الصحي الذي سيدخل حيز التنفيذ مطلع العام المقبل وسط متابعة دؤوبة وحثيثة من المجلس الأعلى للصحة برئاسة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة. ومن المؤمل أن يحدث مع بدء تطبيق هذا النظام تغيير جذري في المنظومة الصحية في مجملها من حيث جودة الخدمات المقدمة للمرضى وإتاحة الحرية لهم لاختيار المكان المناسب لتلقيهم العلاج".
وأوضح معاليه أن الاحتفال بهذه المناسبة يشكل فرصة لاستذكار وتكريم أيادي الخير والبذل والعطاء من أفراد وعائلات ومؤسسات بحرينية وصناديق تنموية من الدول الشقيقة ممن كانت لهم تبرعات سخية فأصبحوا بفضل إسهاماتهم الخيرة شركاء فاعلين في تطوير الخدمات الصحية.
وأضاف معاليه قائلاً: "إننا وإذ نحتفي اليوم بهذه المناسبة السعيدة ليحق لنا كذلك أن نفخر بكوادرنا الوطنية الكفؤة من أطباء واستشاريين وطواقم تمريض وخبراء في المجالات التي تدير وتشغل هذه المنظومة الطبية والصحية بكل اقتدار، فلهم منا كل الشكر على جهودهم المقدرة والتي ساهمت في أن تتبوأ مملكة البحرين على الدوام مراتب متقدمة في المؤشرات الصحية العالمية".
ويمثل إنشاء مستشفى السلمانية في منتصف القرن الماضي مدخلاً للتوسع في إقامة المستشفيات والمنشآت الصحية لجعل خدمات الرعاية الصحية في متناول الجميع، فقد ارتفع عدد المراكز الصحية إلى 28 مركزاً موزعاً على كافة المحافظات. وبالإضافة إلى مجمع السلمانية الطبي، توجد في مملكة البحرين تسع مستشفيات حكومية. وقابل هذا التوسع زيادة المخصصات المالية لوزارة الصحة إلى أكثر من 300 مليون دينار.
وخلال الحفل، ألقت سعادة الأستاذة فائقة بنت سعيد الصالح، وزيرة الصحة، كلمة أعربت فيها – بالأصالة عن نفسها ونيابة عن جميع منتسبي وزارة الصحة – عن جزيل الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر على تفضل سموه برعاية هذه الاحتفالية، مقدرة لسموه ما تلقاه الوزارة من دعمٍ واهتمام للارتقاء بالخدمات الصحية في مملكة البحرين.
وقالت الصالح : "اليوم ونحن نحتفل بذكرى إنشاء مستشفى السلمانية الطبي، فإننا نستعيد مرحلة مهمة من مراحل بناء الدولة الحديثة في مملكة البحرين، ذلك أن سمو رئيس الوزراء وهو رجل دولة قد تسلح بحب بلاده وأبناء بلاده ووضع نصب عينيه النهوض بمستوى رقي جميع المواطنين وجميع الخدمات المقدمة لهم، حتى أصبح هذا الصرح مؤسسة طبية مركزية تقدم الخدمات للمرضى في كل مستوياتها، وتقدم أفضل العلاجات التشخيصية الأساسية بكل مراحلها ومتطلباتها الصعبة، وكذلك التدريب لطلبة الجامعات والكليات، ناهيك عما يضمه من كوادر بشرية مؤهلة، وأحدث الأجهزة التشخيصية".
كما استذكرت الوزيرة الصالح افتتاح المرحلة الثالثة من سمو رئيس الوزراء عام 1997 وما مثلته من نقلة نوعية وشاملة في توجه هذا المستشفى الذي أصبحت لديه رؤية واسعة استطاعت أن تقدم جميع متطلبات التنمية الصحية في مملكة البحرين للجميع.
وتابعت بالقول: "يشكل مجمع السلمانية الطبي إلى جانب مستشفى قوة دفاع البحرين ومستشفى الملك حمد الجامعي ومركز الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب، قاعدة قوية ومتينة ومتكاملة تسهم في تغطية حاجة المواطنين والمقيمين في المجتمع البحريني".
وفي نهاية الحفل، قام معالي الشيخ خالد بن عبد الله بتقديم هدايا تذكارية لعدد من الأفراد والجهات نظير دعمها وإسهاماتها الجليلة في تطوير الخدمات الصحية، وهي صندوق العمل "تمكين"، وشركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو)، والصندوق السعودي للتنمية، والصندوق الكويتي للتنمية، وبنك البحرين الوطني، وبنك البحرين والكويت، وشركة يوسف خليل المؤيد، ومجموعة علي حسين يتيم، وشركة إبراهيم خليل كانو، وشركة يوسف بن أحمد كانو، والسيدة صفية كانو.