بقلم :سلوى المؤيد
........................................
كان عمر بن الخطاب كخليفة للمسلمين يخاف كثيراً أن يحاسبه ربه على مدى إخلاصه لرعيته وتلبية احتياجاتهم حتى لوكان على حساب راحته ..وهكذا كان الرسول الكريم وبقية الصحابة رضوان الله عليهم .
في يوم شديد الحرارة،وجد عثمان بن عفان رجلاً يسوق جملين والهواء يلفحه ،فأشفق عليه ،وأرسل غلامه ليدعوه حتى يستظل ، فلما اقترب الرجل من هذا الرجل ، فوجئ بإنه الخليفة عمر بن الخطاب فسأله
"ما الذي أخرجك في هذه الساعة يا أمير المؤمنين "
فرد عمر "تخلف بكران من إبل الصدقة عن الحمى (المرعى) وخشيت أن يضيعا فيسألني الله عنهما ".
وعندما طلب منه عثمان أن يأتي ليستظل بسبب الحرارة الشديدةويشرب شيء من الماء أجابه عمر بن الخطاب
" عد إلى ظلك ومائك ياعثمان ،والله لو تعثرت عنزة بإعلى اليمن ليسألني الله لماذا لم أعّبد لها الطريق "
ومضى يسوق البعير في الوهج وعثمان بن عفان يقول:
"من أراد أن ينظر إلى القوي الأمين فلينظر إلى عمر بن الخطاب "
ورآه على وهو يركض وراء هذين الجملين في نفس الموقف فقال له عندما علم بهدفه
"لقد اتعبت الذين سيجيئون من بعدك ياعمر ".
فرد عليه عمر بن الخطاب
" والله لو أن دابة هلكت بإقصى أرض المسلمين لإخذ بها عمر يوم القيامة "
هكذا كان الخليفة عمر الزاهد يرى واجبات الحاكم وحرصه على المال العام وتجاوز ا هتمامه بشعبه إلى الحيوانات التي تحت رعايته كخليفة .
وكان الخليفة عمر بن الخطاب يعامل المسيحيين واليهود مثلما كان يعامل المسلمين ،يحنو على ضعيفهم ويرعى فقيرهم .
وفي يوم وجد شيخاًيتسول فسأله عن أمره ،فقال له الشيخ أنه من أهل الكتاب
فسأله عمر "من أي من أهل الكتاب أنت ؟"
فقال الرجل "أنا يهودي يا أمير المؤمنين "
قال عمر"وما ألجأك إلى هذا (التسول )"
قال الرجل "الجزية والحاجة والسن "
فأمر عمر فوراً إعفاء هذا اليهودي الشيخ دفع الجزية وخصص له مبلغاً من دخل الدولة
ثم أرسل هذا الخليفة الجليل العادل إلى عماله في الولايات أمراً قال فيه .
"إنظر هذا الشيخ وأمثاله فوالله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته (شبابه )ثم نخذله عند الهرم (الشيخوخة)"
لم يقل يهودي أو مسيحي لإنه لم يهتم بدينه ما دام من رعيته ،وهو يعطينا درساً في احترام الأديان فما بالك بالمذاهب الإسلامية .وأين يوجد من الحكام في ذلك الوقت من هم أكثر تسامحاً وحباً لإصحاب الأديان الأخرى الذين يعيشون معهم في الدولة مثل الحكام المسلمين بعد استقرار حكمهم .
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يختار من فقهاء الصحابة أوثقهم وأكثرهم التصاقاً بالرسول الكريم وكان علي بن أب طالب واحد منهم .
وكان يقول دائماً "أحبكم إلي من أهدى إلي عيوبي "
فهل كان حال العرب والمسلمين سيكون بهذا المستوى من الضعف والتشتت لو كانوا يسيرون على هدى أخلاق الصحابه وإيمانهم ومشاورتهم لحكماء الأمة وفقائها ومتخصصيها في مختلف العلوم وقبول أراء من يخالفوهم في سبيل مصلحة الأمه والإعتراف بإخطائهم والرجوع عنها لمصلحة الدولة .
كان عمر بن الخطاب كخليفة للمسلمين يأنس بعلى بن أب طالب رضي الله عنهما ،ويكثر من صحبته ..ورغم فارق السن الكبير بينهما إلاأنهما كانا صديقين حميمين متحابين ، يعرف كل واحد منهما قدر الآخر ،وكان عمر يقول دائماً "أقضانا علي "
وإذا صعبت عليه قضية ولم يجد علياًولم يطمئن قلبه إلى قضاء فيها يقول :
"قضية ولا أبا الحسن لها "
وكم من مرة قال عمر "لا أحياني بأرض ليس فيها أبو الحسن "
وكان علي بن أبي طالب يبادل عمر بن الخطاب رضي الله عنهما هذا التقدير ويروي دائماً ما سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم من فضائل عمر ،وكان علي يقول "خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه ، أبوبكر وعمر "
وكم من مرة عبر علي بن أبي طالب بتواضعه وحبه لعمربن الخطاب "عنما كان يقول ما كنا نبعدُ(نستبعد )أن تكون السكينة تنطق على لسان عمر وقلبه (وهو يعني بالسكينة الإلهام ).
والإجتهاد في الدين الإسلامي.
http://Www.salwaalmoayyed.com.bh