بقلم :سلوى المؤيد
وأصل إلى موضوع هام لإوضح الحقائق حول قضية "أرض فدك " التي خصصها الله سبحانه في "سورة الحشر" الآية ٦ للرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته للإنفاق على احتياجاتهم اليومية ، بعد أن قام الإيرانيون الصفويين بتشويه صورة أبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما بما دار حولها .
كانت "أرض فدك" مملوكة لبني النضير من اليهود حصل عليها قبل أن يستولي عليها الجيش الإسلامي بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ثم منح الله سبحانه الرسول قطعة من هذه الأرض لكي ينفق منها على نفسه وإسرته وسوف تظل هكذا حتى بعد وفاته دون أن يرثها أبنائه.. حسب قول النبي صلى الله عليه وسلم "الأنبياء لا يورثون " وهناك حديث يقول فيه الرسول "أنا معاشر الأنبياء لا نورث "وهذين الحديثان معترف بهما من علماء السنة والشيعة بإن الأنبياء لا يورثون المال وإنما العلم والحكمة
"وما فاء الله على رسوله فما أوجفتم عليّهن عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاءوالله على كل شيء قدير"الآية القرآنية (٦) سورة الحشر .
جاءت فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم تطلب من الخليفة أبو بكر الصديق خليفة المسلمين " أرض فدك " وما بقي من خمس خيبر كإرث من والدها صلوات الله عليه .
ورد عليها أبو بكر الصديق مطيعاً لما ذكره الرسول الكريم أمامه قائلاً
"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا نورث ما تركنا صدقة "."
ثم ذكر لها قائلاً"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إنما يأكل آل محمدصلى الله عليه وسلم من هذا المال "وإني لا أغير شيئاً من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت خلال عهده صلى الله عليه وسلم ."
ولم يمنح أبو بكر الصديق فاطمة الزهراء رضي الله عنها "أرض فدك "
وغضبت فاطمة لكنها رضت فيما بعد وبايعت أبا بكر الصديق مع زوجها على بن أبي طالب وماتت وهي راضية عنه ،بل لقد جاء أبو بكر الصديق لزيارتها وهي مريضةفسألها علي إذا كانت تقبل بزيارته ، فردت عليه بإنها تقبل به ،فدخل عليها يترضاها فقال لها :
"والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرةإلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت "
وفاطمة رضي الله عنها تعلم من والدها رسول الله صلي الله عليه وسلم أن المسلم لا يحل له أن يخاصم أخاه أكثر من ثلاثة أيام ..لذلك لا يمكن أن تخاصم أبو بكر الصديق كما قال القرطبي في سياق شرحه لهذه القضية.
وقد أكد حديث الرسول الكريم "إن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يوّرثوا درهماً ولاديناراً وإنما ورثوا العلم . العالم الشيعي "الكليني" في كتابه "الكافي"
إذ قال "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن العلماء هم ورثة الأنبياء ،وأن الأنبياء لم يورثوا ديناراًولا درهماًولكن ورّثواالعلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر
وقد تحدث عن هذا الحديث أيضاً المجلي في مرآة العقول (١١١/١)
فلماذا يتغاضى عنه الصفويين في مسألة إرث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما لم يمنح أبو بكر فاطمة الزهراء إرثها .
وعندما جاء عهد عمر بن الخطاب جاء علي بن أبي طالب والعباس إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يريدون إرث فاطمة الزهراء من والدها الرسول صلى الله عليه وسلم ..لكنه رد عليهمارضوان الله عليهم قائلاً :
"أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض،هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"لانورث ،ما تركناه صدقة"وعندما سأل علي والعباس إذاكانا يعلمان بذلك أقرا بذلك.
فقال عمر "فإني أحدثكم عن هذا الأمر،إن الله قد خص رسوله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يعطه أحداًغيره "ثم قرأ عليهم الآية (٦) من "سورة الحشر"ثم قال
" لقد جعل الله هذه الأرض خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ووالله ما احتازها دونكم (لاأستولي عليها منكم)"
وقد يدعي البعض أن النبي سليمان ورث والده النبي داودحسب قول الله سبحانه "وورث سليمان داوود " والإرث هنا ليس المال إذ كان للنبي داوودعدد كبير من النساء والأبناء حسب عادات ذلك العصر،فكيف يرث النبي سليمان وحده إرث النبي داوود ؟.
إذن الإرث كان هو النبوةوالحكمة اللتان أورثهما النبي داوود لإبنه النبي سليمان .
لقد كان أبو بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما يعطيان هذ المال من إنتاج الأرض إلى آل الرسول صلى الله عليه وسلم ..ولم يأخذوا منه شيئاً .
وظل الأمر كما هو بعد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ورفض الخليفة علي بن أبي طالب أثناء حكمه أن يرث الأرض لإن الصحابة من قبله لم يفعلوا ذلك حسب وصية الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك فعلاالحسين والحسن رضي الله عنهما.إذ لم يقبلا بهذا الإرث وظل للإنفاق على آل البيت .
http://Www.salwaalmoayyed.com.bh