ما زالت قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي تشغل الرأي العام العربي والعالمي، بعد مرور نحو أسبوعين على فقدان أثره، حيث تباينت ردود الأفعال العالمية على اختفائه، فبدأت بتهديدات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية على المملكة، إلا أن الرد السعودي جاء قويا ليؤكد على دور الرياض في الاقتصاد العالمي وأن الرد في حال فرض عقوبات عليها سيكون أكبر.

وسلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على قضية اختفاء خاشقجي، قائلة إن خطاب المملكة القوي قد يغضب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، مشيرة إلى إدانة الرياض لحملة المزاعم والأكاذيب التي تستهدفها واستغلال بعض الجهات قضية اختفاء خاشقجي لتحقيق أهداف لا علاقة لها بالبحث عن الحقيقة.

وقالت الصحيفة إن المملكة تتمتع بنفوذ هائل في الاقتصاد العالمي نظرا للاحتياطات السعودية الضخمة من النفط التي تساوي نحو 260 مليار برميل، مضيفة أنه اذا تم رفع الأسعار فهذا من شأنه التأثير على كافة الاقتصادات المتقدمة في العالم.

وتعد المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم حيث تضخ أو تنقل نحو 7 ملايين برميل يوميا، وتتمتع بقدرة على رفع الأسعار، وسلطت الصحيفة أيضا الضوء على مقال تركي الدخيل المدير العام لقناة العربية السعودية، الذي أكد أن الرياض تدرس 30 إجراء للرد على واشنطن في حال فرض عقوبات عليها، منها على سبيل المثال رفع أسعار النفط.

وأوضحت أنه إذا قامت المملكة بهذا الأمر سيكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي، ففي حالة اتخاذ المملكة قرارا برفع أسعار النفط سيؤثر ذلك بدوره على أسعار البنزين وكافة البضائع التي يتم نقلها بريا.

وأشارت إلى تصريحات ترامب التي قال خلالها إن أمريكا هي الخاسرة إذا أوقفت مبيعات السلاح للسعودية، قائلة إن 61% من واردات السلاح للمملكة تأتي من أمريكا ما يدعم آلاف فرص العمل في واشنطن، موضحة أن السعودية قد تتجه نحو روسيا والصين وهو ما يخشاه ترامب.

ونقلت "الجارديان" عن سيث فرانتزمان المحلل الأمريكي المعني بشئون الشرق الأوسط قوله إن السعودية مهمة جدا بالنسبة لأمريكا خاصة بالنسبة للإدارة الحالية التي تشن حربا ضد إيران، مشيرة إلى الموقع المتميز للمملكة جيوسياسيا واقتصاديا.