شارك وفد مملكة البحرين في اجتماع تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي (MESA) المعني بالتنمية والتعاون في مجال الاقتصاد والطاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، برئاسة سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، والذي عقد في سلطنة عمان الشقيقة، وذلك تلبية لدعوة سعادة السيد فرانسيس فانون مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية لشؤون الطاقة، وسعادة السفير الدكتور محمد بن عوض الحسان المكلف بتسيير أعمال وكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون الدبلوماسية.
وتكون وفد مملكة البحرين من ممثلين عن كل من وزارة الخارجية ووزارة المالية والاقتصاد الوطني، والهيئة الوطنية للنفط والغاز، وهيئة الكهرباء والماء، ومركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات".
وافتتح الاجتماع، بكلمات ترحيبية من معالي يوسف بن علوي بن عبد الله، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان، ومعالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسعادة السيد فرانسيس فانون مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الطاقة، تمحورت حول مرتكزات إقامة تحالف استراتيجي إقليمي، بهدف سيادة الاستقرار والرخاء.
وخلال الاجتماع، تم التطرق إلى دور التعاون من أجل التنمية في تعزيز مسارات الأمن الإقليمي. كما تم تقديم عروض من وزارة الطاقة الأمريكية، ومكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، إلى جانب احدى شركات الاستثمار الخاصة.
وأكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، في مداخلته، خلال الاجتماع، على أهمية تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، كونه سيسهم في تعزيز الأمن والازدهار في المنطقة، مؤكدًا على التزام مملكة البحرين بالمشاركة الفعالة في التحالف، لتحقيق أهدافه المرجوة.
ونوه وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، إلى أهمية التحالفات والشراكات بين الدول المسؤولة والداعمة للاستقرار في المنطقة وحلفائها في الخارج، لضمان منظومة الأمن الإقليمي، وخاصة في ظل التحديات التي تواجه دول المنطقة، وفي الوقت ذاته فتح آفاق واسعة للتعاون الاستثماري والاقتصادي، وتعظيم المنافع المشتركة.
وأفاد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، بأن مملكة البحرين تتطلع إلى ترسيخ إطار مؤسسي استراتيجي شامل، وشراكات فاعلة ممتدة، تتسم بتكامل واستدامة الأمن والتنمية، مشيرًا إلى أن الاستثمارات البينية في مجال الطاقة وتبادل الخبرات، تمثل مجالا خصبا للتعاون المشترك، مبيناً أن الاكتشافات النفطية وموارد الغاز التي أعلنتها مملكة البحرين العام الماضي، سوف تتيح فرصًا واعدة وكبيرة، لتدشين حزمة من المشاريع الاستثمارية الضخمة في قطاعات النفط والغاز، والبنية التحتية، والمواصلات، وتقنية المعلومات.
وأوضح وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، أن مبادئ وأهداف رؤية البحرين الاقتصادية 2030 وما حققته من نجاحات نوعية متراكمة، لم تقتصر على تعزيز قوة ومتانة الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات الخارجية فحسب، وإنما امتدت آثارها الإيجابية إلى مختلف المجالات الاجتماعية والتنموية، وفي مقدمتها الاستثمار في العنصر البشري وفق أعلى معايير الجودة والتميز.
وعلى هامش الاجتماع، التقى الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، مع السيد فرانسيس فانون مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الطاقة، حيث جرى مناقشة سبل تعزيز التعاون على الصعيدين الثنائي والإقليمي، بما في ذلك تعزيز الاستثمارات المتبادلة في مجال الطاقة.
وأكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن علاقات تاريخية وشراكة وثيقة تربط بين مملكة البحرين والولايات المتحدة، في ظل التحالف القائم بين البلدين الصديقين، لتعزيز التعاون الاقتصادي، ومكافحة الإرهاب، وضمان حرية الملاحة والأمن البحري، ومواجهة التدخلات والممارسات، التي تتنافى مع قواعد القانون الدولي.
وقال وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية: "إن اللقاء السامي الذي جمع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، مع فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة قادة دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية في مايو 2017، بمدينة الرياض، أكد أهمية الدفع بهذه العلاقات الوطيدة قدما إلى آفاق أرحب، على قاعدة الاحترام المتبادل والتفاهم والمنافع المشتركة".
ونوه الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، إلى الزيارة المثمرة والناجحة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، إلى واشنطن في نهاية نوفمبر 2017، والتي شهدت توقيع اتفاقيات تعاون بقيمة 10 مليارات دولار، توطيدًا للعلاقات الاقتصادية والاستثمارية المتطورة، خاصة في ظل اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، وريادة المملكة في مجالات الخدمات اللوجستية، والاقتصاد الرقمي الجديد.
وقد أبدى الجانبان، تطلعهما لما سيقدمه تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي من فرص واعدة وكبيرة، في سبيل الوصول إلى شرق أوسط أكثر استقرارًا وازدهارًا.