* الحلقة الخامسة من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : لا تحاضر إبنك إذا خالف حدوده
........................................
تتعدد الأساليب المتساهلة التي يستخدمها الآباء في تربية أبنائهم ..لكنني سأحاول أن أتناول أهمها ليتفاداها الآباء في تعاملهم مع أطفالهم
الخطب والمحاضرات :
لا تلقي محاضرة على إبنك إذا خالف قانون أو وقت يلتزم به وضعته له فهذا الأسلوب يعد من الأساليب السلبية في التربية ..خصوصاً إذا لم يتبعه ردع من الأب أو الأم على مخالفة الطفل ..فهذا الأسلوب يبعده عنك ولا يكترث بك مرة أخرى ..وهو يتظاهرأمامك بالإصغاء وأنه سيقوم بتنفيذه لوعده ..وهو لا يصغي ولا ينوي تنفيذ ذلك الوعد
وإليك مثال من واقع الحياة لنرى من خلاله خطأ هذا الأسلوب .
يسرا فتاة في التاسعة من عمرها .. كانت والدتها قد أفهمتها قبل خروجها إلى بيت صديقتها أنها تريدها في البيت عند السادسة مساء ..لإن ذلك الوقت مخصصاً لعشاء الأسرة كلها ..حيث يعمل كل من الأب والأم إلى الساعة الرابعة مساءً
لكن يسرا لم تعد إلا عند الساعة السابعة ..لإنها كانت متمتعة بوقتها مع صديقتها ونست موعدها الذي التزمت به لإمها وأبيها أوبمعنى آخر تناسته
قابلتها أمها عند باب البيت غاضبة بقولها :
" أين كنت إلى هذه الساعة ..ألم أقل لك عليك الحضور إلى البيت السا عة السادسة مساءً ..أنت تعلمين أننا ننتظرك لنتناول وجبة العشاء ..والدك وأخوك وأنا جائعين وأنت بلا مبالاة تتأخرين ساعة..ألا تفكرين فينا ونحن ننتظر عودتك ..لقد برد الطعام وعلي أن أقوم بتسخينه من جديد .. أي نوع من البيت سيكون هذا البيت إذا حضر كل شخص ليتناول العشاء متى ما أراد ..ألا ترين أنني أقوم وحدي بالإهتمام بهذه الأمور ولا يوجد من يساعدني وتابعت الأم "والآن إذهبي لتغسلي يدك وتعالي فوراً لنبدأ في تناول الطعام جميعاً "
هل كانت رسالة الأم واضحة ليسرا بإنها جاءت متأخرة ..هل قالت لها أنها لن تسامحها إن جاءت متأخرة مرة أخرى ..لم تسمع يسرا كلمة واحدة تفهم منها هذا المعني .
هل ستساعد هذه المحاضرة يسرا في فهم مسؤليتها حول قدومها في الوقت المحدد لها في المرة القادمة ..لا أعتقد ..بل بالعكس علمت يسرا من تعامل أمها السلبي مع الموقف أن التأخر ساعة عن المجيء ليس بالأمر الهام ..ولن تسمع بسببه إلا محاضرة من أمها فقط ..أي أنها إذا أرادت أن تلعب مرة أخرى فأنها تستطيع ذلك ..ليس ذلك فقط..وإنما سوف تعتمد على أمها التي ستقوم بتسخين العشاء لها ..وسيكون كل شيء معداً في انتظارها رغم تأخرها في عودتها ..أي أن أم يسرا أعطت ابنتها إضاءة صفراء وهذا يعني أنها تستطيع أن تتأخر إذا أرادت وسوف لن تترك يسرا الفرصة في أن تتأخر عندما ترغب .
تجاهل السلوك الخاطىء:
٢
وهذا أسلوب آخر سلبي في التربية يقوم على أساس تجاهل تصرفات الأطفال السيئة .
فالطفل يتصرف بطريقة سيئة أمام والديه وهما يحاولان تجاهله لكي يصاب باليأس ويتوقف .. لكن من يؤكد لنا أن الطفل سيتوقف من تلقاء نفسه مادام مستمتعاً بما يفعل ولا يجد أحد يردعه .
محمد طفل في الرابعة من عمرة ..كانت أمه في زيارة لجارتها وأخذته معها ..وجد محمد أن البيت مليىء بالإكسسوارات ..فأخذ يمسك هذه القطعة ليراها ..ويتركها ليمسك قطعة أخرى ..وصاحبة البيت تجلس على أعصابها مخافة أن يكسر الطفل اكسسوار مما حوله..ولا تستطيع أن تغضب على الطفل ..والأم تتجاهل ما يفعله طفلها على أمل أن يمل ويترك كل شيء ليجلس بجوارها ..لكن لماذا يترك محمد اللعب بهذه القطع وهو متمتع بها ؟..كان عليها أن تقول له بحزم أن هذه القطع التي حوله ليست للعب وتعطيه لعبة لديها ليلعب بها فوراً وبحزم .
التوجيهات الغير واضحة :
شيخة فتاة في السادسة عشر من عمرها ..قال لها والدها وهي خارجة إلى السينما مع صديقاتها :
" لا تتأخري كثيراً في العودة إلى البيت "
ماذا يعني الأب بكلمة متأخرة جداً ..هل هي الساعة التاسعة أوالعاشرة أو أكثر ..ومن يصمم على ذلك ..أليس على الأب أن يجلس مع إبنته قبل أن تخرج ويتفق معها على وقت محدد للعودة فيه
إن هذا النوع من الجمل التي يستخدمها الآباء مع أبنائهم تجذب الأبناء إلى اختبار مدى جدية آبائهم فيما يقولون ..وهل نعتقد أن شيخة إذا كانت تقضي وقت ممتع مع صديقاتها ستلتزم في العودة مبكرة ؟..أو ستتصل بوالدها لتطلب منه أن تظل أكثر ..لا أعتقد أنها ستفعل ذلك .
علينا با لإبتعاد عن جمل " إلعب بطريقة أقل خشونة مع أخوك " إذ كيف يمكن للطفل أن
يقد ر ماهو اللعب الأقل خشونة أو الأكثر خشونة ..إن هذه الجمل العائمة ترسل رسائل غير واضحة للأبناء ولا تفيد في تقويم سلوكهم ..أو تعليمهم الإحساس بالمسؤلية ..الأفضل هو توجيه جمل واضحة تحدد مسار سلوك الأبناءالصحيح .
ضرب الأبناء :
أن يضرب الأب طفليه إذا تشاجرا بصوت عال ..لا يعلمهما أسلوب عملي مفيد في إنهاء مشاجراتهم ..بل بالعكس يتعلم الأطفال من ذلك أن آبائهم الذين يعتبروهم قدوة لهم قاموا بضربهم ..فلماذا لا يضربوا بعضهم بعضاً ..أي أن أباهم علمهم أن يفعلوا ما يحاول أن يجعلهم يبتعدون عنه.
http://Www.salwaalmoayyed.com.bh