تناولت الصحف الإماراتية الصادرة، صباح اليوم الاثنين، عددا من القضايا والموضوعات الساخنة على الشأن المحلي والعربي الاقليمي والدولي
وأبرزت صحيفة «الخليج» مشاركة نحو 200 عالم دين ومفكر، في المؤتمر التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في القاهرة، وأكدت أنهم شددوا على على اتخاذ السبل لتعزيز الهوية الوطنية، لدى الأطفال والشباب في العالم العربي والإسلامي، في ظل وقوع شباب في براثن جماعات التطرف، وما تردده عناصر تلك الجماعات من فتاوى وأفكار تتسبب في عزل شبابنا عن مجتمعاتهم. وأشاد المشاركون في المؤتمر بجهود دولة الإمارات في مواجهة التطرف والتشدد بكافة أنواعه، ونشر ثقافة التسامح.
وأشارت الصحيفة الإماراتية إلى أن المؤتمر ناقش، أمس الأحد، دور الأسرة في مواجهة التطرف وتعزيز الانتماء الوطني، حيث أكدت آمنة نصير، العميدة السابقة بالأزهر، ضرورة أن تضطلع المرأة العربية بدورها، وتقوم برسالتها التربوية والأخلاقية وحماية أبنائها من أفكار جماعات التطرف والإرهاب.
ونقلت الصحيفة الإماراتية تأكيد شوقي علام مفتي مصر، أن منظومة الدولة الوطنية تواجه تحديات عديدة تحتاج إلى تحرك الأمة الإسلامية، لتعيد الأمور لنصابها الصحيح، مبينًا، أن الجماعات المتطرفة تلاعبت بقضايا عدة، ومنها قضية الانتماء للأوطان، والتي حقرت منها، وجعلتها مناقضة للإسلام.
وقال، إن فكر الجماعات المتطرفة لا ينبغي أن يكون له وجود في عقول وأذهان جماهير المسلمين، فهو فكر تخريبي، ويقف ضد قيام دولة وطنية قوية ومهما أطلق هؤلاء من فتاوى، وروجوا مزاعم فاسدة لن ينبغي أن نعطي لهم الفرصة.
وثمن عدد من الوزراء والمفتين وكبار علماء الأمة الإسلامية، المشاركين في المؤتمر، جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في نشر التسامح ومواجهة التطرف والتشدد الديني بكل أشكاله، مؤكدين لـ«الخليج»، عقب كلمة الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن التوجه الإسلامي المعتدل للدولة، محل تقدير علماء وجماهير المسلمين، مشيدين بالجهود التي تبذلها الإمارات.
وقال محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: إن الإمارات دولة رائدة وجهودها الدعوية متميزة، واستطاعت حماية مواطنيها، ومن يعيش على أرضها من فساد وانحراف جماعات التطرف الديني.
وقال الشيخ يوسف أدعيس، وزير الأوقاف الفلسطيني: التوجه العام للإمارات توجه معتدل، وفي ساحة العمل الإسلامي والفكري والثقافي أكثر اعتدالًا، فالدولة تتبنى نشر ثقافة التسامح، وكل فترة نسمع أو نقرأ عن مبادرة جديدة ترسخ التوجه العام للدولة، وتؤكد أن المجتمع الإماراتي يرفض كل صور التشدد الديني.
وثمن الشيخ أسد الله موافي، مفتي زامبيا، جهود الإمارات في العمل الخيري والإنساني تجاه المسلمين، وحرصها على نشر فكر وثقافة التسامح والوسطية في كل مكان تتواجد فيه.
وإلى الشأن الإماراتي، وتحت عنوان «على خطى المؤسس للمستقبل» .. كتبت صحيفة «الاتحاد» على خطى الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يمضي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في جولات تؤكد أن البيت دائما متوحد في ظل قيادة حكيمة تحرص على التواصل مع المواطنين في منازلهم ومجالسهم، ليزداد البنيان صلابة، وتقوى الأسس المجتمعية، وتتوارث الأجيال قيما ومبادئ ومنجزات.
وقالت، «هذه هي إماراتنا.. وهذه قيادتنا التي معها» تستمر مسيرة التنمية، وتعلو صروح المحبة، ويزهو الإيمان الراسخ بأن رفاه المواطن وسعادته أولى الأولويات»، كما قال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
واختتمت «الاتحاد» افتتاحيتها بقولها .. مع انطلاقنا بأقصى سرعة ممكنة صوب المستقبل، فإننا متمسكون بجذورنا وقيمنا بقدر تطلعنا للغد بتفاؤل وأمل من أجل الأجيال المقبلة.
وعلى الشأن الإقليمي، وتحت عنوان «مطلوب إدانة دولية للحوثي» .. قالت صحيفة البيان «إن دولة الإمارات أكدت ، تمسكها بالحل السياسي للصراع اليمني، وأن العملية السياسية هي فقط التي يمكن أن تؤدي إلى سلام دائم في اليمن.»
وأضافت أنه في رسالتها إلى مجلس الأمن الدولي أكدت دولة الإمارات والتحالف العربي مرة أخرى، الالتزام باتفاق استوكهولم ودعم جهود المبعوث الأممي.
وأوضحت أن المشكلة الكبرى المستعصية على الحل هي أن الميليشيات الانقلابية الإيرانية لا تحترم القانون الدولي، ولا تعطي أي اعتبار للمجتمع الدولي ولا لجهود الأمم المتحدة المستمرة من أجل الحل السياسي في اليمن
وأشارت إلى أن دولة الإمارات أدانت هذا الاعتداء على لسان معالي الوزير أنور قرقاش الذي قال: " يجب أن يكون هجوم الحوثي على قافلة الجنرال كاميرت بمثابة دعوة للاستيقاظ موجهة إلى المجتمع الدولي".
ومن جهة أخرى، وتحت عنوان «ليست سوريا وحدها مهددة» .. قالت صحيفة «الخليج» إنه لسوء حظ العرب أن الجغرافيا تلعب أحيانا دورا سلبيا، وأحيانا مدمرا في العلاقات بين الجيران، بدل أن تشكل الجغرافيا عاملا للانسجام والتعاون.
وأشارت إلى انه أمامنا نموذجان يعبران عن هذا الواقع، هما التركي والإيراني، حيث تلعب الأطماع الاستعمارية والإحساس بالقوة دورا في تشويه هذه الجغرافيا وتمزيقها وتحويلها إلى عامل توتر واستفزاز وعدوان من خلال الاعتقاد بأن عجلة التاريخ يمكن أن تعود إلى الوراء وتحيي إمبراطوريات زالت ثم بادت، لكنها لم تفارق عقول حكام يعتقدون بأنهم يستطيعون تطويع الحاضر في خدمة الماضي
وأضافت أن المثال التركي الذي نعيش فصوله في الأرض السورية تحديدا، يقدم النموذج الفاقع للفكر العثماني الذي تتقمصه القيادة التركية حاليا، والتي تكشف عما تضمره أنقرة تجاه سوريا والعراق أيضا.
ورأت أن إعلان المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي قبل أيام أنه " يجب عدم السماح للنظام السوري بشن أي استفزازات تطال منبج، ولا بد من منع دخول قواته إلى منبج، بدعم من الأكراد"، في تكرار لمواقف سابقة لمسؤولين أتراك بمنع الدولة السورية وقواتها من الدخول إلى إدلب ..إنما يكشف عن أن تركيا تتخذ من المسألة الكردية غطاء لتحقيق أطماعها في الأراضي السورية، وهو أمر لم يعد خفيا أو مستترا
وتابعت أن أنقرة لا تسمح للجيش السوري بدخول منبج وإدلب وغيرهما من مناطق شمال شرقي سوريا، وكأن هذه المناطق غير سورية وليس لدمشق حق ممارسة سيادتها على هذه المناطق، في انتهاك مكشوف للقانون الدولي والعلاقات الدولية وعلاقات حسن الجوار، بما يعنيه ذلك من ممارسة صريحة لاحتلالها مباشرة أو من خلال أدوات تأتمر بأوامر تركية. بل إن أنقرة تسعى لتثبيت احتلالها من خلال السعي لإعلان منطقة آمنة داخل الأراضي السورية بعمق 30 كيلومترا، وهو ما ناقشته مع الإدارة الأمريكية مؤخرا، وما ستناقشه يوم 23 الجاري في قمة بوتين - أردوغان.
ولفتت إلى أن تركيا تتصرف وكأن أرض شمال شرقي سوريا هي أرض تركية، وليست أرضا عربية، وهي تتصرف كذلك مستغلة تعقيدات الأزمة السورية وظروفها، وتداخل مصالح القوى الدولية المنخرطة فيها، وحاجة هذه القوى للدور التركي في علاقاتهما الإقليمية والدولية.
وقالت لم تغب عن قادة تركيا منذ وصول " حزب العدالة والتنمية" إلى السلطة في مطلع العقد الماضي أحلام الخلافة العثمانية، بل كانوا وما زالوا يطمحون إلى استرداد مجد غابر على حساب العرب وأرضهم تحديدا.
ونبهت "الخليج " في ختام افتتاحيتها .. إلى أنه ليست سوريا أو العراق هما المستهدفان، إنما الأمة العربية بأكملها.. متسائلة فهل لنا أن نعي حجم الخطر الذي يتهددنا ونلم الشمل ونوحد المواقف قبل أن يكتب التاريخ أننا فرطنا في أرضنا وحقوقنا؟.
من جانب آخر وتحت عنوان " الواقعية السياسية " .. قالت صحيفة "الوطن " إن السياسة فن الممكن، وليست أوهام المفلسين الذين يفتقدون كل شيء ويعيشون في حالة انفصال دائم عن الواقع، والأحلام البغيضة التي لا توجد إلا في مخيلاتهم، كما أن تحقيق المصالح هو قاعدة ثابتة في جميع العلاقات حول العالم، ولا توجد دولة يمكن أن تعيش بمعزل عن الآخرين، ولهذا ينظم العلاقات بين الدول قانون ملزم للجميع، يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ويؤكد ضرورة احترام السيادات والعلاقات القائمة على الندية.
وأضافت اليوم بات المشهد يغص بمئات وربما آلاف المحللين السياسيين، الذين يبنون بيوتا في الوهم، وقلاعا في الفضاء الإلكتروني الذي نجد أنفسنا في حالة اضطرارية للاطلاع عليه، ولاشك أن الدول التي ابتليت بما سمي «الربيع العربي»، وما هو إلا وباء مدمر، كانت ميدانا للكثير من الوجوه التي تنظر وترسم نتائج وتحاول تحريف الحقائق والتغني ببطولات لا وجود لها، ومحاولات متواصلة لتبييض القتلة والإرهابيين والمجرمين، والعمل وفق أجندات.
وتابعت بعضهم وجدها فرصة للتنطح والظهور وطلب الشهرة فانطلت «الكذبة» على أصحابها، وبتنا أمام ظواهر صوتية مقززة في الكثير منها، وتكرار ممل وتحليلات كمن يصرخ في الهواء وهو يقف في مكان معزول.. قسما من هؤلاء انجرفوا بعيدا بما دأبوا عليه واعتقدوا فعلا أنهم ثوار وأبطال وصناديد أو بغرض الاستفادة المادية.. آخرون – وهم من الأخطر- لعبوا على العامل الديني وكانت وظيفتهم تحريف نصوص الدين الحنيف، وإخراج فتاوى كثيرة عن سياقها، ومحاولة إسقاطها على الواقع المأساوي لتبرير القتل والإجرام والإرهاب
وأوضحت أنه لهذا ابتليت المنطقة تباعا بعشرات المليشيات والمأجورين، وبدورها وجدت مطبلين وهتافين وأصواتا تحاول تبرير ما تقوم به، ولأن سنوات الأزمات طويلة ولم يعد أحد إلا وتابع وعرف ما يحصل وحقيقة ما يجري، يواصل هؤلاء استخدام حتى المصطلحات التي فقدت بريقها من شدة الاستهلاك كـ " الثورية والبطولة " وغير ذلك الكثير
وخلصت «الوطن» في ختام افتتاحيتها إلى أن الكثير من الدول تستعيد عافيتها بفعل المواقف الصادقة من الأشقاء الذين تهمهم مصلحة الشعوب ومستقبل أجيالها، أما الغرباء عن الأمة من الذين عولوا على الشر واعتقدوا أن الدول العربية " كعكة " سيتقاسمونها