تطلق منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) يوم 29 يناير الجاري رسميا الاحتفال بالسنة الدولية للجدول الدوري للعناصر الكيميائية، حيث وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 72 على اقتراح يونسكو بأن يكون عام 2019 العام الدولي للجدول الدوري للعناصر الكيميائية.
وأشارت الجمعية العامة في إطار قرارها إلى أهمية زيادة الوعي العالمي بدور العلوم الأساسية، ولاسيما الكيمياء والفيزياء، إذ ترسي هذه العلوم الأسس اللازمة لإيجاد الحلول للعديد من التحديات الإنمائية التي تواجهها الدول الأعضاء في تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠، وتوفير حلول للتحديات العالمية في مجالات الطاقة والتعليم والزراعة والصحة، ودور الإنجازات الكبيرة للجدول الدوري للعناصر في ذلك.
وذكر المركز الصحفي للأمم المتحدة أن 2019 يصادف مرور 150 سنة منذ إنشاء هذا الجدول من قبل العالم الروسي دمتري مندليف، الذي يعد أحد مؤسسي الكيمياء الحديثة، ما سيتيح فرصة فريدة لإبراز طابع الاستمرارية الذي تتسم به الاكتشافات العلمية في مختلف السياقات مع التركيز بوجه خاص على ترويج تعليم العلوم على كل المستويات لدى الشابات والشبان، ولا سيما في البلدان النامية بما في ذلك في إفريقيا.
ويلاحظ أن عام ٢٠١٩ تتزامن مع الذكرى السنوية لسلسلة من المحطات البارزة والمهمة في تاريخ الجدول الدوري للعناصر الكيميائية، وتحديدًا قيام الكيميائي جابر بن حيان بعزل الزرنيخ والإثمد قبل زهاء ١٢٠٠ عام، واكتشاف الفسفور قبل ٣٥٠ عامًا، وقيام لافوازييه في عام ١٧٨٩بنشر قائمة تضم ٣٣ عنصرًا كيميائيًا مصنفة في مجموعات سماها غازات وفلزات ولافلزات وترابيات، واكتشاف يوهان فولفغانغ دوبيراينر قانون الثلاثيات في عام ١٨٢٩.
ويكمن الإنجاز الكبير الذي حققه مندليف في عام ١٨٦٩ في أنه تنبأ بخواص خمسة عناصر ومجموعاﺗﻬا، وترك مكانا شاغرا في الجدول الدوري للعناصر التي ستكتشف لاحقا.
وبالإضافة لليونسكو سيدعم احتفالات عام 2019 عدد من الاتحادات العلمية الدولية مثل: المجلس الدولي للعلوم (ICSU)، والرابطة الأوربية للعلوم الكيميائية والجزيئية (EuCheMS)، والاتحاد الفلكي الدولي (IAU)، والاتحاد الدولي لتاريخ وفلسفة العلوم والتكنولوجيا(IUHPAST) .
والجدول الدوري مختص بعلم الكيمياء، يعرض فيه العناصر الكيميائية مرتبة حسب تزايد أعدادها الذرية، كما تتواجد فيه العناصر المتشابهة في خواصها الكيميائية مرتبة على شكل أعمدة، ويقسم الجدول إلى مجموعات تتوزع فيها العناصر البالغ عددها 118 عنصرا كيميائيا، حيث تصنف العناصر من 1- 98 بأنها موجودة في الطبيعة، أما بقية العناصر من 99 - 118 فإنها من صنع الإنسان وتصنع في المختبرات فقط.
وخضع الجدول الدوري لتحديثات على يد الكيميائي هنري موزلي عام 1911، حيث قام بإعادة ترتيب العناصر وفقًا لعددها الذري، ومع تقادم الزمن أحدثت عليه عدة تعديلات بعد كل مرة تكتشف فيها عناصر جديدة.
وتكمن أهمية الجدول الدوري باستخداماته في مختلف مناحي الحياة للعلماء وطلاب الكيمياء في تقديم تفصيل واضح للخصائص الكيميائية، والفيزيائية للعناصر الكيميائية، والاختلافات بين المجموعات.