آخبار عاجل

كلمات في حق مصر

25 - 01 - 2019 12:00 1438

غانم بن فضل البوعينين

............................

 

يراودني منذ زمن أن أكتب عن العزيزة مصر‏,‏ ودورها بالمنطقة‏,‏ ومكانتها في التاريخ‏,‏ بعد أن قضيت زمنا في السفر إليها وقضاء الأوقات الجميلة بين أبناءها‏,‏ في مهمات رسمية يتخللها عطلات‏,‏ قربتني أكثر من روحها وشعبها‏.‏

 

إن مكانة مصر كبيرة في التاريخ, ودورها رائد في المنطقة, وعطاءها للأمة غزير ومتجدد دائما, فمئات الألوف من العرب تعلموا في الجامعات المصرية, أو علي أيدي المدرسين المصريين, وكثير منهم درس بجامعات مصر بشكل مجاني تقريبا, وكانوا يحصلون علي مكافآت التفوق مثل أقرانهم المصريين, وبلاد الخليج وغيرها من البلدان تتشرف باستضافة المعلمين والمستشارين والخبراء المصريين في المجالات كافة, الطب والقانون والسيآسة والاقتصاد والاجتماع, والبني الدستورية والقانونية بدول عربية عديدة وضعها مصريون, وخططها مصريون, ويشرف عليها مصريون.


إن الإقرار بدور مصر, لا ينبع من حس شوفيني, ولا وازع عنصري, بل يستند لكريمها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة, فهي الدولة التي شرفها الله سبحانه وتعالي وذكرها في القرآن أكثر من غيرها, وجاءات الآيات في مواضع كثيرة تتكلم عنها... يقول تعالي ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين, اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتهم, وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه, وقال تعالي قولا عظيما عن النعيم الذي كان فيه فرعون وقومه بمصر حيث قال كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين وقال فرعون مفتخرا بمصر أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي.


أما سيد الخلق ومعلم البشرية محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم, فقد قال عن مصر: ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرا, فإن لكم منهم صهرا وذمة, وقال: ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا, فإن لهم ذمة ورحما فالرحم هي هاجر أم سيدنا إسماعيل بن سيدنا إبراهيم عليهما السلام, ولهذا فإن المصريين هم أخوال العرب. وأما الذمة فإنها من جهة مارية أم إبراهيم ابن النبي صلي الله عليه وسلم, وشرف الله مصر علي مر التاريخ بأنها مركز محرك وفاعل في أطوار الرسالات السماوية, بما يشير الي دورها التاريخي.


ولهذا, فإننا لا نستغرب أن ينظر الجميع إلي مصر, في أوقات الكوارث والمحن والاحن, فهذا قدرها ومصيرها وعندما نزل بالأمة البلاء, واجتاحت جيوش الصليبين ارض الشام, واخضعوا البلاد لحكمهم, واغتصبوا اراضي المسلمين بما فيها بيت المقدس, انتفضت مصر مرة اخري بزعامة الناصر صلاح الدين ونفضت غبار الخنوع والاستسلام, وسارت الجيوش من ارض الكنانة إلي ارض الشام, وفي العصر الحديث استمر الدور المصري في الدفاع عن الأمة وصد الأخطار المحدقة بها, فقامت بمساندة أشقائها العرب, وأمدتهم بالعون المادي والسياسي والمعنوي, وكان لها دور مشهود في تحرير البلاد العربية من ربقة الاستعمارين, البريطاني والفرنسي, وتمكنت من صد العدوان الثلاثي.


وختاما.. هذه بعض كلمات أحببت أن أقولها في حق مصر, التي أعتز بها وأتمني لها العزة, واسأل الله سبحانه أن يحفظها وأبناءها, ويحفظ بها الأمة.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved