قال سفير مصر بباريس ومندوبها الدائم باليونسكو السفير إيهاب بدوي، إن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى القاهرة هي إنعكاس للعلاقات الممتازة بين مصر وفرنسا وما شهدته من تطور وتنوع منذ عام 2014. وأبرز السفير إيهاب بدوي - في حوار أجرته معه مجلة (لوبينيون) الفرنسية بمناسبة الزيارة المرتقبة للرئيس إيمانويل ماكرون الى القاهرة - التعاون بين البلدين في مجالات عديدة بينها النقل والري والصناعات الغذائية ، وكذلك ما تحققه الشركات الفرنسية العاملة في مصر من معدلات نمو سنوية مرتفعة تصل الى %30 ، مشيرا الى إنفتاح السوق المصري أمام كافة المنتجات الفرنسية المعروفة بجودتها ، والى الصورة الطيبة لدى المصريين عن فرنسا التي تعاونت لإنجاز مشروع مترو الأنفاق في مصر ، وكذلك لما لها من مواقف سياسية معروفة ومستقلة ، لا سيما معارضتها لغزو العراق. وعبر السفير ايهاب بدوي عن تقديره للاهتمام الفرنسي بمشروع المتحف المصري الكبير، معربا عن أمله في أن يشهد هذا الصرح الثقافي المصري العظيم ، المقرر إفتتاحه في عام 2020 ، حضورا وإسهاما فرنسيا هاما. من ناحية أخرى ، لفت بدوي الى أن الوضع في المنطقة في غاية الصعوبة ، لا سيما وأن مصر لديها حدود مشتركة مع ليبيا تمتد لنحو 1200 كيلومتر، مؤكدا أنه باستثناء مصر لم يعد هناك تقريبا دول مستقرة في المنطقة ، مشيرا الى الأزمات في سوريا ، وكذلك في العراق التي تسعى لاستعادة استقرارها. وأضاف أن مصر ، بتعداد سكانها البالغ مئة مليون نسمة ، كادت أن تسقط خلال الفترة من 2011 الى 2013 ، وهو ما كان سيفضي الى تداعيات سيئة للغاية في المنطقة. وقال إن مصر وفرنسا تعملان سويا في الملف الليبي ، وبينهما تطابق شبه تام في وجهات النظر حول الحاجة لإستعادة الإستقرار في ليبيا وتأمين حدودها البرية والبحرية والقضاء على الارهاب الذي تعاني منه المنطقة. وحول دور مصر في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط ، أشار بدوي الى أن مصر تسعى منذ نهاية سبعينات القرن الماضي الى إرساء السلام باعتباره الخيار الوحيد الممكن ، حتى وإن كانت الظروف ليست بالضرورة مهيأة لذلك ، مشددا على الحاجة الى أن تبدي كافة الأطراف المعنية ، وكذلك الرأي العام الاسرائيلي في غالبيته العظمى ، الرغبة في إحلال السلام ، وعلى شرط تحقيق المصالحة الفلسطينية حتى يتسم المسار التفاوضي بين اسرائيل والفلسطينيين بالجدية. وفيما يتعلق بأولويات مصر خلال رئاستها الدورية للاتحاد الأفريقي في فبراير المقبل ، وما اذا كان هناك تطابق في وجهات النظر مع فرنسا إزاء الملفات الأفريقية الكبرى ، أكد السفير إيهاب بدوي أن أولويات مصر هي نفسها أولويات الدول الأفريقية التي تريد بشدة إحراز تقدم حقيقي في إحلال السلام والأمن في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها ، مؤكدا سعي مصر نحو العمل لتنمية التعاون الإقتصادي بين البلدان الأفريقية عبر الاستفادة الفعلية من المناطق الاقتصادية للتبادل الحر ، بغية توفير حياة أفضل لأبناء القارة الأفريقية.