أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، التزام المنظمة الدولية الدائم بمكافحة معاداة السامية وكل مظاهر الكراهية والتمييز، مشددا على الحاجة إلى التعلم من دروس المحرقة (الهولوكوست).
جاء ذلك خلال كلمة الأمين العام في ذكرى إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست، في كنيس بارك إيست اليهودي في مدينة نيويورك، محذرا من "عودة معاداة السامية بأنحاء العالم".
وقال: "كما نعرف جيدا، حيثما توجد كراهية لليهود، فإن كراهية الآخرين تكون قريبة أيضا. في الواقع، نرى في جميع أنحاء العالم زيادة مزعجة في أشكال التعصب الأخرى. الهجمات على المسلمين آخذة في الارتفاع. والتعصب ينتشر اليوم بسرعة البرق عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي."
وأضاف غوتيريش أن مجموعات الكراهية تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي لربط المتعصبين ذوي الأفكار المتشابهة عبر الحدود، كما تتحول الكراهية إلى اتجاه سائد في الأحزاب السياسية الرئيسية، حيث تضم بعض الأحزاب المتطرفة أفكارا كانت تعتبر منبوذة.
وأشار الأمين العام إلى زيادة حوادث معاداة السامية في الولايات المتحدة بنسبة 57% عام 2017، وفي أوروبا أيضا تعرض 28% من اليهود في العام الماضي إلى شكل من أشكال المضايقة لكونهم يهودا.
وأعرب عن انزعاجه إزاء تلاشي معرفة الكثيرين في أوروبا بمحرقة اليهود بحسب الاستطلاعات. وقال إن التحدي الملّح الذي يواجهنا اليوم هو أن نستمع إلى دروس فترة تم خلالها تجاهل كرامة الإنسان من أجل إيديولوجية عنصرية".
ويحتفل باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود (الهولوكوست) في الـ 27 من يناير من كل عام، ذكرى تحرير معسكر الموت في أوشفيتز - بيركيناو.
وشدد الأمين العام على أهمية تمريرإرث المحرقة للأجيال القادمة، قائلا إن "التعليم أمر بالغ الأهمية. يجب أن نعلم أطفالنا أن يحبوا قبل أن يعلمهم الآخرون أن يكرهوا."
وكرر التزام الأمم المتحدة القوى بأن تكون في طليعة هذا العمل، مستدلا بأنشطة برنامج التوعية بالمحرقة في العشرات من البلدان، وتكليفه مستشاره الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية بوضع خطة عمل عالمية لتعميق جهودنا لمكافحة خطاب الكراهية.
كما أوضح الأمين العام أهمية معالجة جذور المخاوف والغضب التي تجعل الناس عرضة للشعوبية والنداءات المثيرة للانقسام من قبل الشخصيات السياسية الانتهازية ويعني هذا، العمل من أجل عولمة عادلة وبناء مجتمعات ديمقراطية، والتأكد من أن الحكومات والمنظمات الدولية تظهر أنها تهتم بالناس ومتفهمة لاحتياجاتهم وتطلعاتهم."