الحلقة الـ 17من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : كيف ننمي مسؤلية أداء الواجبات لدى الأبناء
...............
تناولت وظائف الأبناء ووظائف الآباءالتي يقومون بها وتعيق حدوث التوازن المطلوب في أداء الأبناء لواجباتهم الدراسية ..بقي أن نذكر كيف يعيق المدرسين حدوث ذلك التوازن المثمرالذي ينمي لدى الأبناء تحمل هذه المسؤلية الهامة .
وهي الآتي
١ــأن يحاضر المدرس الطالب ويحثه أويجبره لكي يقوم بالواجب المدرسي
٢ــ تذكير الطالب عدة مرات لكي يهتم بدروسه
٣ـ يضع المدرس للطالب وقت اضافي أو أن يمنحه عدة درجات أو فرص أخرى لكي يؤدي خلالها واجباته
٤ــ يجعل الواجب أكثر سهوله على أمل أن يقوم به الطالب في وقته
٥ــ يطلب من الأب والأم أن يشاركوا أكثر في مساعدة إبنهما لكي يحل واجباته المدرسية
٦ــ يوفر مكافآت خاصة للطالب لكي ينهي واجباته المدرسية
ــ يشعر أنه مسؤول عن فشل الطالب في فصله
إن مشكلة عدم التوازن في أداء الأدواربالنسبة لقيام الطالب بواجباته المدرسية في البيت تصبح مزمنة إلى درجة لا يلاحظها الآباء ولا الأبناء ولا المدرسين..لإنها تتسلل تدريجياً في ذلك النظام بطريقة لا شعورية..وعندما يكتشف الآباء المصيدة التي وقعوا فيها والتوتر الذي يحدثه عدم إحساس أبنائهم بمسؤلية قيامهم بواجباتهم المدرسية يكونون قد ساهموا لا شعورياً في توطيد روح اللامسؤلية لدى أبنائهم بالنسبة لهذه الواجبات.
شعرت والدة فواز بالحيرة وهي تجلس مع الخبير التربوي أثناء شرحه لها ما يعيق اعتماد ابنها على نفسه في هذا الأمر. فسألته
" هل معنى هذا أنني ووالده كنا مخطئين عندما كنا نذكره بإداء واجباته أو كنا نساعده في إنجازها
أجابها الخبير " بالطبع ..لكنك تستطيعين تعديل ذلك بتوزيع الأدوار بينكما وبين أبنكما ومدرسيه بطريقة أخرى تجعله مسؤلاً عن واجباته ..عليك أولا أن لا تقومي بواجباته عنه ..والقيام بالدور المطلوب منك فقط .. إذ ما فائدة الواجب المدرسي للطالب إذا قام به والديه بدلاً عنه ..أو لم يشعر بالمسؤلية تجاهه .
ردت الأم " لكني إذا لم أساعده لن يؤديها
قال الخبير " أعلم ذلك ..لكنه لن يبدأ بمسؤليته إلا إذا تحمل عواقب إهماله في النظام الذي ستضعيه له أنت ووالده لكي يتحمل مسؤليةأدائه لهذه الواجبات ..إذ كل ما يفعله الآن .. هو تحمله لحثكما ومحاضراتكما ثم يصبح حراً فيما يفعل لا يتحمل نتيجة إهماله في أداء تلك الواجبات ."
وكان الخبير بينه وبين نفسه يعذر الأم والأب على ما قاما به في الماضي لإن المدرسات كن يحثاهما لكي يساعداإبنهما في أدائه لواجباته ..ولم يعلمهما أحد ما هي الحدود التي عليهما الوقوف عندها في مساعدتهما لإبنهما ..وانتبه لسؤال الأم
" والآن ..كيف يمكننا أن نجعله يتحمل هذه المسؤلية ؟"
(٢)
قال الخبير" وهذا ما سأعلمكما القيام به ليحدث التوازن المطلوب لكل طرف من الأطراف الثلاثة ابنكما وأنتما ومدرسيه .. إن واجب الوالدين يتحدد في أن يكونا عاملاً ميسراًومشجعاً وداعماً فقط ..أي دوراً مختصراً أهم ما يقوم عليه أن يحددا الحدود التي على إبنهما الإلتزام بها ..ما عليهما إلى جانب ماذكرت إلا أن يوفرا له ما يحتاجه فيما عهد إليه من واجبات مدرسية ..لكن وظيفتهما تقف عند ذلك الحد فقط والباقي يقع على عاتق الإبن القيام به "
علقت الأم قائلة
" علينا إذاً أن نضع له وقتاً محدداً ومتتابعاً .. ومكاناً معيناً يقوم فيه بإداء واجباته المدرسية
سأل الأب " و كيف سيفرق ذلك عما كنا نقوم به من قبل لكي يشعر فواز بالمسؤلية ؟"
قال الخبير " هذا سؤال جيد سأجيب عليه من خلال تحديد الأوقات والأماكن لكي يؤدي الإبن واجباته في نظام التوازن في الأدواربالنسبة لإداء تلك الواجبات مثلما شرحت ذلك من قبل .
عندما يختار الآباء الوقت المناسب ليؤدي أبنائهم خلاله واجباتهم الدراسية عليهم أن يضعوا ثلاثة اعتبارت أمام أعينهم
أولاً ــ اختيار الوقت المناسب الذي يمكن للأبناء الإلتزام بإداء الواجبات خلاله يومياً ..الواجب المدرسي يجب أن يكون روتين يومي وعادة على الأبناء القيام بها بشكل منتظم ..بهذه الطريقة نكون كآباء قد ساعدنا أبنائنا على تطوير عادات أداء الواجبات المدرسية .. وكلما بدأ الأبناء واجباتهم خلال اليوم بشكل مبكر سيكون ذلك أفضل لإنهم يكونون أكثر انتعاشاً وذكاء من أن يبدأوا متأخرين ..وسيكون لديهم دافع لإن ينتهوا سريعاً لكي يشاهدوا أفلامهم المفضلة في التلفزيون أو قراءة كتاب أو اللعب مع الأصدقاء ..كما أن أداء الأبناء للواجبات ليلاً لا يدع للآباء الفرصة لكي يعاقبوهم ليتحملوا نتائج أفعالهم .
والوقت المناسب يكون بين ٤:٣٠و٥:٣٠ مساءً وبذلك يتمكن الطفل من تعلم وضع خطة ليدير بها أدائه لواجبه ..وسيوفر لكل من الآباء وأبنائهم وقتاً ممتعاً معاً دون تو تر وإلحاح من الآباء على أبنائهم لكي يؤدوا واجباتهم المدرسية .
http://Www.salwaalmoayyed.com.bh