آخبار عاجل

كيف يتعلم الطفل حل مشاكله بنفسه.. لـ « سلوى المؤيد »

31 - 01 - 2019 12:00 1706

الحلقة الـ 20 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : كيف يتعلم الطفل حل مشاكله بنفسه ؟.

 .         .........................................................................                                                                                

تكمن  أهمية  رسائلنا المشجعة لإبنائنا  في  مقدرتهم علي تطوير شخصياتهم وتعاونهم معنا أو مع غيرنا .. وكذلك قدرتهم على  حل مشاكلهم واتخاذ قراراتهم باستقلاليه على أن تكون أفعالهم  مقبولة  منا ومن المجتمع  .. كما تشعرهم  أنهم جزء من العائلة  ..

هذه الطرق في معاملة الأبناء هي التي توضح الفرق بين  تعاون   الأبناء مع آبائهم ..لكن نجاح هذه الطريقة تعتمد إلى حد كبير على  الهدف الذي يريد الآباء أن يصلوا إليه من هذا التشجيع  ليتم التطوير في شخصية  الأبناء .

وهنا نجد ضرورة  تعلم  الأبناء مهارة حل  مشاكلهم بإنفسهم..وهم لن يتعلموا ذلك  بإن نحل لهم هذه المشاكل..  وإنما عن طريق تطبيقهم للطرق التي نعلمهم إياها ..وتكرارها بالتمرين حتى يجيدوها .

لنفترض أن أب يريد أن يعلم إبنه ركوب الدراجة..سيعلمه في البداية كيفية الركوب ..وسيشرح له الخطوات نظرياً ثم سيعلمه  كيف يطبقها عملياً ..لكنه لن يكتسب مهارة ركوب الدراجة إلا بعد أن يتمرن عليها  حتى يتقنها ..وبهذا الأسلوب يتعلم الطفل في أي مجال أي مهارة جديدة  .

وحل المشاكل مهارة يجب أن يتعلمها الطفل أيضاً لكي يطبقها ولا يجيدها إلا بالتمرين ..وواجبنا كآباء أن نوفر  لإبنائنا المعلومات اللازمة  وعلى الأبناء أن يطبقوها في البداية تحت إشرافنا ثم عليهم بالتمرن عليها  وحدهم لكي يتقنوها كمهارة .

إذن توجد أربعة طرق تكمل كل واحدة منها الأخرى .. تمكننا كآباء من تعليم أبنائنا فن مهارة حل مشاكلهم بإنفسهم لكي يثقوا بإنفسهم وقدراتهم  ويكونوا  أصحاب شخصية مستقلة ومتوازنة نفسياً  هي :

١ــ معلوماتنا  أحياناً لا تكون كافية فماذا علينا أن نفعل ؟

٢ــ أن نضع مثل أعلى للطفل لتصحيح  سلوكه السلبي

٣ــ أن نشجع أبنائنا بتكرار المحاولة 

٤ــ اكتشاف  الآباء الخيارات مع الأبناء..ليختار الأبناء أفضلها في  نظرهم

ولنبدأ بالطريقة الأولى لكي نوضح أسلوب استخدامها عن طريق أمثلة من الحياة .

 نورة طفلة في السادسة من عمرها ..كانت مشكلتها أنها تأخد وجبة الغداء معها من البيت إلى المدرسة ..لكنها تعود وقد أخذت زميلاتها أفضل ما لديها من طعام .. دخلت الأم على  الخبير التربوي وهي في حيرة تتسائل  لكي يجد لها حلاً لمشكلة إبنتها لإنها بدأت تشعر باليأس معها .

قالت الأم  للخبير " لقد علمتها عدة مرات أن عليها أن ترفض عندما يطلب منها تلاميذ الصف الذين يكبرونها سناً طعامها الذي تحبه ..لكن لا فائدة  ..فهي تعود في كل مرة محرومة من أفضل ما أضعه في حقيبتها "

.سأل الخبير نوره" ماذا علمتك والدتك بإن  ترد على زملائك إذا طلبوا أن يأكلوا من طعامك.؟

  ردت الطفلة " علي أن أقول لهم لا..أمي أعدته لي وحدي "

" وهل فعلت ذلك ؟"

"لا لم أفعل .. صعب علي أن أقول  ذلك لتلاميذ أكبر مني "

هنا  حاول الخبير أن يشرح للأم  أن معرفة إبنتها ماذا عليها أن تفعل .. وأن تفعله حقاً  بطريقة صحيحة ..

                                      (٢)

 

مهارتان مختلفتان ..لإن البنت لم تحصل على التمرين الكافي من الأم لاستخدام هذه المهارة جيداً ..لذلك هي

غير قادرة على القيام بها حسب ما تريد أمها وتريد هي أيضاً .

لذلك اقترح الخبير على نوره أن يقوم بتمرينها على رفض ما يريده زملائها دون أن تخاف  وبدأيمثل أمامها بإنه  نوره في يدها كيس من البطاطس  المقلية .. وتمثل الأم دور طالب أكبر منها  

سألت الأم الخبير الذي مثل دور ابنتها   "   " ماذا تأكلين ؟ ..أريد بعض منه "

حرك الخبير الكيس جانباً ورد على الأم " " لا ..هذا الكيس لي و لا أسمح لإحد أن يأخذه مني

وأخذ الخبير يعيد الموقف مع الأم عدة مرات ..ثم طلب من الإبنة أن تقوم بدورها ويقوم هو بدور طالب أكبر منها يحاول أن يأخذ شيئاً من  البطاطس منها

 ردت نوره بحزم عليه وبوضوح " هذا لي  "

 وأعاد الخبير الموقف عدة مرات ..في كل مرة يعلم نوره كيف تقول "لا " بطرق مختلفة لمن يطلب  شيئاً من أكلها . .لكي تختار الطريقة التي ترتاح لها ..وفي النهاية  اختارت أن ترد بجملة " لا..أنا آسفة " ورأت أن لا تنظر إلى وجه الشخص لإن ذلك يمنحها ثقة أكبر في نفسها وهي ترد .

سأل الخبير نورة " هل أنت مستعدة غداً لتجربي  ما تمرنتي على القيام به ؟"

أجابت  " أعتقد ذلك "

طلب الخبير من الأم أن تعيد التمرين مع إبنتها عدة مرات ..قبل أن تذهب إلى المدرسة في اليوم التالي ..وأن تشجعها ببعض العبارات التي تدعم ثقتها في نفسها .. وطلب منها أن تخبره بالنتيجة في زيارتها الثانية  "

وعندما عادت الأم  بعد  أسبوع مع ابنتها إلى  عيادة الخبير التربوي ..كان يبدو عليها الإرتياح .

سألها الخبير " كيف سارت الأمور  ؟"

ردت الأم "سارت على ما يرام ..لقد ساعدها التمرين كثيراً ..ولم تسمح لإحد بإخذ طعامها منها"

وبدا الإحساس بنشوة النجاح واضحاً على وجه نوره.

  http://Www.salwaalmoayyed.com.bh                                                                                                                             



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved