أكدت دراسة طبية أمريكية حديثة أن الأطفال الذين يطالعون شاشات هواتفهم فى الظلام قبل النوم أكثر عرضة لخطر المعاناة من اضطرابات النوم والقلق والسمنة ، كما أكدت أن الاستخدام الليلى للهواتف والأجهزة اللوحية و أجهزة الكومبيوتر المحمولة يرتبط على الدوام بسوء نوعية أنماط النوم وعدم كفاية النوم وسوء نوعية الحياة .
ووفقا للأبحاث ، التى أجريت فى كلية الطب جامعة "واشنطن"، فإن المراهقين الدين يستخدمون الهاتف المحمول أو يشاهدون التلفزيون فى الظلام قبل ساعة من النوم معرضون لخطر عدم الحصول على قسط كاف من النوم ، مقارنة بمن يستخدمون هذه الأجهزة فى غرفة مضاءة أو لا يستخدمونها على الإطلاق وقت النوم ، وأثبتت الدراسة أن عدم كفاية ساعات النوم قد ثبت أنه مرتبط بالاكتئاب ، القلق ، والسمنة لدى الأطفال والمراهقين.
وحسب هذه الدراسة ، تم جمع البيانات من 6,616 مراهقا تراوحت أعمارهم ما بين 11 -12 عاما ، وأكثر من 70% تم الإبلاغ عنها باستخدام جهاز واحد على الأقل فى غضون ساعة واحدة من وقت نومهم .. وقد طلب منهم الإبلاغ عن مجموعة من العوامل ، بما فى ذلك استخدامهم للأجهزة فى كل من الغرف المظلمة ، وأوقات النوم الأسبوعية وفى نهاية الأسبوع ، ومدى صعوبة الخلود إلى النوم والاستيقاظ.
وقد أظهرت نتائج الدراسة أن أولئك الذين استخدموا الهواتف المحمولة أو شاهدوا التلفزيون فى غرفة مضاءة كانوا أكثر عرضة بنسبة 31% للنوم أقل من أولئك الذين لم يستخدموا الشاشة .. كما زاد الاحتمال إلى 147% فى حال حدث نفس النشاط فى الظلام.
وقد أفادت الدراسة ، التي نشرت في عدد يناير من مجلة"البيئة الدولية"، أن 90% من المراهقين في جميع أنحاء العالم لا ينامون فترة النوم الموصى بها ، والتي تتراوح ما بين 9 إلى 11 ساعة في الليل ، وهو ما تزامن مع زيادة في استخدام أجهزة الوسائط القائمة على الشاشة .. ففي المملكة المتحدة وحدها ، يقدر 98% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 – 15 عاما يشاهدون التلفزيون ، وأكثر من 90 % يستخدمون الهواتف المحمولة في المنزل.
وكانت الدراسات السابقة قد أظهرت أن مدة النوم الكافية والجودة أمران حيويان في مرحلة الطفولة للحفاظ على النمو الجسدي والعقلي .. كما يعد النوم أمرا حاسما بالنسبة للعمليات المعرفية ، وكان قلة النوم الكافي مرتبطة مباشرة بالأداء الأكاديمي الضعيف ، في حين أظهرت الأبحاث السابقة وجود صلة بين استخدام الشاشة والجودة وطول نوم الشباب .
ويقول الباحثون المشاركون في الدراسة الحديثة " إن بحثنا هو أول دراسة توضح كيف يمكن لإضاءة الغرفة أن تؤثر أكثر في هذا الأمر. إن النتائج التي توصلنا إليها مهمة ليس فقط للآباء ولكن أيضا للمدرسين والمهنيين الصحيين والمراهقين أنفسهم".