ركزت الصحف السعودية الصادرة صباح اليوم السبت، 23 فبراير 2019، على عدد من الملفات والقضايا في الشأن المحلي والإقليمي والدولي.
واهتمت الصحف السعودية بالقمة العربية الأوروبية التي تحتضنها مصر وتحت عنوان "القمة العربية ـ الأوروبية الأولى تنطلق غدًا بحضور رفيع المستوى" قالت صحيفة الشرق الأوسط: في فعالية غير مسبوقة بين الجانبين، تنطلق في مدينة شرم الشيخ المصرية غدًا (الأحد) أعمال القمة العربية - الأوروبية الأولى، بحضور رفيع المستوى من ملوك ورؤساء دول وحكومات ووزراء في 50 دولة من الطرفين.
وتعول جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي على القمة التي تعقد على مدار يومين في دفع وتعزيز التعاون على المستويين الاقتصادي والتجاري، وكذلك تنسيق المواقف فيما يتعلق بالملفات السياسية والأمنية، خصوصًا قضية فلسطين، والهجرة غير المشروعة التي تحظى باهتمام كبير لكثير من دول الاتحاد الأوروبي.
ويتضمن جدول أعمال القمة ملفات أمنية مهمة، وستتطرق كذلك إلى الأوضاع في سوريا وليبيا، ويترأسها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان - كلود يونكر.
وأكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن القمة العربية - الأوروبية تعتبر مساحة نادرة لحوار القادة بشكل منفتح في جميع القضايا التي تهم الجانبين، مضيفًا لـ«الشرق الأوسط» أن «القمة تمثل فرصة مهمة للعمل على ارتفاع وتيرة الحوار والتفاهم بين الجانبين في القضايا ذات الاهتمام المشترك»، موضحًا أن «القمة غير معتادة في طبيعة عملها وتتعامل مع كل القضايا المهمة».
وحول طبيعة الوثيقة التي سوف تصدر عن القمة، قال زكي: «لا توجد أوراق معدة مسبقًا، وإنما سيتم الاعتماد على تسجيل التوافق الذي ينتج عن الحوار المشترك، وإصدار إعلان يترجم طبيعة العمل والتحرك المشترك». وعن شعار القمة «الاستثمار في الاستقرار»، قال زكي: «هو اختيار أوروبي - عربي، وتم الاتفاق عليه، وهو شعار جيد يحاول الجميع ترجمته على أرض الواقع».
وعما إذا كانت نتائج مؤتمر دبلن التشاوري الذي انعقد لمناقشة حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية ستعرض على القمة أم لا، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية: «هو اجتماع للمجموعة المهتمة بالدفاع عن السلام والانحياز لحل الدولتين، والهدف منه تشكيل نواة من المؤمنين بالحل، والتوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة».
وعن جدول أعمال قمة شرم الشيخ، أكد السفير حسام زكي أنه «يبدأ بوصول الوفود المشاركة اليوم (السبت) وغدًا (الأحد) وتنعقد الجلسة الافتتاحية ويتحدث فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الاتحاد الأوروبي، ويتحدث فيها أيضًا بعض القادة، ثم جلسة عمل على العشاء... وفي اليوم الثاني تعقد جلسة حوارية مغلقة دون كلمات أو أوراق معدة مسبقًا، وإنما عرض أفكار لكل متحدث، تعقبها جلسة عمل عامة وإلقاء البيانات». ولفت إلى أن «أجندة القمة تتضمن ملفات مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وكذلك ملفات النزاعات، والقضية الفلسطينية».
من جهته، قال السفير محمد صبيح، أمين سر المجلس الوطني الفلسطيني، إن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن سوف يشارك في القمة»، مضيفًا لـ«الشرق الأوسط» أن القمة غاية في الأهمية لمصر وللدول العربية، من خلال حوار مشترك للتفاهم حول كثير من التعقيدات التي سحبت الاستقرار من المنطقة لفترة طويلة.
وأوضح صبيح أن «انعقاد القمة في مصر يعطي قوة دفع كبيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي وللدول العربية، نظرًا لمكانة مصر ودورها في التعامل مع تحديات الإرهاب والبناء»، لافتًا إلى أن «هذا التجمع العربي - الأوروبي يتمتع بمميزات كبيرة؛ منها وجود الطاقة والنفط والغاز لدى العرب، وامتلاك التكنولوجيا والاقتصاد القوي بالتعاون مع الدول الأوروبية»، مؤكدًا أن دول الاتحاد الأوروبي سوف تتبنى حل الدولتين، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
وتستضيف قاعة المؤتمرات الرئيسية في شرم الشيخ، أعمال القمة التي يتضمن جدول أعمالها في اليوم الأول (الأحد)، استقبال الضيوف وتنظيم حفل افتتاح للقمة في نحو الخامسة مساءً بتوقيت القاهرة، ثم تعقد الجلسة العامة الأولى للقمة، في الثامنة من مساء الغد، تحت عنوان: «تعزيز الشراكة الأوروبية العربية ومعالجة التحديات العالمية معًا».
ووفق ترتيب أعمال اليوم الثاني للقمة (الاثنين)، فإن المشاركين سيناقشون «مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة» في جلسة مغلقة تعقد في العاشرة صباحًا، ثم يعقبها استكمال مناقشة في الجلسة الثانية لـ«تعزيز الشراكة الأوروبية العربية ومعالجة التحديات العالمية معًا»، ومن المقرر إقامة مؤتمر صحافي مشترك بشأن الفعالية في ختام اليوم الثاني.
وقال السفير خالد الهباس الأمين العام المساعد للشؤون السياسية الدولية لجامعة الدول العربية، إن الجامعة تطلع إلى أن «تشكل القمة العربية - الأوروبية الأولى انطلاقة لتعزيز التعاون العربي - الأوروبي».
ويتعاون الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية معًا في مواجهة تهريب الأسلحة المحظورة من خلال مشروع يتم تمويله بـ2.7 مليار يورو لبناء القدرات والتدريب في مجالات مراقبة الأسلحة التقليدية لدى الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.
وسبق انعقاد القمة الأولى 5 جولات تمهيدية على المستوى الوزاري بين الجانبين، وبدأت في مالطة عام 2008، ثم استضافت القاهرة الاجتماع الثاني عام 2012، وجاء الاجتماع الثالث في أثينا عام 2014. وفي عام 2016 بالقاهرة، قرر الاجتماع الرابع عقد قمة على مستوى القادة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، وفي مطلع الشهر الحالي استضافت بروكسل اجتماعًا تحضيرًا للإعداد للقمة.
ويقول الاتحاد الأوروبي إنه يعمل منذ عام 2012 على «دعم مشروع تعزيز قدرات الاستجابة للأزمات لدى جامعة الدول العربية». وأكد أنه ساعد بـ4.4 مليون يورو لتمويل إعداد غرفة أزمات جامعة الدول العربية.
والى الشأن السعودي، وعن جولة ولي العهد الى شرق اسيا، قالت صحيفة "اليوم" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "ولي العهد .. جولة آسيا وضربة المعلم": فعلا .. كانت ضربة معلم بكل المقاييس تلك الجولة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان إلى بعض الدول الآسيوية، سواء من حيث اختيار محطاتها، أو ما يتصل بتوقيتها، أو في إطاراتها السياسية والاقتصادية والأمنية، لماذا نقول هذا حتى قبل أن تكتمل، وتبرز مفاعيلها على السطح، وتأخذ اتفاقياتها طريقها إلى حيز التنفيذ؟
وأوضحت بعد أن فقدت الأمل في شق الصف ما بين إسلام أباد والرياض حينما استفزتها زيارة الأمير، وأخرجتها عن طورها، هذا أولا، والأمر الثاني الذي يشكل أحد بنود نجاح سمو ولي العهد في لخبطة الأوراق الإيرانية، مبادرة نظام الملالي وعلى وجه السرعة لإيفاد وفد رفيع المستوى يضم رئيس مجلس الشورى على لاريجاني، ووزير الخارجية جواد ظريف ومسؤولين إيرانيين عسكريين ومدنيين لزيارة بكين لاستباق وصول سمو ولي العهد إليها، والحديث عن الشراكات وما إلى ذلك، في خطوة عدها كثير من المراقبين أنها ليست أكثر من محاولة يائسة للتخفيف من وقع الآثار المحتملة لزيارة ولي العهد للعاصمة الصينية، وما تحمله من ملفات سياسية واقتصادية وتجارية كبرى.
واختتمت بالقول: ولعل إيران قد أدركت أن جولة سمو ولي العهد في العواصم الثلاث الأقرب لأراضيها (إسلام أباد، ونيودلهي، وبكين)، وما أفضت وستفضي إليه من شراكات واتفاقيات كبرى، أدركت أنها لا بد وأن تزيد من عزلتها، وستدفعها إلى إطالة أسوارها لتنكفئ إلى الداخل، هذا إن لم تتهور أكثر، وتستفزها جولة سموه الموفقة والناجحة لتضيف نيودلهي وبكين إلى لائحة اتهاماتها الساذجة بعد أن أدركت أنها تغرد وحدها في صناعة وحماية الإرهاب، البضاعة الأكثر تداولا فيها، والتي حاصرتها زيارة سمو ولي العهد وضيقت عليها الخناق.
وكتبت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان ( شراكات محورية ) : العلاقات السعودية - الصينية مختلفة عن مثيلاتها بالرغبة المشتركة بأخذها إلى أقصى مدى ممكن من التعاون الثنائي في مختلف المجالات، فإن كنا نعتبر أن التوافق السياسي والشراكة الاقتصادية هما أساس العلاقات بين الدول إلا أن الرغبة السعودية - الصينية تذهب بالعلاقات إلى أبعد من السياسة والاقتصاد، إلى التفاعل الإيجابي المؤدي إلى شراكة حقيقية وصولًا إلى الاستفادة القصوى منها.
ورأت أن زيارة ولي العهد إلى الصين جاءت لتكريس العلاقة الاستراتيجية الموجودة بالفعل على أرض الواقع والتي بدأت ثمارها في الينعان من خلال العمل الجاد والمتواصل بين الطرفين، وتنسيق المواقف السياسية والتأكيد على المنافع الاقتصادية، حيث ارتفع التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي بنسبة 32 %، فالأمير محمد بن سلمان أكد «فاعلية التنسيق السعودي - الصيني وقدرته على خلق المزيد من الفرص لدى البلدين.
وخلصت إلى القول إن المملكة بعقدها شراكات استراتيجية مع الدول المحورية إنما تؤكد ريادتها وحكمة قرارها وبعد نظرها في إيجاد علاقات شاملة لا تقتصر على مجال معين دون آخر لتحقيق الاستفادة القصوى بما يعود بالفائدة على جميع أطراف تلك الشراكات.
وفي الموضوع نفسه، قالت صحيفة "عكاظ" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( الاتجاه شرقًا ): مثلت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لكل من باكستان والهند والصين لفتة بالغة الأهمية للدور الذي يجب أن تنهض به العلاقات بين السعودية ودول الشرق، حيث آسيا ومخزونها الهائل بشريا واقتصاديا وعسكريا.
ورأت أنه: لم تكن الحفاوة التي استُقبل بها الأمير محمد بن سلمان خلال هذه الزيارة من قيادات الدول الثلاث وشعوبها وأن الاتفاقات ومذكرات التفاهم العديدة التي تم التوقيع عليها بين المملكة وكل من الدول الثلاث خلال الزيارة، جاءت إثباتا للنظرة البعيدة التي تتطلع بها القيادة السعودية للمستقبل من خلال سياسة تنويع الخيارات الإستراتيجية وعدم الاعتماد على الغرب كقوة وحيدة يمكن الاتكاء عليها في ظل ظروف التقلبات والحسابات الخاطئة التي تجتاح عواصم العالم بين فترة وأخرى.
وأردفت بالقول: ويكفي أن الدول الأضخم سكانيا وعسكريا واقتصاديا على صعيد آسيا التي زارها ولي العهد هي الأقرب جغرافيا، والأسهل نفوذا إلى أسواقها، في ظل طريق الحرير الذي سيعيد رسم خريطة العالم اقتصاديا.
واختتمت: لذلك كانت هذه الزيارة موفقة وفي توقيتها المناسب، وستكون نتائجها باهرة في المستقبل القريب.