حالة من الدهشة والاستغراب والتوتر في أفغانستان، تسببت فيها فتاة شابة تبلغ من العمر 28 عامًا فقط، على الرغم من قيامها بذلك في واحدة من أكثر دول العالم قمعًا للنساء.
إنها طبيبة شابة تدعى شهبا شاهروخي، ستعيد رسم الخريطة السياسية من جديد في أفغانستان، بعدما أعلنت نيتها خوض الانتخابات البرلمانية الأفغانية في 20 أكتوبر الجاري، في أول انتخابات تشهدها البلاد منذ 8 سنوات.
ولدت في مدينة سامانجان بشمال أفغانستان، ودرست الطب بتفوق وعملت بنفس مجال دراستها، ولكن شغفها ومتابعتها المستمرة للأوضاع السياسية والاجتماعية، خصوصًا للمرأة التي تصنف كمواطن درجة ثانية، شجعها لخوض هذا التحدي لإثبات أن المرأة تستطيع، بالإضافة لبدء موجة التغيير من خلالها.
بدأت قصة كفاح شهبا منذ أن التحقت بكلية الطب، حيث عزمت على القضاء على محو الأمية التي تشكل عائقًا كبيرًا فى أفغانستان، خاصةً بين النساء، وقالت: "الجميع حول العالم يرانا عاجزات دون فائدة، ولكننا سنغير ذلك بأنفسنا دون مساعدة من أحد، لقد دقت ساعة العمل".
كان البرلمان الأفغانى فى عام 2013 أعلن عن قانون تخفيض نسبة المقاعد المخصصة للنساء من 25٪ إلى 20٪، الأمر الذي اعتبرته وقتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" اعتداء سافر على حقوق المرأة الأفغانية.
جاء على أولوية برنامج الإصلاح الخاصة بالطبيبة الشابة مشكلة التعليم، فهناك أكثر من 30% من فتيات أفغانستان يتم منعهن من الذهاب للمدارس، بالإضافة لتدهور الوضع الأمني الذي أسفر عن مقتل 8050 شخصا في هذا العام فقط.
وتأتي في المرتبة الثانية من المشكلات المتفاقمة العنف ضد النساء، فهناك أكثر من 87% من النساء يتعرضن للعنف المجتمعي بشدة دون أي مناصرة من أحد.
واختتمت شاهروخي حوارها لـ "سي إن إن": "مؤمنة إيمانًا كاملًا بدورى تجاه وطني، وفى حالة عدم نجاحي في العملية الانتخابية، فهي ليست نهاية المطاف بل الخطوة الأولى للتأكيد أمام العالم على أن نساء أفغانستان لن تقهر ولن تخاف بعد اليوم".