آخبار عاجل

فهم الآباء و احترام الأبناء للوقت ضروري لمراهقة مريحة .. بقلم : سلوى المؤيد

02 - 03 - 2019 12:00 1332

الحلقة الـ  43 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :   فهم الآباء و احترام الأبناء للوقت ضروري لمراهقة مريحة.....................................              

 

كيف يمكننا أن نساعد ابناؤناالمراهقين وهم يمرون بكل ما يصاحب مرحلة المراهقة من تغيرات تخيف الأهل أحياناً عندما يلاحظونها على تصرفاتهم ؟

  • نستطيع أن نقوم بذلك من خلال فهمنا لما يمرون به..أو ما يكتشفوه من أشياء بدل أن نقاومهم ..فهم يعيشون تجربة مؤقتة هي عدة سنوات .. يتصرفون خلالهابحساسية .. لكنها لن تدوم إلى الأبد.. ولن تكون تصرفاتهم طابع لسلوكهم عندما يكبروا .. لينتقلوا بعدها إلى مرحلة النضج والمسؤلية كنساء ورجال .

إن طابع ا لمراهقة هو حب الإكتشاف والمعرفة ..فهم يريدون أن يكتشفوا القوانين التي تتوافق مع حريتهم واستقلاليتهم المتزايدة ..يحتاجون أن يختبروا حدودنا كآباء ..قد يكونونا ضدنا أحياناً ونحن نجيب على أسئلتهم الكثيرة..حول ماهو الأمر المقبول منهم القيام به وماهو الأمر الغير صحيح الواجب عليهم الإبتعاد عنه ..إنهم يحاولون معرفة من هو الذي يملك السلطة ومن هو المسيطر على الآخر هم أم آبائهم..لذلك نجد أن تفاهم الآباء مع أبنائهم في هذه السن يوضح هذه السلطات بشكلها الصحيح و يمنح الأبناء معلومات أكثر توضح لهم ماهو دورهم في هذه المرحلة الهامة من حياتهم .

وهنا أطرح هذا التساؤل الهام

ماذا على الآباء أن يفعلوا عندما يختبرهم أبنائهم المراهقين ؟

إن أول واجب على الآباء هو أن يجيبوا على أسئلة أبنائهم إجابات واضحة ومباشرة ..ولا يتعاملوا معهم بحدود متساهلة ذكرتها من قبل من خلال التعامل مع الأبناء في سن الطفولة ..لإن هذه الحدود المتساهلة تؤدي إلى انتشار الفوضى في علاقة الآباء بإبنائهم ..ولا يستطيع الآباء أن يساعدوا أبنائهم خلال صراعهم معهم...وإنما يستطيعوا ذلك عندما يوفروا لهم .. الحدود الواضحة الحازمة التي تقودهم إلى الإكتشاف .

إلا أن عليهم أن يتجنبوا الحدود المتسلطة التي يستخدمها الآباء ليحاولوا السيطرة على أبنائهم لإنها تعيق قدرتهم على الإكتشاف والمعرفة .

ندى فتاة في الخامسة عشر من عمرها ..تعلم أنها موهوبة في الرسم ..لكنها لا تريد أن تقضي وقتاً أكثر في المدرسة لتتعلم أصول الرسم وتتمرن عليه لتتطور قدرتها ..فهي تعتقد أن ما تأخذه في دروس الرسم يكفي .. إلا أن أمها مصرة على أن تأخد فصل للرسم اختياري لكي تطور قدرتها قائلة لها :

" هذه فرصتك الآن ..لتدربي نفسك على الرسم والتلوين "

ردت الإبنة بغضب " لكني لا أريد أن أكون رسامة محترفة..دعيني أمارس هوايتي حسبما أشاء..ألا يكفي أني أقضي أغلب يومي كله في المدرسة "

ندى تريد أن تقرر ما تريد وحدها ..وأمها تريد أن تفرض عليها رأيها رغم أن فيه صالحها ..لكن ذلك لا يعجب إبنتها .. لإنها تريد أن تكون هي صاحبة القرار فيما تود أن تفعله لتنمي هوايتها ..والأم حائرة لا تدري لماذا ترفض ابنتها ما تريد لها رغم أنه في صالحها ؟..لكنها لا تعلم أن هذا الصراع أهم ما يميز نفسية الأبناء في سن المراهقة ..وهو محاولة إثبات الذات والرغبة في اتخاذ قراراتهم بإنفسهم وكذلك رغبتهم في الإستقلال .

لو حاولت الأم امتداح موهبة ابنتها والتعبير عن أمنيتها أن تراها وقد طورت موهبتها ..لربما قررت الإبنة

 

 

بنفسها الإنضمام إلى الدرس الإختياري للرسم لتطوير موهبتها ..خصوصاً لو وجدت تشجيع وإطراء من مدرستها ..وكان هناك معرض سيقام لكل الموهوبين من الطلبة في الرسم والتلوين .

إن النضج الذي يعتقد الأبناء أنهم وصلوا إليه في سن المراهقة لا يكتمل إلا بتحملهم لمسؤلية ما يقومون به .

مثلما حدث مع لبنى البالغة من العمر ١٦ سنة عندما استأذنت أمها في الذهاب إلى السينما مع صديقاتها في يوم الإجازة الأسبوعية

قالت لها أمها " عودي الساعة الحادية عشر مساء "

ردت الإبنة

" ولماذا الحادية عشر وليس الثانية عشر مساء ؟"

ردت الأم " لا الثانية عشر مساءً سيكون الوقت متأخراً أستطيع أن أدعك إلى الساعة الحادية عشر والربع "

وافقت الإبنة ..لكنها الآن هي المسؤلة عن تنفيذ ما وافقت عليه..فإذا نفذت ما وعدت به أمها فستحصل على مزيد من الوقت في الشهور القادمة .. لكنها إذا لم تلتزم وتأخرت فإن عليها أن تتحمل نتيجة تأخرها وهو عودتها الساعة العاشرة والنصف مساءً..الأم هنا مرنة لكنها حازمة ..والعودة في الوقت الذي حددته والدتها هو المقياس لتحمل الإبنة المراهقة المسؤلية للحصول على امتيازات أخرى في صالحها مستقبلاً .

 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved